روسيا تسعى لسرعة تشغيل نورد ستريم2 استغلالًا لأزمة الغاز (تقرير)
موسكو تعدّه "حلًا سحريًا" لمشكلة نقص الإمدادات
حياة حسين
لن تجد روسيا أفضل من هذا الوقت للترويج لخط أنابيب نورد ستريم2 على أنه العلاج السحري لأزمة الغاز الحادة في أوروبا، على أمل أن تسمح ألمانيا بتدفّق الغاز في عروقه سريعًا.
وكان عملاق الطاقة الروسي المدعوم من الدولة -شركة "غازبروم"- قد أعلن الشهر الماضي أنه أكمل بناء خط أنابيب نقل الغاز نورد ستريم2.
المشروع سينقل غاز موسكو إلى ألمانيا، ومنها إلى باقي أنحاء أوروبا، رغم العقبات الكبيرة التي واجهته، بداية بمشكلة روسيا مع أوكرانيا، ومرورًا بعقوبات أميركا الاقتصادية على الشركات المشاركة في تنفيذه، وحتى تردّد دول أوروبا في استقباله.
يصل طول الخط -الذي يمرّ تحت سطح مياه بحر البلطيق- إلى 760 ميلًا، بسعة نقل تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.
وتُعدّ روسيا أكبر المصدّرين للغاز إلى أوروبا، وحال تشغيل نورد ستريم2، ستزوّد موسكو القارّة العجوز بنحو 170 مليار متر مكعب، ما يضمن إنارة كل ركن بها.
ولا يخجل نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، من اصطياد فرصة في مياه أوروبا المتعكرة بأزمة الوقود الحادة.
إذ طلب -الأسبوع الماضي- من المشرّعين الألمان سرعة الموافقة على بدء تشغيل نورد ستريم2، لعلاج أزمة ارتفاع أسعار الغاز.
أسعار الغاز
يُعدّ طلب نوفاك تكرارًا لما أكده المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، إذ أشار إلى أن تشغيل خط الأنابيب نورد ستريم2 من شأنه موازنة أسعار الغاز الطبيعي في الأسواق الأوروبية.
وأضاف أنه سيجري تشغيل الخط في أقرب وقت ممكن؛ ما سيؤدي إلى معادلة سعر الغاز الطبيعي في الأسواق والمعاملات الفورية، وفق وكالة الأنباء الروسية تاس حينها.
وتعيش أوروبا أزمة وقود حادّة، خاصة في قطاع الغاز.
ووفق تقرير لـ"وود ماكنزي" لاستشارات الطاقة، يوم الجمعة، فإن فصل الشتاء البارد في كل من أوروبا وآسيا قد يؤدي إلى المخاطرة بانخفاض مستويات التخزين الأوروبية إلى الصفر، إذ انخفض مخزون الغاز إلى 29 مليار متر مكعب فقط.
وإذا حدث ذلك، فستعتمد أوروبا كليًا على التدفقات الروسية فوق القدرة الحالية، إذ ستعتمد القارّة على خط أنابيب نورد ستريم2، أو على شحن روسيا المزيد من الغاز عبر أوكرانيا إذا كانت تريد تجنُّب تقليص الطلب.
ومن شأن الشتاء البارد في روسيا أن يحدّ من قدرة شركة غازبروم على دعم صادرات إضافية عبر كل من نورد ستريم2 وأوكرانيا، على الرغم من أن ذلك لم يكن مرجحًا على الإطلاق، وفق التقرير.
وهذا ما يؤكده تقرير صحيفة الغارديان البريطانية، إذ أشار إلى أن نورد ستريم2 لا يمكن أن يكون حلًا لأزمة قصيرة المدى مثل التي تعيشها أوروبا حاليًا.
غازبروم
أقرّت شركة غازبروم -في وقت سابق- بأنها ستعمل على الأرجح بنسبة 10% فقط من طاقتها في الأشهر المتبقية من هذا العام.
وإذا كانت غازبروم ترغب في علاج أزمة الأسواق، فإنها تستطيع ضخّ كميات إضافية عبر خطوط بولندا وأوكرانيا.
ومنذ الشروع في بنائه عام 2018، عارضت أوكرانيا وبولندا مشروع نورد ستريم2 الذي يربط ميناء أوست-لوغافي في روسيا مع بلدة لوبمين في ألمانيا، كونه تهديدًا لمصالحهما، حسبما ذكر موقع "إميرجينغ يوروب" الشهر الماضي.
وكان بناء خط الأنابيب يوشك على نهايته العام الماضي، إلّا أن الإدارة الأميركية شككت في إمكان إنجازه، لكن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأميركي جو بايدن اتّفقا في يوليو/تموز الماضي على صفقة سهّلت استكماله.
ولم تكن بولندا وأوكرانيا راضيتين عن الصفقة التي ينصّ أحد بنودها على فرض الولايات المتحدة للعقوبات إذا تبيّن أن روسيا تستخدم خط الأنابيب "سلاحًا سياسيًا".
في المقابل، تعهدت ألمانيا بتعويض أوكرانيا عن خسائرها في رسوم نقل الغاز، بينما التزمت كل من ألمانيا والولايات المتحدة بإنشاء صندوق بُنية تحتية بقيمة 850 مليون يورو (1.02 مليار دولار أميركي) مصمم للسماح لأوكرانيا بتنويع مصادر الطاقة لديها.
سيطرة بوتين
هناك دلائل على أن روسيا رفعت الإمدادات في اليومين الماضيين، وبمجرد أن تصل غازبروم إلى الموعد النهائي للتخزين الكامل للطلب المحلي لهذا الشتاء في نوفمبر/تشرين الثاني، سيتوافر مزيد من الغاز للأوروبيين.
ويرى المعارضون لنورد ستريم2 أن روسيا تسعى إلى استغلاله في حربها الجيوسياسية ضد أوكرانيا، خاصة أن الخط، يبدو أنه تحت سيطرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبوتين غير مقبول للأوروبيين، ولا يفضلون التعامل معه، لكن أزمة الطاقة العالمية، منحته موقفًا تفاوضيًا قويًا، يستطيع لي ذراع أوروبا لقبول شروطه.
موضوعات متعلقة..
- الرئاسة الروسية: نورد ستريم2 سيعيد توازن أسعار الغاز في أوروبا
- قبل تشغيل نورد ستريم2.. أوكرانيا وبولندا تتحفزان لاعتراضات جديدة
اقرأ أيضًا..
- إدارة بايدن تخطط لتزويد 5 ملايين أسرة بالكهرباء من الطاقة الشمسية
-
أرامكو تطلب قرضًا بـ 14 مليار دولار لتمويل صفقة خط أنابيب الغاز