رئيسيةأخبار السياراتتقارير السياراتسياراتعاجل

بي إم دبليو تبني أسطولًا تجريبيًا من سيارات الهيدروجين في 2022

والشركات الألمانية تطور نماذج أولية لسيارات خلايا الهيدروجين

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • بي إم دبليو أكبر مؤيد للهيدروجين بين شركات صناعة السيارات الألمانية
  • بي إم دبليو ستبني أسطولًا تجريبيًا يضم نحو 100 سيارة في عام 2022
  • البطاريات ثقيلة جدًا بالنسبة للمركبات التجارية التي تسير لمسافات طويلة

في إطار استعدادها للاستغناء عن تصنيع سيارات الوقود الأحفوري، اتجهت بعض شركات صناعة السيارات الألمانية الكبرى، وفي مقدمتها بي إم دبليو، إلى تطوير نماذج أولية لمركبات الركاب تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، إضافة إلى السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية.

ومع توقعات أن تشهد الانتخابات دخول حزب الخضر إلى الحكومة الائتلافية وزيادة دفع التكنولوجيا، تراهن الشركات على استثمارات بمليارات الدولارات في الوقود الهيدروجيني في قطاعات مثل الصلب والكيماويات لتلبية أهداف المناخ.

خطة بي إم دبليو

تُعدّ شركة بي إم دبليو أكبر مؤيد للهيدروجين بين شركات صناعة السيارات الألمانية، إذ ترسم الطريق إلى نموذج السوق الشاملة بحلول عام 2030، وفقًا لما أوردته وكالة رويترز في 22 سبتمبر/أيلول الجاري.

وترصد الشركة، التي تتخذ من مدينة ميونخ مقرًّا لها، تغيّر سياسات الهيدروجين في أوروبا والصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، حيث طوّرت نموذجًا أوليًا لسيارة الهيدروجين، استنادًا إلى سيارتها طراز إكس5 الرياضية، في مشروع تموله الحكومة الألمانية جزئيًا.

سيارة بي إم دبليو الهيدروجينية
سيارة بي إم دبليو الهيدروجينية

وقال نائب رئيس شركة بي إم دبليو، الذي يرأس برنامج السيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، يورغن غولدنر، إن الشركة ستبني أسطولًا تجريبيًا يضم ما يقرب من 100 سيارة في عام 2022.

وأوضح أنه سواء كانت هذه التكنولوجيا مدفوعة بالسياسة أو الطلب، تستعد الشركة لإنتاج طراز سيارة الهيدروجين، مضيفًا أن فريقه يعمل -حاليًا- على تطوير سيارات الجيل المقبل.

وبيّن أن الشركة توشك على بلوغ ذلك الهدف، وأن هذا العقد سيشهد تقدمًا كبيرًا.

ومن ناحيتها، أعلنت شركة سيارات أودي الألمانية، التابعة لشركة فولكس فاغن، أنها جمعت فريقًا من أكثر من 100 ميكانيكي ومهندس كانوا يبحثون عن خلايا وقود الهيدروجين، نيابة عن مجموعة فولكس فاغن بأكملها، وبنوا عددًا قليلًا من السيارات النموذجية.

الهيدروجين باهظ التكلفة

ترى كبرى شركات صناعة الشاحنات في العالم، ومنها فولفو ودايملر وهيونداي، أن الهيدروجين يُعدّ رهانًا مضمونًا، لأن البطاريات ثقيلة جدًا بالنسبة إلى المركبات التجارية التي تسير لمسافات طويلة.

وفي المقابل، تُعدّ تقنية خلايا الوقود -إذ يمر الهيدروجين عبر محفز يولّد الكهرباء- مكلفة للغاية بالنسبة إلى السيارات الاستهلاكية في السوق الشاملة.

وبالإضافة إلى ذلك، تُعدّ خلايا وقود الهيدروجين معقدة التركيب وتحتوي على مواد باهظة الثمن، وعلى الرغم من أن عملية التزود بالوقود أسرع من إعادة شحن البطاريات، فإن البنية التحتية نادرة للغاية.

بي إن دبليو - السيارات الكهربائية
سيارة بي إم دبليو الكهربائية "فيجن آي سيركيولر"

ونتيجة تراجع تقنية خلايا الهيدروجين عن مواكبة السوق الميسورة التكلفة، فإن أعضاء حزب الخُضْر الألماني يفضلون إعطاء الأولوية إلى سيارات الركاب التي تعمل بالبطاريات، لأنهم يرون أنها أسرع طريقة للوصول إلى هدفهم الرئيس المتمثل في إزالة الكربون من قطاع المواصلات.

ومع ذلك، يدعم حزب الخُضْر استخدام وقود الهيدروجين للسفن والطائرات ويريد الاستثمار بكثافة في الهيدروجين "الأخضر" المنتج من مصادر متجددة فقط.

وقال المتحدث باسم سياسة النقل لدى حزب الخُضْر في البرلمان الاتحادي الألماني "البوندستاغ"، إن الهيدروجين سيلعب دورًا مهمًا للغاية في صناعة النقل.

ويرى بعض شركات صناعة السيارات أن تكنولوجيا الهيدروجين تمثل بوليصة تأمين، إذ يستهدف الاتحاد الأوروبي فرض حظر فعليًا على سيارات الوقود الأحفوري بدءًا من عام 2035.

وقالت شركة دايملر الألمانية، العام الماضي، إنها ستخفض إنتاج سيارة مرسيدس-بنز، طراز جي إل سي إف سيل، وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية.

وأفاد مصدر مطّلع على خطط الشركة بأنه يمكن إحياء المشروع بسهولة إذا قرّرت المفوضية الأوروبية أو الحكومة الألمانية وحزب الخُضْر المشاركة في تعزيز سيارات الهيدروجين ودعمها.

التكنولوجيا المتاحة

كانت شركات صناعة السيارات اليابانية، ومنها: تويوتا ونيسان وهوندا، وهيونداي الكورية الجنوبية، طوال سنوات، تعمل منفردة في تطوير ودعم السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، وأصبحت لديها شركة الآن.

ومن جهتها، تعمل الصين على توسيع بنيتها التحتية لتزويد الوقود بالهيدروجين، إذ يعمل العديد من صانعي السيارات الآن على صناعة سيارات تعمل بخلايا الوقود، بما في ذلك شركة غريت وول موتور، التي تخطط لتطوير سيارات الدفع الرباعي التي تعمل بالهيدروجين.

هيونداي - السيارات الكهربائية
سيارة هيونداي أيونيك الكهربائية - الصورة من موقع الشركة

وعلاوة على ذلك، يريد الاتحاد الأوروبي بناء المزيد من محطات وقود الهيدروجين للمركبات التجارية.

وقال محلل السيارات في مؤسسة فيتش سوليوشنز، جوشوا كوب، إن من المرجح أن يبدأ الاتحاد الأوروبي في دعم سيارات الركاب التي تعمل بالهيدروجين في غضون عامين إلى 3 أعوام.

ويعود ذلك إلى أن الاتحاد لا يزال يبحث في طريقة الدعم مقابل دعم السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية، وطريقة الحصول على "البيئة الخضراء" الكافية، أو إنتاج الهيدروجين من مصادر متجددة.

وأقر نائب رئيس شركة بي إم دبليو، الذي يرأس برنامج السيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، يورغن غولدنر، أن تكنولوجيا الهيدروجين مكلفة للغاية، بحيث لا يمكن أن تكون قابلة للتطبيق في السوق الاستهلاكية اليوم.

وأضاف أن التكاليف ستنخفض مع استثمار شركات النقل بالشاحنات في التكنولوجيا، لجلب مركبات تعمل بخلايا الوقود إلى السوق على نطاق واسع، حسبما أوردته وكالة رويترز.

وأوضح أن شركة بي إم دبليو رأت أن السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين "مكمِّلة" لمجموعة الطرازات الكهربائية للبطاريات المستقبلية، ما يوفّر بديلاً للعملاء الذين لا يستطيعون الشحن في المنزل، ويرغبون في السفر بعيدًا والتزود بالوقود بسرعة.

السيارات الكهربائية في السويد
سيارة فولكس فاغن أي دي 4 الكهربائية - أرشيفية

طريق طويل

قال محلل السيارات في مؤسسة فيتش سوليوشنز، جوشوا كوب، إن الأمر سيستغرق سنوات قبل تحوّل أي دعم سياسي أوروبي السيارات التي تعمل بالهيدروجين إلى مبيعات كبيرة.

وتتوقع شركة إل إم سي لاستشارات السيارات أن الاستخدامات المختلفة للهيدروجين -في المركبات التجارية والطيران وتخزين الكهرباء- ستحفز اعتماده في سيارات الركاب، ولكن على المدى الطويل.

وقال كبير محللي توليد القوة في إل إم سي، سام أدهم: إن نماذج سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية ستشكل 0.1% فقط من المبيعات في أوروبا، وستنطلق المبيعات فقط بعد عام 2035.

ولا تزال هناك انقسامات حول آفاق تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين في صناعة السيارات العالمية، وحتى داخل مجموعات السيارات.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاغن، هربرت ديس، إن سيارة الهيدروجين أثبتت أنها ليست الحل لمشكلة تغير المناخ، وإن المناظرات المتكلفة تُعدّ مضيعة للوقت.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق