التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةغازكهرباءمنوعات

الغاز المصري والروسي.. تعليقات "الطاقة" على أبرز الأحداث في أسبوع

تصدَّر الغاز المشهد في قطاع الطاقة الأسبوع الماضي، خاصة على المستوى العربي فيما يتعلق بتوريد الغاز المصري إلى لبنان، أو عالميًا بالنسبة لارتفاع الأسعار، وكذا تراجع المخزونات الأوروبية.

وبدا الاهتمام مركّزًا على الغاز الروسي، ومدى معاناة أوروبا المتوقعة خلال موسم الشتاء، وأيضًا الغاز المصري وشغف اللبنانيين به لتوفير وقود مستدام لحلّ أزمة الكهرباء المستعصية، وبرزت قفزات أسعار الغاز أزمةً عالمية مع قرب الشتاء، قد تحلّق في الآفق.

وترى منظمة أوابك أن ذلك يأتي في ظل استمرار شحّ الإمدادات من بعض الدول المصدّرة، وتراجع مخزونات الغاز في السوق الأوروبية لأدنى مستوى لها في هذه المدة المعتادة من العام.

وتجاوزت أسعار الغاز منتصف شهر سبتمبر/أيلول الجاري حاجز الـ 21 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة بـ 7 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مطلع هذا العام.

الغاز الروسي

مع هذه القفزات في الأسعار، أكد برلمانيون أوروبيون أن احتكار غازبروم وراء ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، وقدّم 40 نائبًا في البرلمان الأوروبي طلبًا رسميًا إلى المفوضية الأوروبية، للتحقيق في إجراءات الاحتكار التي تتبعها الشركة الروسية، المُشغّلة لخط أنابيب الغاز "نورد ستريم2".

جاء ذلك عقب أيام قليلة من دعوة البرلمان الأوروبي دول الاتحاد إلى التخلُّص التدريجي من واردات الغاز والنفط وغيرهما من المواد الخام الروسية، في ظل إصرار برلماني على فرض مزيد من العقوبات على موسكو.

جزء من خط أنابيب غاز نورد ستريم2 على متن سفينة مد أنابيب تديرها شركة Allseas (سويسرية- هولندية)
جزء من خط نورد ستريم2 على متن سفينة مدّ أنابيب

من جانبها، قالت موسكو، إن تشغيل خط الأنابيب نورد ستريم2 من شأنه موازنة أسعار الغاز الطبيعي في الأسواق الأوروبية.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الاحتياج الأوروبي للغاز ضخم، متوقعًا ازدياد الطلب مع دخول فصل الشتاء وبرودة الطقس.

ورغم ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.. هولندا تلتزم بغلق حقل غرونينغن، وذلك بعد انخفض إنتاجه خلال السنوات الأخيرة تدريجيًا بسبب تعرّضه لسلسلة من الهزات الأرضية الناجمة عن عمليات الحفر والتنقيب، ما أدّى إلى تدمير المباني في المنطقة ودفع البلاد إلى وضع خطط لإنهاء الإنتاج.

وبحسب تقرير صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي (آي إي إي إف إيه)، ومقرّه مدينة كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية، تشير أسعار الغاز المرتفعة وكذلك تقلُّب الأسعار، إلى أن الاستثمار في أصول استيراد الغاز وتوزيعه وإنتاج الكهرباء يؤدي إلى تعثر الأصول وفقدان الثروة.

وفي الأسبوع الماضي، جرى تداول مؤشر أسعار الغاز المحلي في الولايات المتحدة، الذي يجري من خلاله تسعير صادراتها المتزايدة، فوق 5 دولارات أميركية لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بزيادة 112% عن عام 2021 حتى الآن.

وفي المقابل، ارتفع السعر الفوري الآسيوي "جابان-كوريا ماركر" (جيه كي إم)، بنسبة 106% خلال عام 2021، إلى 21.63 دولارًا أميركيًا/لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وارتفع سعر الغاز الأوروبي بنسبة 270% إلى 19.74 دولارًا أميركيًا.

الغاز المصري

يبدو أن هذه التطورات في صالح الغاز المصري، الذي ينتظره لبنان بفارغ الصبر، إذ إن كل زيادة في أسعار الغاز تنعكس بالإيجاب على الموازنة المصرية وحجم الصادرات.

غير أن "الطاقة" أبرزت تقريرًا عن الغاز المصري أوضحت فيه: 4 تحديات تعرقل وصوله إلى لبنان قبل الشتاء، في الوقت الذي يخطّط فيه لبنان لاستيراد 60 مليون قدم مكعبة من الغاز المصري، من أجل تغذية محطة دير عمار التي تبلغ قدرتها نحو 450 ميغاواط، وهو ما قد يوفّر الكهرباء أكثر من 4 ساعات للمواطنين.

الغاز المصري - خريطة خط الغاز العربي

ورغم التحركات السريعة، والترحيب العربي والدولي، والدعم الأميركي، لاستيراد لبنان الغاز المصري عبر خط الغاز العربي، تبقى هناك عراقيل أمام عمليات التطبيق، وهو ما يبرز سؤالًا على السطح: هل يصل الغاز المصري إلى لبنان قبل الشتاء؟.

السعودية والصين

على مدى السنوات المقبلة، سيبقى قطاع توليد الكهرباء داعمّا أساسيًا لعملية الطلب على الغاز الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط.

وستمثل الزيادة بنسبة 3.1% في الطلب على الغاز في المنطقة عام 2021، أول مكسب بعد عامين متتاليين من الانخفاضات الناجمة عن التراجع النسبي في النشاط الاقتصادي نتيجة تفشّي جائحة كوفيد-19.

ومن المتوقع ارتفاع الطلب على الغاز بنسبة 6.6% في المملكة العربية السعودية هذا العام، و5.0% في الكويت، و3.8% في إسرائيل، نتيجة تعافي النشاط الاقتصادي المنخفض الذي أحدثه فيروس كورونا في عام 2020.

ما يوضح أن السعودية تقود انتعاش الطلب على الغاز في الشرق الأوسط، وذلك بعد نجاحها في خفض حرق النفط الخام المباشر، الذي دفع الغاز إلى أن يمثّل ما يقرب من 60% من نسبة الوقود المستهلك في قطاع الكهرباء بالبلاد عام 2020، من 54% عام 2018.

وفي الوقت الذي من المتوقع فيه أن يصبح الغاز الطبيعي أكبر مصدر للوقود الأحفوري بالصين في 2050، طرح مؤتمر الاستكشاف والإنتاج الأفريقي لعام 2021 -الذي أُقيم بمشاركة جمعية استكشاف النفط في بريطانيا- سؤالًا حول هل يصبح الغاز حلًا مثاليًا لتوفير الكهرباء في أفريقيا؟

المغرب والبرازيل

في الأثناء تبدو أن أزمة المغرب وسعيها إلى بديل للغاز الجزائري تأخذ أبعادًا تصاعدية، إذ أعادت الجزائر إحياء خط الغاز مع نيجيريا، في الوقت الذي تعول فيه الرباط على نيجيريا في سد الطلب المحلي.

ومازالت رائحة الغاز تطل علينا من الشرق والغرب ومن الشمال إلى الجنوب حتى وصلت البرازيل، من خلال تشغيل أكبر مشروع لتحويل الغاز إلى كهرباء، وذلك لتضيف نحو 1.3 غيغاواط إلى شبكة الكهرباء البرازيلية، لمواجهة أزمة الكهرباء والجفاف في البلاد.

مباراة النفط والغاز

بالتوازي مع قفزات أسعار الغاز المتوقع استمرارها خلال المدة المقبلة، توقعت منظمة أوبك أن الطلب العالمي على النفط قد يتجاوز 102 مليون برميل في 2022.

وبحسب تقرير أوبك عن شهر أغسطس/آب، من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بنحو 4.15 مليون برميل يوميًا عام 2022، وهي تقديرات أعلى من التقييمات السابقة البالغة 3.28 مليون برميل يوميًا.

يبدو أن العام المقبل سيشهد ارتفاعات في أسعار الطاقة بشكل عام، سواء النفط من ناحية، أو الغاز من ناحية أخرى، وفق معظم التوقعات، غير أن متطلبات الحياد الكربوني للدول قد تكبح من القفزات السعرية، ولقاء توتنهام وتشيلسي، خير دليل، فهي أول مباراة حيادية الكربون، من خلال خفض الانبعاثات وتعويض البصمة الكربونية المتبقية من خلال مشروعات التشجير.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق