التغير المناخيأخبار التغير المناخيأخبار الطاقة المتجددةأخبار الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

جنوب أفريقيا تدرس احتجاز الكربون بمحطات الكهرباء العاملة بالفحم

للتحول إلى مصادر طاقة صديقة للبيئة

هبة مصطفى

في إطار اتجاه جنوب أفريقيا إلى مصادر الطاقة النظيفة والحياد الكربوني، تبحث شركة الكهرباء المملوكة للدولة "إسكوم" الاستفادة من تقنية احتجاز الكربون في عدد من محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم.

وتنتظر الشركة توفير الدعم المالي لتطبيق تلك التقنية، خاصة أن احتجاز الكربون سيوفر حالة من الاستدامة لاستخدام الفحم؛ ما يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر اخضرارًا، وفق صحيفة إنرجي كابيتال آند باور.

احتجاز الكربون التقنية الأفضل

محطة لاحتجاز الكربون وتخزينه
محطة لاحتجاز الكربون وتخزينه

يفوق الطلب على الكهرباء المعروض في جنوب إفريقيا، رغم استيعاب تطورات الطاقة المتجددة؛ ما يجعل تقنية احتجاز الكربون الحل الأفضل للحفاظ على مصادر طاقة صديقة للبيئة، بدلًا من التخلي عن توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة إسكوم، آندريه دي رايتر، إن تقنية احتجاز الكربون ستُسهم بشكل كبير في خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري، الذي تعد الشركة من أكبر المساهمين به في جنوب أفريقيا.

وأوضح أن إسكوم تلتزم بتحسين بصمتها البيئية مع تزايد الطلب على الكهرباء بشكل سريع، خاصة أن الفحم يعد مصدرًا أساسيًا لتوليد الكهرباء في جنوب أفريقيا.

وأضاف أن الشركة تحتاج إلى توافر هياكل جيولوجية كبيرة، لضمان احتجاز ثاني أكسيد الكربون، وتخزينه بأمان، حتى لا يُسرَّب.

الاحتباس الحراري في جنوب أفريقيا

يأتي اتجاه الحكومة نحو بحث تطبيق تقنية احتجاز الكربون عقب أيام من صدور تقرير الجرد الوطني السابع لغازات الاحتباس الحراري، للمدة من 2000 إلى 2017، في ضوء الالتزام باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

إسكوم في جنوب أفريقيا
إحدى محطات توليد الكهرباء بالفحم التابعة لـ"إسكوم" - أرشيفية

وحذّر التقرير -الذي يأتي في وقت تتجه فيه حكومة جنوب أفريقيا إلى التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة- من زيادة الانبعاثات الناتجة عن استخدام منتجات الطاقة ونفاياتها.

وكانت جنوب أفريقيا قد اتخذت مؤخرًا عددًا من الإجراءات الجديدة؛ لحث مستثمريها على التوسع في استخدام الطاقة النظيفة؛ من بينها بناء محطات شمسية كبيرة تصل إلى 100 ميغاواط دون طلب ترخيص، من خلال إجراء مبسّط مع الجهة التنظيمية الوطنية.

كما رفعت سقف الترخيص لمشروعات التوليد المدمجة من 1 ميغاواط إلى 100 ميغاواط.

وفي شهر مايو/أيار الماضي، أصدر المعهد الدولي للتنمية المستدامة تقريرًا أشار فيه إلى أن "إسكوم"، التي تعتمد على محطات الكهرباء القديمة التي تعمل بالفحم، استهلكت أكثر من 90 مليون طن فحم عام 2019.

الطلب العالمي

على الصعيد العالمي كشف تقرير جديد بعنوان "استعراض واقع الكهرباء العالمية.. تحديث لمدة 6 أشهر حتى النصف الأول من عام 2021" أصدرته مؤسسة إمبر البحثية المستقلة المعنية بشؤون المناخ، قبل أيام، أن الطلب العالمي المتزايد على الكهرباء تجاوز النمو في مصادرها النظيفة.

وأدى هذا إلى زيادة توليد الكهرباء بالفحم؛ ما دفع إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحسب تقرير مؤسسة إمبر، الذي حلّل بيانات الكهرباء الشهرية لـ63 دولة، تغطي 87% من إنتاج الكهرباء في العالم، حتى يونيو/حزيران 2021.

احتجاز الكربون في العالم

لم تكن جنوب أفريقيا الدولة الأولى التي تبحث تقنية احتجاز الكربون؛ ففي أغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية تخصيص 24 مليون دولار لتمويل 9 مشروعات بحثية لاستكشاف وتطوير طرق جديدة لالتقاط الكربون وتخزينه من الهواء، ضمن خطتها لإزالة الكربون وتقليص الانبعاثات بحلول عام 2050.

وأعلنت الدنمارك، الشهر الماضي، استعدادها لمشروع ضخم يحمل اسم "غرين ساند"، يسمح بإجراء أول عملية حقن بحري؛ لتخزين ما يصل إلى 8 ملايين طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون؛ ما يعادل ربع إجمالي انبعاثات الدنمارك الكربونية، بحلول عام 2030.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتفقت 8 من كبريات شركات الطاقة العالمية على تطبيق حزمة من مبادئ تحوّل الطاقة في مشروعاتها إسهامًا منها بإرساء وتعزيز تقنية احتجاز الكربون.

وشملت الشركات: "شل" العالمية، و"بي بي" البريطانية، و"توتال" الفرنسية، و"ريبسول" الإسبانية، و"أوكسيدنتال بتروليوم" الأميركية، و"إكوينور" النرويجية، و"غالْب" البرتغالية، و"إيني" الإيطالية. وتُعَد هذه الشركات، بمقتضى الاتفاق، حرة في إزالة الكربون وفقًا لإستراتيجياتها الخاصة، حسبما نشرته وكالة أرغوس حينها.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية؛ فقد كانت تقنية احتجاز الكربون موجودة منذ عقود، ومستخدمة في بعض الصناعات، لكنها ما زالت باهظة الثمن؛ إذ تصل تكلفتها إلى 120 دولارًا للطن في قطاع إنتاج الأسمنت وتوليد الكهرباء.

وتعتمد التكاليف على موقع المشروع والتقنية المستخدمة، ويقارن ذلك بالتكلفة الحالية لتصاريح التلوث البالغة 55 يورو (64.28 دولارًا) للطن.

وفي الشرق الأوسط، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالتعاون مع مجموعة تداول السعودية، قبل أسبوع، السعي لتأسيس منصة الرياض الطوعية لتداول تأمينات وتعويضات الكربون وتبادلها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق