أخبار الكهرباءالتقاريرتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةعاجلكهرباءمنوعات

ألمانيا.. ربحية توليد الكهرباء من الفحم تتزايد رغم أسعار الكربون القياسية

وسط نقص إمدادات الغاز

تحرير - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • أسعار الغاز تحدّ تأثير ارتفاع أسعار الكربون في محطات الفحم
  • أسعار توليد الكهرباء تشهد ارتفاعًا قياسيًا في أوروبا
  • أسعار الفحم ترتفع لأعلى مستوى في عقد
  • انخفاض سعة توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي في ألمانيا
  • توليد الكهرباء من الفحم مربح رغم أسعار الكربون القياسية

يوفر ارتفاع أسعار الكربون في الظروف الطبيعية حافزًا لزيادة الإقبال على استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من الاعتماد على الفحم في محطات توليد الكهرباء.

ورغم ذلك، فإن نقص إمدادات الغاز الطبيعي هذا العام يدعم أسعار الغاز عند مستويات تعوّض تمامًا التأثير الإيجابي لارتفاع أسعار الكربون على تنافسية الغاز مقابل الفحم، بحسب ما يراه المحلل في منصة آرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة، جيك هورسلن.

وأدَّت أسعار الغاز المرتفعة إلى ضغوط تصاعدية على أسعار الكهرباء، ما دعم هوامش الربح لمحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم هذا الشتاء في ألمانيا، ورفع توقعات الطلب على الوقود الأسود.

وفي المقابل، فإن احتمال زيادة استخدام الفحم -كثيف الكربون- في توليد الكهرباء، يخلق بدوره دعمًا إضافيًا لأسعار الكربون.

وبحسب وكالة بلومبرغ، أدت زيادة تكلفة الوقود في أوروبا إلى ارتفاع قياسي في أسعار توليد الكهرباء، من المملكة المتحدة وحتى ألمانيا.

وفي ألمانيا، ارتفعت أسعار الكهرباء، لتصل إلى 91 يورو لكل ميغاواط/ساعة يوم الإثنين الماضي.

ارتفاع قياسي لأسعار الكربون

يحدد نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي سعر الكربون، مع تخفيض المعروض المسموح به من الانبعاثات بمرور الوقت، وسط خطط الكتلة الأوروبية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي، وفق تقرير منصة آرغوس ميديا.

وارتفعت أسعار الكربون هذا العام، مع توقعات المزيد من الانخفاض في المعروض، في سبيل تحقيق هدف الاتحاد الأوروبي بخفض الانبعاثات بنحو 55% على الأقلّ بحلول 2030، مقارنة مع مستويات 1990.

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، ارتفعت أسعار الكربون أعلى 60 يورو للطن (70.8 دولارًا) من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق.

وبهذه الأسعار، تبلغ تكلفة الكربون 50 يورو لكل ميغاواط/ساعة، مقارنة مع 27 يورو لكل ميغاواط/ ساعة في أوائل عام 2018، حسب التقرير.

ويتمثل الهدف الضمني لتسعير الكربون في تشجيع التحول نحو مصادر نظيفة لتوليد الكهرباء، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكن هذا قد يحتاج المزيد من الوقت حتى يؤتي ثماره.

ولذلك فإن التحوّل إلى الغاز الطبيعي -بوصفه أنظف أنواع الوقود الأحفوري- يُعدّ أمرًا مناسبًا في الوقت الحالي، لكن هذا يتطلب توافرًا كبيرًا لإمدادات الغاز، حسب التقرير.

ونظرًا لأن توليد الكهرباء باستخدام الفحم هو أكثر كثافة للكربون من الغاز، فإن سعر الكربون يمثل دائمًا عاملًا إيجابيًا لسعر تحوّل الوقود للغاز الطبيعي، ما يجعل محطات الغاز أكثر تنافسية نسبيًا من الفحم، مع افتراض ثبات أسعار كلا الوقودين.

أسعار الفحم

تتداول أسعار الفحم -كلمة السر الثانية للتحوّل إلى الغاز- عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد، ما أدَّى إلى سعر غير مسبوق لتحويل الفحم إلى الغاز بأكثر من 41 يورو (48.4 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة حتى الآن هذا الشهر، وفقًا لمنصة آرغوس.

وعلى الرغم من هذا السعر المرتفع لتحويل محطات الفحم إلى الغاز، فإن السعر الفعلي للغاز لا يزال أعلى عند 51 يورو (60.2 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.

ويرجع ذلك إلى نقص الغاز في أوروبا، مدفوعًا بمخزونات منخفضة بشكل غير عادي وواردات الغاز الطبيعي المسال الضعيفة نسبيًا، مع تزايد الطلب وسط انحسار أزمة كورونا، ما أدّى إلى ارتفاع الأسعار وجعل الغاز غير قادر على المنافسة مع الفحم.

وانخفضت سعة توليد الكهرباء من محطات الغاز الطبيعي في ألمانيا بمقدار 5.9 غيغاواط في أغسطس/آب الماضي، على أساس سنوي، لتصل إلى 2.4 غيغاواط.

محطة توليد الكهرباء بالفحم في غرب البلقان
محطة لتوليد الكهرباء من الفحم - أرشيفية

وفي المقابل، ارتفع توليد الكهرباء من الفحم بمقدار 690 ميغاواط على أساس سنوي، ليصل إلى 3.3 غيغاواط الشهر الماضي، وفقًا للتقرير.

ومنذ بداية الشهر الحالي وحتى الآن، بلغ متوسط توليد الكهرباء من محطات الفحم 7.2 غيغاواط.

وإذا فشلت تكاليف الكربون المتزايدة في إحداث تحوّل نحو توليد انبعاثات أقلّ كثافة، فإن تكلفة الكربون التي يتحملها المستهلك النهائي ستكون أكبر مما يمكن أن تكون عليه.

وهذا يُظهر نتيجة غير مرغوبة فيها بالنسبة لتسعير الكربون، وهي أن ارتفاع تكاليف الكربون يمكن عند تمريرها إلى المستهلك بأسعار أعلى، أن تخفض الطلب الإجمالي على الكهرباء، ما قد يُضعف مستويات معيشة الأسر والنمو الاقتصادي بشكل عامّ، وفقًا للتقرير.

ولذلك فإن الوضع الحالي الذي يشهد عجزًا في الإمدادات عبر أسواق الكربون والغاز والفحم يخلق توترًا بين اثنين من الأولويات المنفصلة: تسعير التكلفة البيئية لانبعاثات الكربون، وضمان كهرباء ميسورة التكلفة لدعم الاقتصاد الأوسع.

ربحية توليد الكهرباء من الفحم

فشل ارتفاع أسعار الفحم والكربون هذا العام في التأثير سلبًا بتوليد الكهرباء من الفحم، والتي استمرت في الارتفاع.

وتشير الربحية المتزايدة لتوليد الكهرباء من الفحم هذا الشتاء في ألمانيا إلى أن هذا الوقود لا يزال يمثّل دعامة مهمة في قطاع الكهرباء الأوروبي، وقد يستمر الطلب عليها عندما لا تتوفر بدائل أنظف مثل الغاز، بغضّ النظر عن سعر الكربون.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق