منوعاتأخبار منوعةتقارير منوعةرئيسية

غانا.. هل تنقذ الاستثمارات المحلية إنتاج الذهب من الاستحواذ الصيني؟

مع دعوات لزيادة الاستثمارات المحلية

هبة مصطفى

في الوقت الذي تصدّرت فيه الصين المرتبة الأولى بقائمة الدول المنتجة للذهب عالميًا عام 2020، تصاعدت الدعوات المحلية في غانا لدعم الاستثمارات المحلية، وتحجيم الوجود الصيني في مناجمها، ووقف الإنتاج غير القانوني.

ويتطلع العديد من سكان غانا إلى صدارة إنتاج الذهب عالميًا، خاصة أنها تقدّمت على جنوب أفريقيا في مخطط الذهب العالمي لعام 2020، في الوقت الذي تصدّرت فيه الصين المرتبة الأولى.

واتّفق خبراء على أنه رغم وجود آثار سلبية للإنتاج غير القانوني في البلاد، وتصدُّر الصين العالمي منذ سنوات، فإن التركيز على المزيد من الاستثمارات المحلية سيعزز إنتاج الذهب.

ودار جدل بين أوساط الأكاديميين والمواطنين حول أسباب عدم تصدُّر غانا لإنتاج الذهب على الصعيد العالمي، واستقرارها في المرتبة السادسة بمخطط الذهب العام الماضي، واختلفوا فيما بينهم إذا كان سبب التراجع يعود لسيطرة الصين وتوغّلها في استثمارات الذهب ببلادهم، أم لعمليات الإنتاج غير القانوني.

ساحل الذهب

غانا التي كان يُطلق عليها قديمًا "ساحل الذهب"، أشار مواطنوها بأصابع الاتّهام إلى الإنتاج غير القانوني -وهو ما يُطلق عليه محليًا جالامسي- بوصفه السبب وراء تراجع موقع بلادهم بقائمة منتجي الذهب الرئيسيين في العالم.

كانت "بي بي سي عربية" قد نشرت قبل أيام إلى أن 60% من المسطحات المائية في غانا ملوثة، تأثرًا بأنشطة التعدين غير القانونية، رغم أن غانا هي المنتج الرئيس للذهب في أفريقيا، ويُستخرَج نحو 35% منه بوساطة عمّال المناجم على نطاق صغير، ويعمل معظمهم بشكل غير قانوني.

باحثا الدكتوراة بكلية العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة كوينزلاند الأسترالية سينيو دوتسي وسيباستيان بالو، قد أكدا -في مقال نُشِر على صفحات موقع "ذا كونفرزيشن" المتخصص في شؤون الطاقة- أن الإنتاج غير القانوني يدعم سبل العيش.

واستطردا أنه في الوقت ذاته تسبّب الإنتاج غير القانوني بأضرار بيئية بالغة، وتدمير الأراضي الزراعية وتلوّث المسطحات المائية.

التوغل الصيني في أنشطة التعدين

استبعد مدير الاتصالات بشركة "سمول سكيل للتعدين" عبدالرازق الحسن وجود تأثير للتعدين غير القانوني بإنتاج الذهب في غانا.

وأوضح لمشروع الصحافة الاستقصائية دوباوا أن التعدين غير القانوني لا يمكن أن يكون السبب في عدم قدرة غانا على أن تكون المنتج الرئيس للذهب في العالم، مشيرًا إلى مشاركة الصين في أنشطة تعدين الذهب بجميع أنحاء إفريقيا.

وأضاف أن غانا ليست الدولة الوحيدة التي تستثمر فيها الصين لإنتاج الذهب، موضحًا أن تصدُّر بكين لمخطط منتجي الذهب العام الماضي، هو انعكاس لاستثماراتها على مستوى العالم.

أسعار الذهب

دعوات للاستثمار المحلي

دعا الحسن مواطني غانا للاستثمار في إنتاج الذهب، قائلًا: " لكون الصينين هم المنتج الرئيس للذهب، فهذا يعني أنهم استثمروا في صناعة التعدين، واستثمروا في بلدانهم ودول أخرى".

وتوقع زيادة الاستثمارات في قطاع تعدين الذهب، مشيرًا إلى أن ثروات الذهب في غانا يمكن أن تتغير إذا كان هناك المزيد من الاستثمار بهذا القطاع.

وأوضح أنه منذ تعرُّض غانا للاستعمار، عزف سكانها الأصليون عن صناعة التعدين، كما إن غالبية شركات تعدين الذهب في غانا مملوكة لأجانب.

وأكد أن الصينين يستثمرون بشركات التعدين في غانا، ويقدّمون نسبة أرباح بين 3 و5% حاليًا، متوقعًا أرباحًا تتراوح بين 60 إلى 90% إذا وجّه الغانيون استثماراتهم نحو التعدين في الذهب.

اتفق معه رئيس غرف مناجم غانا سليمانو كوني، موضحًا أنه من المفيد زيادة الاستثمار في الحقول الجديدة في غانا، جنبًا إلى جنب مع إعادة بناء المناجم، مشيرًا إلى أن بلاده بحاجة لجذب المزيد من الاستثمارات.

وقال، إن زيادة استغلال الموارد والتحديات في النظام المالي تقلّل من جاذبية غانا مقارنة بالدول المجاورة.

الأعباء الضريبية والسياسات الحكومية

على الصعيد الداخلي، كانت قد صرحت نائبة وزير الأراضي والموارد الطبيعية باربرا وتينغ جياسي قد صرّحت، عام 2018، بأن الحكومة بصدد وضع سياسات تهدف إلى إعادة هيكلة قطاع التعدين، وجددت التزام الحكومة بمواجهة تهديدات التعدين غير القانوني.

وورد في دليل استثمارات التعدين بالبلدان الأفريقية لعام 2019 أن غانا ما زالت تحتل صدارة إنتاج الذهب في غرب أفريقيا، متهمًا الأعباء الضريبية المرتفعة التي فرضتها الحكومة بالسبب وراء توقّف عمليات التنقيب وإزاحة المستثمرين.

وأضاف الدليل أن الدولة تتجه نحو الشركات الكبيرة، ذات المناجم تحت الأرض، مشيرًا إلى أن التركيز على التنقيب عن الحقول البُنية يسير جنبًا إلى جنب مع قانون التعدين.

يُشار إلى أن صناعة التعدين قوة دافعة اقتصادية رئيسة في غانا، إلّا أن الصين تصدّرت منذ عام 2007، إنتاج الذهب عالميًا متفوقة على جنوب إفريقيا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق