التغير المناخيأخبار التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير النفطتقارير منوعةرئيسيةعاجلمنوعاتنفط

مقاطعة بولدر الأميركية تقاضي إكسون موبيل وسنكور بسبب حرائق الغابات

الاتهامات تلاحق شركات النفط بخداع المستهلكين

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • بلدة غولد هيل تلقّت منحة حكومية لتقليص حجم الغابة المحيطة بها
  • تقليل مخاطر حرائق الغابات يتطلب 100 مليون دولار على مدى العقود الـ3 المقبلة
  • شركات النفط أمضت عقودًا في تجاهل تحذيرات علماء المناخ وتحريفها
  • موّلت الشركتان مجموعات ضغط للتشكيك في العلم من أجل مواصلة بيع النفط

لم يكن حريق "فورمايل كانيون" الذي أتى على 169 منزلًا في بلدة غولد هيل بمقاطعة بولدر بولاية كولورادو الأميركية عام 2010، أول وآخر الحرائق؛ فقد سبقه حريق هائل في مخيّم لتعدين الذهب عام 1859، وتلته حرائق كبيرة، كان آخرها العام الماضي.

وتشهد الأشجار المحترقة على سفوح التلال المتّشحة بالسواد، على الدمار الهائل الناجم عن حريق "فورمايل كانيون" الذي لحق ببلدة غولد هيل الجبلية، بعد مضي أكثر من عقد من الزمان؛ إذ اضطرّ رجال الإطفاء وأهالي البلدة إلى الفرار حفاظًا على حياتهم.

حريق فورمايل كانيون

قال رئيس فريق رجال الإطفاء المتطوعين في البلدة، كريس فين، إنه شعر في ذلك اليوم من عام 2010 أن عمله ومنزله قد لا يبقيان بعد الآن، حسبما أوردت صحيفة الغارديان البريطانية.

وأضاف أن الرقم القياسي لعدد المنازل المحترقة تحطّم بعد أقلّ من عامين، ثم مرة أخرى في غضون أيام، مع تسارع وتيرة الحرائق.

وبيّن أن النيران داهمت البلدة، التي شهدت عددًا قياسيًا من حرائق الغابات مرة ثانية، العام الماضي، وأنه يستعد لموسم آخر من الحرائق الضخمة.

وعبّر عن قلقه من أن بلدة غولد هيل أصبحت منسيّة ضمن الولايات الغربية التي دمّرتها بعض أكثر حرائق الغابات شِدّة في التاريخ الأميركي الحديث.

وطرح أسئلة ملحّة بشأن المسؤول عن تحمّل تبعات الأضرار والتكلفة المالية طويلة الأجل للبقاء الناجمة عن مواجهة أزمة التغير المناخي.

جدير بالذكر أن بلدة غولد هيل تلقّت منحة حكومية لتقليص حجم الغابة المحيطة بها، من أجل إبطاء وتفادي الحرائق المستقبلية، ويُعدّ هذا جزءًا بسيطًا من التكلفة التي تقول المقاطعة المحيطة بالبلدة، إنها تحتاجها للتعامل مع تأثير الاحتباس الحراري.

في المقابل، تقدِّر مقاطعة بولدر في ولاية كولورادو أنها ستكلّف دافعي الضرائب 100 مليون دولار على مدى العقود الـ3 المقبلة، لمجرد تقليل مخاطر حرائق الغابات، وتكييف أنظمة النقل والصرف مع أزمة المناخ.

أزمة التغير المناخي

تقول حكومة مقاطعة بولدر، إن المسؤولية يجب أن تقع على عاتق أولئك الذين قادوا الأزمة، شركات النفط التي أمضت عقودًا في تجاهل تحذيرات علماء المناخ وتحريفها.

وتقاضي حكومة المقاطعة شركة إكسون موبيل، أكبر شركة نفط أميركية، وشركة "سنكور"، وهي شركة كندية يقع مقرّها الرئيس في الولايات المتحدة في كولورادو، لمطالبتهما باستخدام أرباحهما الهائلة للتعويض العادل عمّا سيتحمّله المجتمع للتعامل مع المشكلة.

وإلى جانب دعاوى قضائية مماثلة أقامتها مدينة بولدر ومقاطعة سان ميغيل في جنوب غرب الولاية، تتّهم مقاطعة بولدر الشركتين بممارسات تجارية مضللة وخداع المستهلكين، لأن علماءها حذّروها من مخاطر حرق الوقود الأحفوري، ولكن حجبت الشركات الأدلة على تزايد أزمة المناخ.

وتزعم الدعاوى القضائية أيضًا أنه مع تصاعد حالة الطوارئ المناخية، موّلت الشركتان مجموعات ضغط للتشكيك في العلم من أجل مواصلة بيع النفط.

وتؤكد الدعوى القضائية لمقاطعة بولدر أن درجات الحرارة السنوية في كولورادو سترتفع بين 3.5 درجة فهرنهايت و 6.5 درجة فهرنهايت، بحلول عام 2050، وتعرّض اقتصاد الولاية للخطر، بما في ذلك الزراعة وصناعة التزلج.

وتتسبب تقلبات الطقس في ذوبان الجليد الجبلي، مما يؤدي إلى زيادة التبخر وتراجع كمية المياه المتدفقة في نهر كولورادو، أهمّ نهر في المنطقة، الذي يوفر مياه الشرب لأكبر مدن الولاية، والري على طول الطريق الممتد إلى كاليفورنيا وأريزونا.

تجربة شخصية

انتقلت مؤسِّسة تحالف بيئي، يُدعى 350 كولورادو، ميكا باركين، إلى مقاطعة بولدر من مدينة نيو أورلينز، بولاية لويزيانا، بعد أن دمّرها إعصار كاترينا.

وقالت باركين، إنها قررت الانتقال إلى مناطق مرتفعة، مع العلم أن الأعاصير تزداد حدّة هناك، وأن مستويات سطح البحر تأخذ في الارتفاع، حسبما أوردت صحيفة الغارديان البريطانية.

وأوضحت أنها غادرت نيو أورلينز بعد إعصار كاترينا إلى مكان أكثر أمانًا، ثم غمرته المياه في بولدر، وجرى إخلاؤه خلال حريق فورمايل في عام 2010.

في غضون عامين، تلقّت وعائلتها إشعار الإخلاء حين هدّد حريق "فورمايل كانيون" المدينة، وشاهدت ألسنة اللهب المندلعة من منزلها، ثم اجتاحت الفيضانات منزلها، في عام 2013.

وامتدت الفيضانات على مساحة 2000 ميل مربع (5179.97 كيلو مترًا مربعًا)، مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص، وتدمير أكثر من 1700 منزل، وتسبب في أضرار تُقدّر بأكثر من 3 مليارات دولار في 14 مقاطعة في ولاية كولورادو.

وقالت باركين، إن على شركة إكسون موبيل وهذه الشركات الأخرى أن تتحمل المسؤولية.

مخاوف إكسون موبيل وسنكور

تجدر الإشارة إلى أن شركتي سنكور وإكسون موبيل تشعران بالقلق من احتمال أن يستمع المحلفون المحليون، الذين لديهم خبرة مباشرة في تأثير الاحتباس الحراري في بولدر، إلى القضايا.

لذلك تسعى الشركتان لنقل المحاكمات من محاكم الولاية إلى نظام فيدرالي، حيث لا تنطبق قوانين التسويق المخادع والاحتيال على المستهلكين.

وتتمثل إستراتيجيتهما في القول، إن هذه القضايا يجب أن تكون في محكمة فيدرالية ذات اختصاص قضائي فيدرالي.

ورأى المدّعي العامّ السابق في كولورادو، جيل نورتون، الذي تبنّى دعوى الولاية ضد شركات السجائر، وعمل لاحقًا مستشارًا قانونيًا لشركة شل، أن دعاوى مقاطعة بولدر القضائية تمثّل استيلاءً على الأموال.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق