مقالات النفطالمقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

مقال - الولايات المتحدة شريك قوي لقطاع النفط الليبي

علي الفارسي

اقرأ في هذا المقال

  • شركات الطاقة الأميركية تعمل دون برامج تنمية تتماشى مع حجم استثماراتها في ليبيا
  • تعمل شركات الطاقة الأميركية في ليبيا بمناطق تحتوي على خامات ذات جودة
  • تستهدف أوكسيدنتل في ليبيا بعد استقرار الصناعة رفع إنتاجها فوق 100 ألف برميل
  • الولايات المتحدة تؤكد أهمية دور الشركات الأميركية في قطاعات الطاقة الليبية

عندما كانت ليبيا تحتفل بالتأميم، لم تقف إدارة الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي، وانتزعت مصالحها في مجال الطاقة، ولا أقول إن التأميم ناقص، لكنه يسير وفقًا للخطة الأميركية في الشرق الأوسط، والتغيير في رأس الهرم بالبيت الأبيض لم يشمل تغيير أفكار أميركا عن الطاقة.

وعندما نجحت المملكة العربية السعودية في الهيمنة على سوق الطاقة، اتجهت أميركا لطريق آخر يقود إلى نجاح المصالح الاقتصادية في الشرق الأوسط، واختلقت فكرة الاكتفاء الذاتي من النفط الأميركي كعصا تلوّح بها في سوق الخام كما تشاء.

شركات الطاقة الأميركية ترفع شعارات المناخ، لكنها في الوقت نفسه لا تهتم بالبيئة بمناطق عملياتها في أفريقيا، وتعمل دون أيّ برامج تنمية قوية تتماشى مع حجم مكاسبها واستثماراتها في ليبيا، وقد تمكّنت المؤسسة الوطنية للنفط -ممثلةً برئيسها- من نيل ثقة الإدارة الأميركية؛ بسبب اتّباعها مبدأ الشفافية في ظل غموض لدى مؤسسات سيادية أخرى، وبادرت إدارة بايدن بتكريم رئيس مؤسسة النفط بجائزة لمكافحة الفساد؛ بسبب سنوات من العمل في ظل إعلام ومؤسسات سيادية غامضة.

وتعمل شركات الطاقة الأميركية في ليبيا بمناطق واعدة تحتوي علي خامات ذات جودة، وذلك في الشرق والمنطقة الوسطى والجنوب الغربي والشرقي، وتتمتع هذه الشركات بحضور قوي رغم منافسة شديدة من شركات أوروبية وآسيوية.

ويبدو أن بعض شركات الطاقة الأميركية -مثل أوكسيدنتال- تعرضت لخسائر كبيرة بسبب هبوط أسعار خام تكساس في مناطق إنتاجها بالولايات المتحدة، ولكنها حققت تعافيًا في مناطق إنتاج خام برنت في ليبيا، وخام دبي في الإمارات، وهذا سبب الانتعاش بعد تعرّضها لخسائر كبيرة نتيجة تقلّبات أسعار النفط.

عقلية الإدارة التي تطبقها سيدة الأعمال مديرة أوكسيدنتال، فيك هولب، تختلف عمّا سبقها، فهي تحاول الحفاظ على المناطق ذات المنافع الاقتصادية، وتعزيز استثماراتها فيها، على عكس بعض المسؤولين السابقين الذين نلاحظ رغبتهم في تخفيض استثماراتهم وتجميد الخطط التطويرية..بعقلية رأسمالية.

أوكسيدنتال

البداية من الجنوب الشرقي، حيث توجد أوكسيدنتال في حقول بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للنفط والمشغّل شركة الزويتينة للنفط.

- تتركز عمليات الشركة بحقول منتجة للنفط الخام المعروف عالميًا بمزيج زويتينة العالي الجودة، وتملك أكبر مساحات نفطية.

- تستحوذ أوكسيدنتال على نسبة مشاركة 36.5% بشركة الزويتينة بثلاثة حقول مُقاسمةً، هي: حقول الحكيم، والفداء، والصباح، وحقل 103، وحقول مشاركة أخرى

- تتملك أوكسيدنتال رخص تنقيب وحقوق استكشاف في مناطق ذات احتياطيات نفطية قابلة للاسترداد تُقدَّر -وفقًا للمختصين_ بـ250 مليار برميل نفط.

- تُعدّ أكثر الشركات الأميركية حضورًا في الشرق الأوسط؛ إذ تمثّل قيمة احتياطي لدول ليبيا واليمن والبحرين 4%، وهذا لا يشمل الإمارات وعمان.

- تستهدف أوكسيدنتال في ليبيا -بعد استقرار الصناعة- رفع إنتاجها فوق 100 ألف برميل، ورفع رأس مالها -مؤخرًا- بقيمة 5 مليارات دولار؛ للاستثمار أكثر في سبيل استغلال خطتها الزمنية الطويلة للبقاء داخل ليبيا.

- تعدّ أوكسيدنتال الشريك الذي يعمل في رقعة دافئة وآمنة، وحتى عندما تعرّض ميناء الزويتينة للإغلاق، فإن أغلب حقولها لم تصلها أيادي تنظيم الدولة الإسلامية، و لم تتكبّد الشركة خسائر كبرى كغيرها.

- بدأت أعمال الشركة عام 1965، وحصلت على رخص تنقيب واستكشاف، وتوقفت عام 1986م بسبب العقوبات الأميركية، ولكنها رجعت مجددًا.

- تسعى أوكسيدنتال لتطوير استكشافات في مناطق محيطة بحقل 103 بالواحات تعدّ واعدة بالغاز.

- تعدّ الشركة هي الأكبر من حيث الحضور بمنطقة الواحات، وتتفوق على (إم أو في) النمساوية، وإيني الإيطالية، على الرغم من وجود إيني الكبير بالغرب الليبي.

- لم تحقق الشركة كامل الخطة التوسعية التي كانت تطمح لتنفيذها عام 2014، بسبب ظروف البلاد، ويعدّ هذا العام الأكثر ربحية في ليبيا، إذ حققت 250 مليون دولار أميركي.

هيس وكونوكو فيليبس

- تعمل الشركتان في حوض سرت ومناطق الواحات، وتعملان في مجال إنتاج النفط والغاز، وتصدّران النفط والمكثفات عبر ميناء السدرة.

- تستحوذ الشركتان على مناطق واعدة وسهلة، ويعدّ مزيج السدرة عالي الجودة، وبرنت الخفيف، أهم منتجاتهما.

- تملك هيس بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للنفط في حصة المشغّل "الواحة للنفط" 8.15%، بينما تمثّل كونوكو فيليبس نسبة 16.33%.

- تعدّ هاتان الشركتان العاملتان في 5 حقول رئيسة منافسًا لشركة توتال الفرنسية التي تسعى للاستحواذ على مزيد من الحصص.

- يبلغ إنتاج هيس وكونوكو فيليبس معًا أكثر من 110 آلاف برميل، مع انخفاض غير معروف الأسباب في عامي 2008 و2009.

شركة هاليبرتون

تتربع هاليبرتون بصدارة شركات الخدمات النفطية في ليبيا الشرق الأوسط، وتعمل مع معظم الشركات الوطنية في ليبيا بسبب تخصصاتها ذات المرونة والتطور التكنولوجي، وشاركت في تطوير العديد من الآبار وصيانتها لتعزيز الكفاءة الإنتاجية، وتنعكس أعمالها على تنمية الاقتصاد الليبي؛ بسبب تنشيطها للخدمات الأخرى في الاقتصاد المحلي، واعتمادها على مواد من السوق الليبية.

عودة هاليبرتون عام 2019م لليبيا كانت بعد تصريح نائب رئيس الشركة، كولبي فيوزر، الذي أوضح فيه شعوره بالتفاؤل حول عودة الشركة وافتتاح فرع لها بمدينة بنغازي.

ويبدو أن أيّ شركات أميركية أخرى ستدخل ليبيا سوف تركز على جوانب الإنشاءات النفطية والتقنية والاستكشاف، وهذا التركيز على ممارسة أنشطة غير مستدامة يأتي لتحقيق أرباح أكثر بمناطق متفرقة، ولعدم وجود موثوقية من جانب الاستقرار السياسي للبلاد التي تشهد تقلّبات غير متوقعة حتى الآن.

الخلاصة

الولايات المتحدة الأميركية تعدّ شريكًا مستدامًا في الشرق الأوسط وليبيا، وتملك حصصًا بمناطق الشرق والوسط،
وسوف تشرف على تطوير مناطق استكشاف بالشراكة مع شركات أوروبية فرضت وجودها، وسوف تتجه نحو التركيز علي الاستكشافات الكبيرة البرية بأحواض غدامس ومرزق وسرت، وهي المناطق التي تحتاج تطويرًا كبيرًا وعمليات استكشاف أكبر.

أكدت الولايات المتحدة -على لسان نورلاند- أهمية دور الشركات الأميركية في إعادة إعمار البلاد وقطاعات الطاقة، وهناك مجموعات صحفية -كمجموعة رابيدان للطاقة- تتابع عن كثب جهود وكيل وزارة النفط لشؤون الإنتاج، السيد رفعت العبار، وتنسيقها الذي يصبّ في مصلحة استقرار الأوضاع الأمنية، والتي سوف تقود نحو استقرار الإنتاج، ولربما تكون هناك لقاءات مقبلة، خاصةً بعد لقاء العبار مدير المكتب السياسي بسفارة بريطانيا في ليبيا، جيمس تيرنر.

بالنسبة لبريطانيا فهي تتوجه بقوة لدعم حصص شركة بريتش بتروليم ومكانتها بحوض سرت في البر والبحر، وهذا ما يقلق أميركا، ويدرس الإعلام في الولايات المتحدة فرص دخول شركات جديدة لتعزيز المكانة الاقتصادية الإستراتيجية للولايات المتحدة التي ابتعدت عن النزاع السياسي لتحقيق علاقات طيبة مع حكومات المستقبل، واستخدمت أدواتها -كتركيا- لإبعاد أوروبا.

* علي الفارسي - كاتب ليبي متخصص بمجال الطاقة

لقراءة المزيد:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق