تغيّر المناخ.. احتجاز الكربون وتخزينه يشهد زخمًا في أميركا
أحمد شوقي
تتمتع تقنية احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه بشيء نادر في الولايات المتحدة، كونها مُفضّلة من قبل جميع الأحزاب تقريبًا، ما يسهّل دورها في معالجة مخاطر تغيّر المناخ.
وتعدّ عملية التتبّع السريع لتوسيع النطاق التجاري لتقنية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه أولوية صناعية رئيسة؛ لأنها تسمح باستمرار تطوير مشروعات النفط والغاز الطبيعي مع تقليل ثاني أكسيد الكربون المصاحب لهذا التطور في الوقت نفسه، وفقًا لما يراه المحلل لدى معهد النفط الأميركي، مارك غرين.
وفيما يتعلق بنشر تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه، تتمتع الولايات المتحدة بالريادة عالميًا، مع وجود عشرات المنشآت التشغيلية على نطاق تجاري، وسط فرصة كبرى لتسريع الانتشار، وفقًا للتقرير.
استخدامات متعددة
في الحقيقة، لا يقتصر استخدام تقنية احتجاز الكربون وتخزينه على قطاع النفط والغاز الطبيعي، بل تحتاج الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة -بما في ذلك صناعة الصلب والأسمنت وغيرها- إلى خفض الانبعاثات أيضًا، بحسب التقرير.
وفضلًأ عن ذلك، من الممكن استخدام ثاني أكسيد الكربون المحتجز في صناعة منتجات مفيدة، كما يرى معهد النفط الأميركي.
ويقول رئيس شركة كليرباث، جيريمي هاريل، إن نشر تقنية احتجاز الكربون وتخزينه على نطاق واسع أمر ضروري للحدّ من ثاني أكسيد الكربون، مضيفًا أنهم يرون فرصًا حقيقية في جانب الاستخدام، تمتد إلى ما هو أبعد من استخراج النفط، بحسب التقرير.
وأمام ذلك، فإن استخدام هذه التقنية في استخراج النفط ربما يكون ضرورة حتمية على المدى المتوسط، كما يرى هاريل.
دعم انتشار احتجاز وتخزين الكربون
شدّد هاريل على أن الائتمان الضريبي، الذي مدّده الكونغرس أواخر العام الماضي، يعدّ أقوى دعم سياسي، لتسريع وتيرة نشر احتجاز وتخزين الكربون، مع حقيقة أن هناك من 30 إلى 40 مشروعًا أميركيًا بمراحل مختلفة من التطوير في مختلف القطاعات، وفقًا للتقرير.
وتقدّم الإدارة الأميركية ائتمانات ضريبية للّذين يستخدمون تقنية احتجاز واستخدام وتخزين الكربون وفقًا للقواعد المنصوص عليها في القسم (45Q) من قانون الإيرادات الداخلية لعام 1986، بهدف تحفيز الاستثمار في هذه التقنية.
وأدخل قانون الموازنة لعام 2018 عددًا من التغييرات المهمة على هذا البند، ما جعل هذه الائتمانات الضريبية أكثر جاذبية للمستثمرين؛ إذ غطّت كلًا من ثاني أكسيد الكربون وأكسيد الكربون، كما خفضت عتبات كمية الكربون التي يجب التقاطها في عام محدد، بحسب التقرير.
وأوضحت هذه التغييرات المدّة التي ستتوافر فيها الائتمانات -12 عامًا-، بدءًا من وضع معدات احتجاز الكربون في الخدمة، ما يوفّر مزيدًا من اليقين للمستثمرين، كما إنها زادت من قيمة الائتمان الضريبي في بند (45Q).
وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الخطوات التي يمكن أن تتخذها الحكومة للمساعدة في نشر احتجاز الكربون وتخزينه والتقنيات ذات الصلة، مثل التقاط الكربون من الهواء مباشرة، وفقًا للتقرير.
والشهر الماضي، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية تمويلًا فيدراليًا بقيمة 12 مليون دولار لصالح تنفيذ 6 مشروعات بحث وتطوير تقنية التقاط الكربون من الهواء المباشر.
آفاق واعدة
قال هاريل، إن مدّة العام ونصف العام المقبلين تبدو جيدة للغاية في الكونغرس، بالنسبة لتقنية احتجاز الكربون وتخزينه، مع إدراجها في حزمة البنية التحتية محلّ الدراسة.
وترسل الشراكة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري إشارة مهمة إلى القطاع الخاص، بينما يتطلعون للاستثمار في هذه التقنيات، بحسب هاريل.
ويرى نائب الرئيس التنفيذي لمعهد النفط الأميركي، أماندا إيفرسول، أن تقنية احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه توفّر فرصة كبيرة للتعاون بين القطاعين العامّ والخاص.
وأشار إلى أنه من خلال مجموعة من السياسات العامة ومبادرات الصناعة، يمكن للولايات المتحدة مواجهة تحدّيات المناخ والحفاظ على القدرة التنافسية الاقتصادية، وتوفير الاحتياجات الطاقة على المدى الطويل في العالم، بحسب التقرير.
اقرأ أيضًا..
- هل يكون احتجاز الكربون وتخزينه عصا سحرية لتحقيق أهداف المناخ؟
- مطورو الغاز في أميركا يسعون لتعزيز تقنية التقاط الكربون