سلايدر الرئيسيةتقارير النفطعاجلنفطهيدروجين

وزير النفط الهندي يوجه رسالة لـ أوبك+: لدينا الكثير من الخيارات

بعد أن صارت أميركا ثاني أكبر موّرد للنفط إلى نيودلهي

دينا قدري

أكد وزير النفط الهندي، دارمندرا برادان، أن الزيادة الهائلة في شحنات النفط الخام الأميركية تُعدّ دليلًا على امتلاك البلاد لإستراتيجية قوية لتنويع مصادر إمدادات النفط الخام، مشددًا على أن نيودلهي تسعى إلى توفير مصادر للطاقة النظيفة.

وقال برادان: إن "الولايات المتحدة ليست عضوًا في أوبك أو أوبك+، ومع انتقالها إلى ثاني أكبر موّرد للهند، فهذا مؤشر على أن هناك أسواق حرة وتنافسية اليوم".

جاءت تصريحات الوزير الهندي في مقابلة مع منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس"، حيث تحدث عن عدد من الملفات المهمة، أبرزها موقف بلاده من القرارات الأخيرة لـ أوبك+، وارتفاع أسعار النفط عالميًا.

استوردت الهند 12.69 مليون طن متري من الخام الأميركي عام 2020، بارتفاع 29% تقريبًا عن العام السابق، حيث انتقلت الولايات المتحدة من سادس أكبر موّرد للخام في العام السابق إلى خامس أكبر موّرد في العام الماضي.

وفي فبراير/شباط، بلغ إجمالي تدفقات النفط الخام من الولايات المتحدة 2.11 مليون طن متري، بزيادة نحو 31% عن 1.61 مليون طن متري من السعودية، ما يضع أميركا في المرتبة الثانية خلال الشهر، عقب العراق -أكبر مستورد- الذي شحن 2.89 مليون طن من الخام.

أسعار النفط - اجتماع وزراء أوبك+
أحد اجتماعات (أوبك+) - الصورة من موقع أوبك

معارضة سياسة أوبك+

في حين إن التحول المفاجئ في أنماط الشراء خلال فبراير/شباط نشأ جزئيًا عن اتجاه الطلب المتطور، قال محللون، إنه يشير أيضًا إلى معارضة نيودلهي لتخفيضات إنتاج أوبك+، ما دفع الهند إلى تنويع الواردات.

فقد انتعشت أسعار النفط إلى مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا بنحو 70 دولارًا للبرميل، بعد تخفيضات الإنتاج.

وقال الوزير برادان: إن "الأسعار الأخيرة تضغط علينا بعض الشيء، لكن علينا مواكبة الحدث، على منتجي النفط أن يدركوا أننا نُعدّ ضمانًا لإنتاجهم المحلي بوصفنا مستهلكين رائدين، إذا وضعت دولة مستهلكة في مأزق، فإنها ستنتقل إلى مصادر بديلة".

وأضاف: "دول أوبك مورِّد يُمكن الاعتماد عليه للهند، وهم أصدقاء جيدون لنا، لكن يجب أن تدرك أوبك السيناريو الحالي.. نتوقع أن تدرك الدول المنتجة أنه في وقت ما لم تكن هناك خيارات، لكن الآن، لدينا الكثير من الخيارات".

وأكد برادان أن نيودلهي تراقب التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، في أعقاب الهجمات الأخيرة على البنية التحتية النفطية في السعودية، وكذلك التطورات في العلاقات الأميركية الإيرانية.

إنتاج الهيدروجين الأخضر
مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر

مهمة الهيدروجين

أوضح الوزير الهندي أنه "بينما يستمر النفط والغاز في لعب دور رئيس في العقود المقبلة، فإن نيودلهي ستتطلع إلى صياغة سياسات وحوافز لضمان تلبية الطلب المتزايد من خلال أشكال أنظف نسبيًا من الطاقة".

وتعليقًا على رؤية الحكومة لتحقيق الهدف المتمثل في زيادة حصة الغاز بمزيج الطاقة إلى 15% بحلول عام 2030، من 6.2% حاليًا، قال برادان، إن نيودلهي تدفع مسارات مختلفة، مثل تغويز الفحم والغاز الحيوي.

فقد كشفت الهند في ميزانيتها الأخيرة عن مهمة هيدروجين وطنية لتسريع الخطط الخاصة بالوقود الخالي من الكربون.

وقال برادان: "لدينا رؤية لنصبح لاعبًا رئيسًا في الهيدروجين كما أصبحنا الآن في مجال الطاقة الشمسية، لقد خفضنا بشكل كبير تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية، ونريد أن نفعل الشيء نفسه بالنسبة للهيدروجين، من أجل ذلك، نحتاج إلى تقنيات جديدة نعمل من أجلها مع مختلف أصحاب المصلحة والخبراء".

بطاريات الألومنيوم الهوائية

تُعدّ بطاريات الألومنيوم الهوائية مصدرًا بديلاً للطاقة للسيارات الكهربائية، نظرًا لكثافتها العالية من الطاقة.

وفي هذا الصدد، صرح برادان: "نهدف أيضًا إلى بطاريات الألومنيوم الهوائية، والتي ستُصنع من الألومنيوم المتاح محليًا".

فقد وقّعت مؤسسة النفط الهندية مؤخرًا مع شركة فينيرجي الإسرائيلية، اتفاقية تعاون لتصنيع أنظمة الألومنيوم الهوائية في الهند، بالإضافة إلى تطوير خلايا الوقود وحلول تخزين الهيدروجين.

تراجع الطلب على الوقود في الهند
مصفاة نفط في الهند - أرشيفية

توسّع المصافي

شدد الوزير على أنه في ظل توقّع تضاعف طلب الهند على النفط بحلول عام 2040، كان من الضروري أن تواصل البلاد توسعات المصافي الجديدة والقائمة بالفعل، الأمر الذي سيرفع قدرة التكرير في البلاد من 250 مليون طن متري سنويًا إلى 450 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2030.

وقال: "سيُنَفَّذ الكثير من التوسع مع مراعاة آفاق صناعة البتروكيماويات، البتروكيماويات هي صناعة حديثة بالنسبة لنا واستهلاكنا أقلّ بكثير من المتوسط العالمي، نرى آفاقًا ضخمة في مجالات مثل البوليمرات والمنسوجات".

وأوضح أن استهلاك البنزين وزيت الغاز قد انتعش إلى مستويات ما قبل الجائحة، في حين إن مبادرة توزيع غاز النفط المسال ساعدت المنتج على أن يشهد نموًا قويًا حتى خلال ذروة انتشار الجائحة العام الماضي.

وقال برادان: "في بعض المناطق، يكون الطلب على وقود النقل أعلى من مستويات ما قبل الجائحة".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق