التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

"جرس إنذار".. مستشارة بايدن للمناخ تتحدث عن أسباب أزمة صقيع تكساس

دعت إلى أنظمة طاقة وبنية تحتية أكثر مرونة للتعامل مع التغير المناخي

حازم العمدة

وصفت مستشارة الرئيس الأميركي للمناخ، جينا مكارثي، العاصفة الشتوية المميتة التي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في تكساس والولايات الأخرى بأنها "جرس إنذار" للولايات المتحدة.

وأشارت إلى ضرورة بناء أنظمة طاقة وبنية تحتية أخرى أكثر موثوقية ومرونة في مواجهة الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بالمناخ.

عاصفة تكساس

قالت مكارثي في مقابلة مع الأسوشيتد برس إن العاصفة التي دمرت تكساس وولايات أخرى "لن تكون غير عادية كما كان الناس يأملون. نحن بحاجة إلى أن نكون مرنين، وأن نعمل معًا قدر الإمكان.. نحن بحاجة إلى أنظمة طاقة موثوقة ومرنة أيضًا''.

وأضافت مكارثي أن الدليل العلمي واضح بالنسبة لاحتمال حدوث المزيد من العواصف المتكررة والأكثر خطورة، فإذا "كنا مهتمين -حقًا- بالحفاظ على عمل موظفينا، والحفاظ على صحة أطفالنا، ومنحهم مستقبلًا نفخر به، فإنه لا ينبغي تجاهل جرس الإنذار، وسنتخذ إجراءات''.

جاءت تعليقات مكارثي في الوقت الذي كان فيه بايدن وزوجته جيل في تكساس لتفقد الأضرار التي سببتها العاصفة، والتي تسببت في انقطاع التدفئة والمياه عن ملايين المنازل والشركات، كما توفي ما لا يقل عن 40 شخصا في الولاية.

تريليونا دولار للطاقة النظيفة

قالت مكارثي -مستخدمة شعار بايدن لخطة تكلف ما لا يقل عن تريليوني دولار لإعادة بناء البنية التحتية للبلاد وخلق وظائف طاقة نظيفة-: "نحن بحاجة إلى تصور مستقبل وطريقة متفائلة لمنح الناس الأمل مرة أخرى.. أننا نعيد البناء بشكل أفضل".

وأضافت مكارثي: "إنها عبارة جذابة، لكنها -أيضًا- صرخة متفائلة، وأعتقد أنه يجب علينا الالتفات إليها".

في السياق ذاته، قالت مكارثي إنها تتوقع تقريرًا "لاحقًا" عن أزمة تكساس والطرق التي يمكن بها تجنب الأزمة في المستقبل. وحوصر الكثير من الناس في منازل تفتقر إلى التدفئة لعدة أيام في درجات حرارة متجمدة.

وأشارت مكارثي إلى أن العاصفة قد تكون سببًا لإعادة التفكير في ربط تكساس ببقية شبكة الكهرباء في الولايات المتحدة.

وأوضحت مكارثي: "الآن ليس الوقت المناسب لتوجيه أصابع الاتهام، ولكن من الواضح أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها دائمًا عندما تعمل معًا وتعتمد على بعضها البعض".

فرصة حقيقية

أردفت قائلة: "أعتقد أن تكساس قد تكون لديها فرصة حقيقية، وربما ينبغي عليها التفكير في التأكد من أن انضمامهما إلى جيرانها في نظام شبكة بين الولايات يسمح لهم بالمرونة، وهذا يجعلها -أيضًا- تساعد جيرانها عندما يحين الوقت".

وبالرغم من تضرر ولايات مثل أوكلاهوما ولويزيانا وغيرها من الولايات المجاورة بشدة من العاصفة، فإنها تمكنت من الاعتماد على بعضها البعض.

وأثّرت موجة الصقيع على وسط الولايات المتحدة بشكل خاص في ولاية تكساس، حيث أدّى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي إلى الضغط على إنتاج النفط على طول ساحل الخليج الأميركي، وبعض الولايات في وسط القارّة.

وجرى إغلاق العديد من مصافي تكساس -التي تمثّل حصة كبيرة من إجمالي طاقة التكرير الأميركية- كليًا أو جزئيًا، وأُغلقت العديد من آبار النفط الخام الداخلية، وتعطلت البُنية التحتية لأنابيب النفط، بحسب ما ورد في تقرير نشرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما أثّرت البرودة الشديدة في خطوط أنابيب المنتجات النفطية، وعمليات الإنتاج والتكرير في الغرب الأوسط والمناطق الداخلية من ولاية تكساس، وتعطيل الحركة البحرية لمدة وجيزة على طول قناة هيوستن للسفن، وهو ممرّ مائي حاسم لتدفقات تجارة النفط الخام والمنتجات النفطية.

تعطيل مصافي التكرير

يمثّل ساحل الخليج -الذي تتبعه إدارة معلومات الطاقة باسم إدارة النفط لمنطقة الدفاع 3- أكثر من نصف إجمالي طاقة التكرير الأميركية، وتكساس وحدها تمثّل 5.9 مليون برميل يوميًا من السعة، أي نحو 32% من إجمالي السعة الأميركية.

وحدثت الاضطرابات المرتبطة بالطقس في المقام الأول، بالعديد من مصافي التكرير في منطقة تكرير ساحل خليج تكساس، ضمن إدارة النفط لمناطق الدفاع 3.

وبحلول ذروة تأثير الطقس، في 17 فبراير/شباط، أعلنت العديد من المصافي إغلاقًا كبيرًا، أو كاملًا؛ نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي الخارجي وإمدادات الغاز الطبيعي المحدودة، والاضطرابات اللوجستية، والأضرار التي لحقت بوحدات المعالجة، بسبب درجات الحرارة الباردة والطقس القاسي.

ولا تزال المصافي الأخرى في المنطقة -التي لم تُجبر على إيقاف طاقتها- تواجه تعقيدات مماثلة ومعدلات تشغيل منخفضة.

وفي الإجمالي، وفقًا للصحافة التجارية وإعلانات الشركات، جرى وقف ما يُقدّر بـ 3.7 مليون برميل يوميًا، أي 20% من إجمالي طاقة التكرير الأميركية، نتيجة للطقس.

أكبر انخفاض منذ عام 2017

تأثّر ما يصل إلى 5.7 مليون برميل يوميًا (31% من إجمالي طاقة التكرير الأميركية) بالطقس إلى حدّ ما؛ ما سبّب الإغلاق، أو استمرار العمليات مع انخفاض الاستخدام.

ففي 15 فبراير/شباط، أُعلِن عن معظم حالات التعطيل والإغلاق للمصافي في مناطق بومونت/بورت آرثر وهيوستن وكوربوس كريستي في تكساس، على الرغم من أن مشكلات المصافي تمتد عبر عدّة ولايات.

واستنادًا إلى تقرير حالة النفط الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فقد انخفض إجمالي مدخلات النفط الخام والمواد الأولية الأخرى لمصافي التكرير الأميركية بمقدار 2.7 مليون برميل يوميًا (17.5%)، إلى 12.6 مليون برميل يوميًا، للأسبوع المنتهي في 19 فبراير/شباط 2021.

وأدّى الإغلاق إلى انخفاض أسبوعي في إجمالي المدخلات لمصافي تكرير ساحل الخليج بمقدار 2.4 مليون برميل يوميًا (27.5%) إلى 6.3 مليون برميل يوميًا، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ تأثير إعصار هارفي، في سبتمبر/أيلول 2017.

ومن المحتمل أن تستمر عمليات الإغلاق في التأثير بأسواق النفط في الأسابيع المقبلة؛ ما يقلل الطلب على النفط الخام وإنتاج المنتجات المكررة، مثل بنزين المحركات وزيت الوقود المقطر.

أسواق النفط

تعطلت أسواق النفط الخام -أيضًا- بسبب موجة الصقيع، فقد أُغلق فلاناغان ساوث -خط أنابيب بقدرة 600 ألف برميل يوميًا يمتد من إلينوي إلى مركز تخزين النفط الخام في كوشينغ بأوكلاهوما- في 15 فبراير/شباط، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وأعلن خط أنابيب ماركتلينك -التابع لشركة تي سي إنرجي بقدرة 750 ألف برميل يوميًا- عن وجود قوة قاهرة عند التسليم إلى ساحل خليج تكساس. وتشير التقارير إلى أن انقطاع التيار الكهربائي تسبّب في حدوث مشكلات في عمليات تسليم النفط الخام.

بالإضافة إلى ذلك، تعطّل إنتاج النفط الخام في منطقة بيرميان في غرب تكساس، وكذلك الإنتاج في أوكلاهوما؛ نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي ودرجات الحرارة المنخفضة.

وتشير التقارير المبكرة لوكالة بلومبرغ إلى أن ما يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا، أي نحو 35% من إنتاج النفط الخام الأميركي، ربما توقّف بسبب الطرق الجليدية وانقطاع التيار الكهربائي ومضاعفات الطقس البارد.

وأدّى انخفاض توافر النفط الخام إلى دفع أسعار غرب تكساس الوسيط في السوق الفورية إلى أعلى مستوى لها عند 61.14 دولارًا للبرميل، في 17 فبراير/شباط، وهو أعلى مستوى منذ يناير/كانون الثاني 2020، قبل ظهور جائحة فيروس كورونا.

فترة تعافٍ أطول

عندما يبدأ الطقس البارد في التراجع، من المرجح أن تتطلب المصافي التي أُجبرت على الإغلاق مؤقتًا ما لا يقل عن 3-5 أيام لاستئناف العمليات، على افتراض أن المرافق قد توقّفت عن العمل بطريقة خاضعة للرقابة، دون أيّ وحدة طوارئ اضطرابات أو أضرار من البرد.

ومع ذلك، أعلنت العديد من المصافي الإقليمية أن درجات الحرارة الباردة أضرّت ببعض وحداتها؛ ما يشير إلى احتمال مدة أطول للتعافي.

وبدءًا من من 22 فبراير/شباط، كانت معظم المصافي المتضررة لا تزال مغلقة، أو تعمل بقدرة منخفضة، وأشارت الخدمات الإخبارية إلى أنها ستظل مغلقة بشكل كامل أو جزئي لعدّة أسابيع.

ووفقًا لرويترز، أعلنت مصفاة بورت آرثر التابعة لموتيفا أنها ستبدأ عملية إعادة التشغيل لمدة 17 يومًا، وقالت مصفاة ماراثون جالفستون باي، إنها أعادت تشغيل بعض الوحدات، لكنها لا تزال بحاجة لإجراء إصلاحات قبل استئناف العمليات.

وذكرت منصة آرغوس ميديا أن جميع مصافي كوربوس كريستي الثلاث في طور استئناف العمليات، كما ورد أن عمليات إعادة التشغيل جارية -أيضًا- في مصفاتي بايتاون وبومونت التابعتين لشركة إكسون موبيل، لكن التقارير السابقة أشارت إلى بعض الأضرار في هذه المرافق، والتي قد تتطلب وقتًا إضافيًا لإعادة تشغيلها.

مشكلات البُنية التحتية الأوسع المرتبطة بالطقس البارد، مثل: شبكات الطاقة المعطلة، وإغلاق الطرق، والاضطرابات اللوجستية المستمرة على الممرات المائية الرئيسة، والأضرار المحتملة، أو التأخير في أنظمة خطوط أنابيب النفط الخام، تمثل مصادر أخرى لعدم اليقين لنظام تكرير ساحل خليج تكساس بعد صعوبة إعادة تشغيل وحدات المصفاة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق