أخبار النفطرئيسيةعاجلنفط

لماذا انخفضت أسعار النفط رغم تراجع المخزون؟

أنس الحجي يستعرض 3 أسباب رئيسية

تراجعت أسعار النفط قرابة 2.5%، أمس الأربعاء، بعد صدور تقرير المخزون الأميركي من إدارة معلومات الطاقة، الذي يفيد بانخفاض أكبر من المتوقّع في مخزون النفط الخام، وهبوط مخزون المشتقّات النفطية.

جاء الانخفاض نتيجة إعصار لورا، الذي أوقف إنتاج خليج المكسيك من النفط، وخفض من مستوى التجارة فيه، كما أوقف المصافي.

وكما أوضح تقرير "الطاقة" عن المخزون، أمس، فإن الانخفاض الكبير في الواردات لعب دورًا في هبوط مخزون النفط الخام، لكن لا يمكن إلقاء كلّ اللوم على إعصار لورا، لأن جزءًا كبيرًا من انخفاض الواردات كان من كندا، ويأتي عبر الأنابيب، ولا علاقة له بحركة الملاحة في الخليج.

انخفاض الأسعار كان متوقّعًا، لكن ليس في هذا التوقيت، وبهذه السرعة.. إذن، ما سبب تراجع الأسعار بعد صدور التقرير، رغم انخفاض المخزون؟

الدكتور أنس الحجي، خبير الطاقة الدولي، يقول: إن هناك 3 أسباب رئيسة أسهمت في هذا التراجع، وعندما انخفضت الأسعار تحت حدّ معيّن، لعبت التجارة الإلكترونية في عقود النفط المستقبلية دورها، حيث بدأت الحواسيب تبيع عقود النفط، فخفضت أسعاره أكثر ممّا يجب.. هذا يعني أن الأسعار قد تستردّ بعض خسائرها، اليوم الخميس.

1- انخفاض ضخم باستهلاك النفط في الولايات المتّحدة

في تطوّر مفاجئ، انخفض استهلاك المشتقّات النفطية بنسبة 13.4% في الولايات المتّحدة، خلال الأسبوع المنصرم، عن الأسبوع السابق، حيث تراجع الاستهلاك بمقدار 2.64 مليون برميل يوميًا، إلى 16.979 مليون برميل يوميًا.

لا يوجد سبب مباشر لهذا الانخفاض، إلّا أن شركات مراقبة أسواق البنزين حذّرت، خلال الأسبوعين الماضيين، من هبوط مستمرّ في الاستهلاك، مع أن ذلك واكب بدء العام الدراسي الجديد، وانخفض استهلاك البنزين بمقدار 374 ألف برميل يوميًا، ووقود الطائرات بنحو 202 ألف برميل يوميًا.

إلّا أن المحلّلين دائمًا ما يشكّكون في البيانات الأسبوعية، لذا يلجؤون إلى مستوى 4 أسابيع، فإذا نظرنا إلى الأسبوع الماضي بهذه الطريقة، فإن الاستهلاك انخفض بمقدار 1.3%، وهناك فرق كبير بين 13.4% و 1.3%، إلّا أن هذا التراجع بـ 1.3% هو الأقلّ منذ فترة الحجر والإغلاق، وأكبر انخفاض على الإطلاق في شهر أغسطس/آب، عبر السنين، حتّى لو أخذنا البيانات الأسبوعية المطلقة كما هي، نصل إلى نفس النتيجة.

2- تأخّر عودة المصافي

تبيّن الآن، أن عددًا من المصافي التي أغلقت بسبب إعصار لورا، ستتأخّر في العودة، ومن ثمّ، فإن الطلب على النفط الخام سينخفض، وقد يكون السبب غرق بعض الوحدات، لكن اقتراب موعد الإغلاق المفاجئ، من توقيت الصيانة، جعل بعض الشركات تقرّر بدء عمليات الصيانة، مع بدء إغلاق المصافي.

وإغلاق المصافي سيخفض من إنتاج البنزين والديزل ووقود الطائرات وغيره من من المنتجات النفطية، لكن ارتفاع مخزون هذه الموادّ لن يرفع الأسعار بشكل ملحوظ، كما أن هامش أرباح المصافي منخفض، في هذه الفترة، على كلّ الحالات، لذا هناك حافز للمصافي أن تتأخّر في العودة إلى عمليات التكرير.

في هذه الحالة، تقوم بعمليات الصيانة، وعندما تنتهي يكون مخزون المنتجات النفطية قد انخفض، وارتفعت أسعارها، وتحسّن هامش الربح.

3- ارتفاع الدولار في ارتداد قوي

ارتدّ الدولار بشكل قوي، أمس الأربعاء، ونظرًا لاقتناع بعض التجّار بوجود علاقة عكسية بين سعر الدولار وأسعار النفط، تخلّص من عقود النفط، لكن قد يكون هناك سبب آخر استثماري، وهو أن المستثمرين ينظرون إلى العملات وعقود النفط والأسهم والسندات بصفتها أصولًا مختلفة، ويقومون بتقييم عوائد كلّ منها على المدى القصير، فإذا اقتنعوا أن ارتداد الدولار حقيقي وسيستمرّ، يسحبون أموالهم من الأصول الأخرى، ويستثمرون في الدولار.. هذه العملية ترفع الدولار، وتخفض النفط.

إلّا أن بعض المحلّلين أضافوا عوامل أخرى، منها الأخبار التي تفيد بأن العراق طلب من أوبك و"أوبك+" إعفاءه من التخفيضات، في العام المقبل، وهذا يعني زيادة الإمدادات، إلى جانب أخبار تتعلّق بزيادة أوبك للإنتاج، في الشهر الماضي، وأخرى عن زيادة روسيا لإنتاج الخام والمكثّفات.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق