رئيسيةأخبار الهيدروجينعاجلهيدروجين

تأجيل انطلاق أكبر مشروع هيدروجين عربي.. والشركة تعلن السبب

سامر أبووردة

في تطور مفاجئ، أعلنت شركة "سي دبليو بي غلوبال" الأسترالية (CWP Global) تعليق العمل في أكبر مشروع هيدروجين عربي، الذي كان من المزمع إقامته في موريتانيا، وسط تحديات تتعلّق بتسويق المنتجات الخضراء في الأسواق العالمية.

ويأتي هذا القرار بعد سنوات من التخطيط الطموح لمشروع "أمان" الذي كان يأمل في تحويل موريتانيا إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة في أفريقيا.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطورات المشروع، واجه أكبر مشروع هيدروجين عربي، المعروف باسم مشروع أمان، مؤخرًا، عراقيل كبرى رغم الجاهزية الفنية والبيئية والبنية التحتية المناسبة.

وبحسب تصريحات رسمية من الشركة المطوِّرة، فإن السبب الرئيس في تجميد المشروع يعود إلى غياب اتفاقيات الشراء المؤكدة (offtake agreements)، ما يعني أن السوق لم تُبدِ استعدادًا فعليًا لتحمّل التكلفة المرتفعة نسبيًا للهيدروجين والأمونيا الخضراء مقارنةً بنظيرَيْهما التقليديَّيْن.

وأكّد الرئيس التنفيذي لشركة "سي دبليو بي غلوبال" الأسترالية، مارك كراندال، أن الظروف التنظيمية في موريتانيا مثالية، وكذلك توافر الطاقة المتجددة.

غير أن المشكلة الجوهرية تكمن في ضعف آليات تسعير الكربون على المستوى العالمي، لا سيما في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أضعف الحافز الاقتصادي لدى المشترين المحتملين لتوقيع عقود طويلة الأجل لشراء الأمونيا الخضراء.

وأضاف كراندال: "لا أحد يريد دفع سعر أعلى مقابل الأمونيا الخضراء أو حتى الزرقاء في الوقت الحالي. السوق ببساطة لا تستوعب علاوة السعر، ولا توجد سياسات كافية لتقليص الفجوة المالية التي تعانيها مثل هذه المشروعات".

مشروع أمان

يُعد مشروع أمان المحور الرئيس في رؤية موريتانيا للتحوّل إلى لاعب عالمي في قطاع الطاقة الخضراء، وقد وُقّعت مذكرة التفاهم الخاصة به مع شركة سي دبليو بي غلوبال، في مايو/أيار 2021.

وباستثمارات ضخمة تُقدّر بنحو 40 مليار دولار، يُعد المشروع الأضخم في البلاد وأفريقيا عمومًا، ويمتد على مساحة شاسعة من الساحل الغربي لموريتانيا.

ويهدف مشروع أمان إلى إنتاج 1.7 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، أو ما يعادل 10 ملايين طن من الأمونيا الخضراء، بالاعتماد على توليد 30 غيغاواط من الكهرباء المتجددة من مزيج من طاقة الرياح (18 غيغاواط)، والطاقة الشمسية (12 غيغاواط).

وكان من المخطط أن يبدأ تشغيل المشروع خلال المدة ما بين عامَي 2029 و2030، ما كان سيجعل موريتانيا واحدة من الدول القليلة في العالم القادرة على تصدير الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع، وتحقيق قفزة اقتصادية وبيئية نوعية.

أكبر مشروع هيدروجين عربي
من فعاليات توقيع اتفاقية مشروع أمان للهيدروجين الأخضر في موريتانيا - الصورة من شركة سي دبليو بي غلوبال الأسترالية

تحديات السوق العالمية

لا تقتصر المشكلة على موريتانيا أو مشروع أمان فحسب، إذ تواجه مشروعات مماثلة، منها مبادرة للشركة نفسها في أنغولا بقدرة 600 ميغاواط، تأخيرات مشابهة، بسبب غياب الرغبة لدى المشترين في دفع علاوة على المنتجات النظيفة.

وفي ظل غياب حوافز تنظيمية أو سياسات تسعير كربون واضحة، تبقى الجدوى الاقتصادية لهذه المشروعات ضعيفة، على الرغم من أهميتها البيئية ودورها في التحول الطاقي العالمي.

ورغم التفاؤل المستمر من جانب مراكز أبحاث الكربون إزاء مستقبل السوق، فإن المسار لا يبدو سهلًا في الوقت الراهن.

ويرى مراقبون أن نجاح مشروعات بحجم أكبر مشروع هيدروجين عربي مرهونٌ بإصلاحات تشريعية دولية تعزز من القدرة التنافسية للهيدروجين والأمونيا الخضراء، عبر فرض رسوم على الانبعاثات الكربونية أو تقديم إعفاءات ضريبية إلى المستوردين والمستثمرين في قطاع الطاقة المتجددة.

مشروع الهيدروجين الأخضر

الخلاصة..

يبقى قرار التعليق مؤقتًا، وفقًا لما لمح إليه مارك كراندال، الذي عبّر عن أمله في تحسُّن الوضع التنظيمي وتطور سياسات التسعير العالمية.

إلا أن الشركة الأسترالية أكدت أن المشروع لن يُنفّذ في المدى القريب دون تغيّرات جوهرية في السوق.

ويعكس هذا التحدي واقعًا أكثر عمقًا في مسار التحول الطاقي العالمي، إذ لا تكفي النيات الحسنة أو التقدم التكنولوجي لتحقيق طفرة في الطاقة النظيفة، دون تكامل اقتصادي وسياسي يُمكّن من استدامة هذه المشروعات.

ومع أن مشروع أمان قد أُجّل لأجل غير مسمى، فإن موريتانيا تحتفظ بإمكاناتها بصفتها وجهة واعدة للطاقة المتجددة، ما يفتح الباب أمام فرص جديدة مستقبلية حين تتغيّر المعادلات الاقتصادية العالمية، وتصبح الطاقة النظيفة الخيار الأول لا المجازفة الصعبة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. شركة "سي دبليو بي غلوبال" الأسترالية توقف مشروع الهيدروجين الأخضر الرئيس في موريتانيا من منصة "فيول سلز ووركس" (fuelcellsworks).
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق