رئيسيةأخبار النفطنفط

فاتورة واردات البنزين النيجيرية تتراجع في أول 9 أشهر من عام 2025 (تقرير)

محمد عبد السند

تراجعت فاتورة واردات البنزين النيجيرية خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري؛ ما يمثل أنباءً سارة لحكومة البلد الواقع في غرب أفريقيا التي تسعى لتقليص اعتمادها على واردات الطاقة الأجنبية.

ويُعزى انخفاض واردات وقود السيارات في نيجيريا إلى عوامل عدة؛ على رأسها زيادة أنشطة تكرير النفط محليًا بقيادة مصفاة دانغوتي المملوكة لقطب الأعمال النيجيري أليكو دانغوتي.

فقد حولت المصفاة -وهي الأكبر في أفريقيا- نيجيريا إلى مصدر صافٍ للديزل ووقود الطيران، كما تزود المنشأة البلاد بكمياتٍ كبيرةٍ من البنزين الذي كانت تستورده في السابق من أوروبا.

وعلى الرغم من أن نيجيريا تُعد أكبر مُنتِج للنفط في أفريقيا؛ فإن معظم سكانها يعانون شُح الطاقة بسبب مشكلات عديدة تواجه العمليات الإنتاجية؛ منها تقادم الحقول وتراجع الاستثمارات، إلى جانب انتشار سرقة النفط في مواقع الإنتاج وأنابيب النقل.

انخفاض حاد

انخفضت فاتورة واردات البنزين النيجيرية بشكل حاد في الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري، بواقع 6.07 تريليون نايرا ( 4.14 مليار دولار) مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي، وفق بيانات التجارة الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني.

*(النايرا النيجيرية = 0.00069 دولارًا أميركيًا).

ولامست قيمة فاتورة البنزين العادي المستورد 5.42 تريليون نايرا (نحو 3.45 مليار دولار) خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى سبتمبر/أيلول الماضي؛ ما يقل كثيرًا عن نظيرتها المسجّلة خلال مدة المقارنة في عام 2024، والبالغة 11.50 تريليون نايرا.

ويمثل هذا تراجعًا نسبته 52.82% في فاتورة واردات البنزين في نيجيريا؛ وهو التحول الذي عزاه المحللون إلى تحسنات في إنتاج التكرير المحلي وخفض الاعتماد على الإمدادات الأجنبية.

وخلال الربع الأول من العام الماضي، لامس إنفاق نيجيريا على واردات البنزين الممتاز 3.8 تريليون نايرا (2.76 مليار دولار)، غير أن القيمة تلك انخفضت إلى 1.76 تريليون نايرا في الربع الأول هذا العام؛ ما يعكس تراجعًا نسبته 53.8%، أو ما يعادل نحو 2.05 تريليون نايرا.

واتخذ الربع الثاني مسارًا مماثلًا، إذ هبطت فيه واردات البنزين الممتاز من 4.36 تريليون نايرا، لتصل إلى 2.38 تريليون نايرا في المدة ذاتها من عام 2025.

وقد مثل هذا هبوطًا سنويًا بقيمة 1.99 تريليون نايرا، أو ما يعادل نسبته 45.6%، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

مصفاة نفط دانغوتي
مصفاة نفط دانغوتي - الصورة من الموقع الرسمي

فاتورة واردات الربع الثالث

سجل الربع الثالث من العام الجاري انكماشًا هو الأسوأ من نوعه؛ إذ هبطت واردات البنزين من 3.32 تريليون نايرا خلال المدة بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول (2024)، لتصل إلى 1.29 تريليون نايرا في المدة ذاتها من العام الحالي؛ هبوطًا بواقع 2.03 تريليون نايرا أو ما يعادل نسبته 61.2%.

وخلال الأشهر الـ9 الأولى الكاملة من العام الحالي، تراجعت فاتورة واردات البنزين الممتاز في نيجيريا بواقع 6.07 تريليون نايرا، قياسًا بنظيرتها في عام 2024؛ ما يسلط الضوء على التحول في هيكل إمدادات النفط في البلاد.

وعلى الرغم من أن مكتب الإحصاءات الوطني لم ينسِب التراجع في واردات البنزين النيجيرية إلى عامل واحد، فإن سرعة الخفض ونطاقه يتسقان مع التحسينات في سعة الإنتاج المحلي.

ويشير هذا التوجه كذلك إلى تخفيف تدريجي لضغوط النقد الأجنبي الناجمة عن استيراد الوقود على نطاق واسع منذ إصلاح نظام الدعم في عام 2023.

وظل البنزين الممتاز من بين أهم السلع المستوردة في نيجيريا حتى عام 2024، غير أن حصته قد انخفضت بمعدلات قوية.

مصفاة دانغوتي

يتوافق تراجع واردات البنزين النيجيرية مع التأثير المتزايد الناتج عن مصفاة دانغوتي البالغة سعتها التكريرية 650 ألف برميل يوميًا.

وبدأت المصفاة في إنتاج وقود الديزل والطيران في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن تنتِج البنزين في شهر سبتمبر/أيلول.

وتُعد المصفاة المملوكة عاملًا حاسمًا لهدف نيجيريا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية.

وأدى تشغيل المصفاة إلى زيادة المنافسة في سوق التكرير والتوزيع مع انخفاض أسعار بيع البنزين بالتجزئة في البلاد خلال العام الحالي.

وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول أعلن أليكو دانغوتي خططًا لزيادة السعة الإنتاجية في مصفاة دانغوتي من 650 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى 1.4 مليون برميل يوميًا -وهي السعة الأكبر من نوعها في العالم-.

ووفق منصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، يسعى دانغوتي إلى مضاعفة حجم مصفاة النفط بتمويل بلدان من الشرق الأوسط؛ ما يضع المنشأة على المسار الذي يقودها لأن تصبح الأكبر في العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق