رئيسيةأخبار الطاقة النوويةطاقة نووية

محطة تشيرنوبل النووية تفقد درعها الواقية.. كارثة إشعاعية محتملة

محمد عبدالسند

تعرّضت الدرع الواقية في محطة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا للتلف خلال هجوم بطائرة مسيرة؛ ما ينذر بتسرُّب إشعاعي محتمل، وفق تقارير إعلامية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن عملية تقييم أنجزها فريق من خبرائها قد خلصت إلى وجود أضرار في الحاجز الآمن الجديد، وهو قوس حديدي ضخم قد رُكب لاحتواء التلوث في الموقع، الناجم عن الكارثة التي تعرض لها في عام 1986.

ووفق الخبراء وقعت التلفيات تحديدًا في الغلاف الخارجي للحاجز الآمن الجديد في أعقاب هجوم المسيرة الذي وقع خلال شهر فبراير/شباط الماضي.

وسرعان ما أجرى الفريق المتخصص أعمال الصيانة المؤقتة المحدودة في سقف الحاجز؛ ويتطلب الهيكل حاليًا إصلاحاتٍ موسعةً بهدف ضمان السلامة النووية.

ويُشار إلى أن الوكالة تحتفظ بفريق دائم تابع لها في موقع محطة تشيرنوبل النووية، الذي سيواصل دعم الجهود الرامية إلى استعادة السلامة والأمن النوويين الكاملين.

كارثة محتملة

يُمثِّل تعطل الدرع الواقية في محطة تشيرنوبل النووية تهديدًا لمعايير الأمن والسلامة المتبعة في المنشأة منذ اندلاع كارثة عام 1986.

ووفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تَعد الدرع الواقية تؤدي مهمتها الوظيفية الرئيسة المتعلقة بالأمان نتيجة تعرضها لتلف جراء هجوم المسيرة.

وقالت الوكالة إن عملية فحص أجرتها الأسبوع الماضي وشملت هيكل القفص الحديدي الذي أُنجِز بناؤه في عام 2019 قد أظهرت تدهورًا به جراء الهجوم المذكور.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إن مهمة الفحص المذكورة أكّدت أن هيكل الدرع الواقية قد فقد وظائف الأمان الخاصة به؛ بما فيها القدرة على الاحتواء.

وأوضح أن أيًا من الهياكل الحاملة أو أنظمة المراقبة لم تلحق بها أي أضرار جراء الهجوم ذاته، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أن الفريق المتخصص قد نفذ أعمال الصيانة والإصلاح كافة على الهيكل المتضرر، غير أن استعادة الهيكل لوظائفه الكاملة لا غنى عنها لمنع حصول مزيد من التدهور وضمان مستوى الأمان النووي على المدى الطويل.

وفي 14 فبراير/شباط الماضي قالت الأمم المتحدة، نقلًا عن السلطات الأوكرانية، إن طائرة مسيرة محمّلة برأس حربي ذي قدرة تدميرية عالية قد هاجم محطة تشيرنوبل؛ ما تسبب حينها باشتعال النيران.

كما أدى الهجوم ذاته إلى إلحاق أضرار بالكسوة الواقية الموجودة حول المفاعل رقم 4، الذي دُمر في كارثة عام 1986.

وحمّلت السلطات الأوكرانية آنذاك روسيا مسؤولية الهجوم بالطائرة المسيرة على محطة تشيرنوبل، وهو ما نفته موسكو جملةً وتفصيلًا.

جانب من الدمار الذي لحق بمفاعل تشيرنوبل في عام 1986
جانب من الدمار الذي لحق بمفاعل تشيرنوبل في عام 1986 – الصورة من Associated Press

مستويات الإشعاع

على الرغم من هجوم المسيرة؛ فقد ظلّت مستويات الإشعاع في محطة تشيرنوبل النووية طبيعية، ولم ترد تقارير عن حصول تسرب إشعاعي على الإطلاق، وفق تصريحات الأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي.

كان انفجار مفاعل تشيرنوبل في عام 1986 قد تسبّب بحصول تسرب إشعاعي وصل إلى بلدان أوروبية عدة؛ ما دفع السلطات في البلد السوفيتي السابق آنذاك إلى حشد طاقاتها البشرية والتقنية للتعامل مع الحادث المميت.

وكان آخر مفاعل عامل في المحطة قد أُغلِق بالكامل في عام 2000، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال الأسابيع الأولى من اجتياحها أوكرانيا في فبراير/شباط (2022) سيطرت روسيا على محطة تشيرنوبل النووية والمنطقة المحيطة بها لما يزيد على شهر كامل، حينما حاولت قواتها في البداية التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف.

وأجرت الوكالة الدولية للطاقة الدولية فحصًا شاملًا وواسع النطاق آنذاك للمحطة، كما أجرت مسحًا شاملًا للأضرار والتلفيات التي طالت محطات الكهرباء الفرعية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية التي اقترب من دخول عامها الرابع.

محطة زابوريزهيا النووية في أوكرانيا
محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا - الصورة من رويترز

انقطاع الكهرباء

تزامنت الأنباء بشأن محطة تشيرنوبل النووية مع انقطاع الكهرباء مؤقتًا في محطة زابوريجيا النووية الليلة الماضية، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وانقطعت الكهرباء عن المحطة الواقعة جنوب شرق أوكرانيا للمرة الحادية عشرة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعد عمليات عسكرية استمرت طوال الليل.

ووفق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، جرى توصيل محطة زابوريجيا بخط كهرباء جديد، بعد انقطاع الكهرباء عن المنشأة لمدة بلغت قرابة 30 دقيقة.

يُشار إلى أن محطة زابوريجيا النووية -وهي الأكبر من نوعها في أوروبا من حيث عدد الوحدات وسعة توليد الكهرباء- مسؤولة عن نسبة كبيرة من الكهرباء المولّدة في أوكرانيا من الطاقة النووية، وأكثر من خُمْس إجمالي الكهرباء المولدة في البلد الأوروبي بوجه عام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تلف الدرع الواقعة في محطة تشيرنوبل النووية من رويترز.
  2. انقطاع الكهرباء عن محطة زابوريجيا النووية من رويترز.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق