مشروع توتال للغاز المسال في موزمبيق يخسر الدعم البريطاني
ويواجه خسارة دعم هولندا بسبب انتهاكات حقوقية
حياة حسين
خسر مشروع توتال للغاز المسال في موزمبيق تمويلًا كبيرًا، كانت بريطانيا قد وعدت به قبل 5 سنوات لدعمه، ومن المتوقع سحب دول أخرى للدعم الموعود للشركة الفرنسية، مثل هولندا؛ بسبب مزاعم تورُّط الشركة في انتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت حكومة بريطانيا، اليوم الإثنين 1 ديسمبر/كانون الأول 2025، إنها قررت سحب دعم يُقدَّر بـ 1.15 مليار دولار، كانت قد وعدت به شركة توتال إنرجي، لتنفيذ مشروعها العملاق في الدولة الأفريقية، الذي كان سيصدِّر الغاز لكل من آسيا وأوروبا.
وكانت بريطانيا قد وعدت في 2020، بنحو 300 مليون دولار في صورة قرض، و700 مليون دولار في صورة تأمين، لمشروع توتال الذي تبلغ استثماراته، وفق التقديرات حينها، 20 مليار دولار، بحسب بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
غير أن أعمال المشروع قد توقفت في 2021؛ بسبب هجمات مسلحين، ما اضطر توتال إنرجي لإعلان القوة القاهرة حينها.
وفي فبراير/شباط 2024، واجه مشروع توتال للغاز المسال في موزمبيق خطر التأجيل مجددًا، في أعقاب هجوم نفّذه مقاتلون مرتبطون بتنظيم داعش يُعدّ الأكثر دموية منذ عام 2021.
ودفع الهجوم، الذي استهدف القوات الأمنية في بلدة موكوجو الشمالية الشرقية، إلى تفاقم المخاوف قبل عودة الشركة المُخطط لاستكمال التنفيذ، إذ قُتِل ما يصل إلى 25 من أفراد القوات الحكومية في الهجوم على بُعد 136 كيلومترًا جنوب المشروع.
إلغاء حالة القوة القاهرة في مشروع توتال للغاز المسال في موزمبيق
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ألغت توتال حالة القوة القاهرة بمشروع الغاز المسال في موزمبيق، تمهيدًا لاستئناف العمل في المشروع، لكنها اشترطت موافقة الحكومة على ميزانية جديدة، إلّا أن الرئيس فيليب نيوسي، أعلن أنه قد يعترض على الأمر، وفق وكالة رويترز.
ولم تكن هذه العقبة الوحيدة، إذ قال وزير الأعمال البريطاني بيتر كايل، في بيان، اليوم: "استعدادًا لاستئناف مشروع توتال للغاز المسال في موزمبيق، قدّم مقترحًا لوكالة تمويل الصادرات (المعنية بتقديم التمويل للشركة) لتعديل شروط هذا التمويل".
وأضاف: "قيّم مسؤولو مكتبي المخاطر المُحيطة بالمشروع، وترى الحكومة أنها زادت منذ 2020، ويستند هذا التقييم الشامل إلى عدّة أشياء، منها مصالح دافعي الضرائب، الذي يرى أنه من الأفضل أن ننهي مشاركتنا في المشروع في هذا الوقت".

ولا ترى توتال إنرجي مشكلة في التراجع البريطاني، إذ قال رئيسها التنفيذي باتريك بويانيه، في أبريل/نيسان الماضي، إن شركاء المشروع مستعدون للمضي قدمًا دون التمويل البريطاني.
وأوضحت الشركة في وقت سابق أن 70% من تمويلات المشروع مضمونة، كما أن 90% من الغاز المسال الذي سيُنتَج مُسوَّق بعقود مع المشترين.
وتستحوذ توتال إنرجي على حصة 26.5% في المشروع، في حين تؤول ملكية باقي الحصص إلى كل من: "إي إن إتش" الموزمبيقية، و"ميتسوي آند كو" اليابانية، و"بي تي تي إي بي" التايلاندية، بالإضافة إلى 3 شركات هندية، هي "أو إن جي سي فيدش"، و"بهارات بتروليوم"، و"أويل إنديا ليمتد".
تحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان
قد يواجه مشروع توتال للغاز المسال في موزمبيق سحبًا ثانيًا للدعم بعد بريطانيا، من هولندا، وفق تلميحات رئيس الشركة التنفيذي في شهر فبراير/شباط الماضي، إذ قال، إن المساهمين مستعدون لممارسة حقوقهم التعاقدية لدفع كل من "يوكيف" و"أتراديوس"، وهما ذراعا مؤسسة الصادرات الهولندية، لدفع التمويل الموعود به من قبل.
وتعهدت المؤسسة الهولندية بتقديم تأمين بقيمة مليار دولار للمشروع، في يوليو/تموز، لكنها أشارت في وقت لاحق إلى أن مراجعة مستقلة بشأن حقوق الإنسان جارية، ولم تحدد موعدًا نهائيًا لها.
وقدّم المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان -وهو منظمة غير ربحية- الشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الثاني 2025) شكوى جنائية ضد توتال إنرجي، متّهمًا إيّاها بالتورط في عمليات تعذيب واختفاء قسري، يُزعم أن جنودًا حكوميين ارتكبوها في موزمبيق، ونفت الشركة وجود أيّ دليل على ذلك.
وسحب بريطانيا دعم المشروع جاء رغم رفض محكمة في لندن عام 2023 طعنًا قضائيًا تقدمت به منظمة أصدقاء الأرض البيئية ضد تمويل الحكومة للمشروع.
غير أن مشروع توتال حصل على دعم أميركي في مارس/آذار، إذ وافق بنك التصدير والاستيراد بالولايات المتحدة على قرض بقيمة تقارب 5 مليارات دولار.
موضوعات متعلقة..
- مشروع توتال إنرجي للغاز المسال في موزمبيق يواجه مخاطر وقف التمويل
- الغاز المسال في موزمبيق يتلقى دعمًا يابانيًا.. ومشروع توتال أول المستفيدين
- توتال إنرجي تشتكي جشع المقاولين بمشروع الغاز المسال في موزمبيق
اقرأ أيضًا..
- العراق يطرح حقل غرب القرنة 2 للمنافسة أمام الشركات الأميركية
- أسعار النفط ترتفع 2%.. وخام برنت لشهر فبراير قرب 64 دولارًا
- وزير الطاقة السعودي تعليقًا على قرار أوبك+: الأهم في تحديد مستويات إنتاج النفط
المصادر:





