تتجه الأنظار إلى مشروع سخالين-1 الروسي للنفط والغاز، بعد فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة رئيسة مطورة له، ضمن حزمة عقوبات جديدة أُعلنت خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025.
ويشكّل المشروع أهمية كبرى لدول آسيوية تعتمد على الواردات بنسبة كبيرة، مثل: اليابان والهند؛ ما دفع وزارة الصناعة في طوكيو إلى إعلان موقفها من حزمة العقوبات الأخيرة، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتضمّنت حزمة العقوبات الأميركية الأخيرة، فرض عقوبات على شركتَي "روسنفط" و"لوك أويل" الروسيتَيْن، وكيانات فرعية ومالية ذات صلة بهما، ضمن التصعيد الغربي الرامي إلى تحجيم عائدات خزائن الكرملين، ووقف تمويل الحرب ضد أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين أُثيرت التساؤلات حول مصير المشروع وإمدادات الشركاء، حال تجميد نشاط شركة "روسنفط"، المساهم الأكبر في المشروع بحصة 20%.
أزمة مشروع سخالين-1 الروسي
لم تشمل حزمة العقوبات الأميركية الأخيرة مشروع سخالين-1 الروسي بصورة مباشرة، لكنها شملت شركة "روسنفط" المساهم الرئيس في المشروع.
ولم يوضح الكيان الروسي المشغل للمشروع موقف الشركة حاليًا، ومدى تأثيرها في استمرار العمليات التشغيلية ووتيرة الإنتاج.
ومنحت وزارة الخزانة الأميركية الشركات الأجنبية مهلة لإغلاق عملياتها تدريجيًا مع الشركتَيْن المعاقبتَيْن، وتسوية مشروعاتها، وانتهى هذا الاستثناء في 21 نوفمبر/تشرين الجاري.

ويملك تحالف ياباني حصة قدرها 30% من المشروع، ما يشير إلى أهميته البالغة للدولة الآسيوية التي تعتمد على الواردات بنسبة كبيرة.
ويضم التحالف الياباني -الذي يُطلق عليه سوديكو SODECO- كلًا من:
- وزارة التجارة والصناعة METI.
- شركة ماروبيني Marubeni.
- شركة إيتوتشو Itochu.
- شركة جابان بتروليوم إكسبلوريشن Japan Petroleum exploration.
- شركة إنبكس Inpex.
وتملك وزارة الصناعة وحدها نسبة 50% من حصة التحالف الياباني (ما يعادل 15% من المشروع)، في حين تُقسم نسبة الـ50% الأخرى على الشركات الـ4 في التحالف.
وتحاول طوكيو استئناف تشغيل بعض مفاعلات الطاقة النووية المتوقفة منذ سنوات، في محاولة لتقليص فاتورة الواردات الباهظة وتجنّب المؤثرات السلبية التي تواجهها مشروعاتها في الخارج -مثل سخالين-1 الروسي- نظرًا إلى التقلبات الجيوسياسية.
سخالين-1 وأمن الطاقة في اليابان
أكدت وزارة الصناعة اليابانية أن مشروع سخالين-1 الروسي يعكس أهمية كبرى للبلاد، في إطار مساعي ضمان أمن الطاقة من المشروعات الخارجية، حسب بيان لها نقلته رويترز.
وشددت الوزارة، في بيانها، على أن تأمين المشروعات الخارجية يشكّل أهمية بالغة للحكومة بالكامل، متعهدة باتخاذ إجراءات ضرورية -لم تُسمها- لضمان استقرار إمدادات الطاقة، وتحفظت الوزارة عن الرد على العقوبات الأميركية بصورة محددة.

وبعد إعلان حزمة العقوبات، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة ماروبيني اليابانية، ماسايوكي أوموتو، الالتزام بتوجهات حكومة بلاده تجاه التعامل مع مشروع سخالين-1.
ورغم ذلك، أبدى قلقه من التغيرات الأخيرة التي طالت المساهم الروسي الرئيس في المشروع (شركة روسنفط)، طبقًا لما نقلته عنه رويترز مطلع الشهر الجاري.
ولم تدرج الشركة التداعيات المحتملة لحزمة العقوبات الأميركية على "روسنفط" وتأثيرها في "سخالين-1" ضمن تقديراتها لأرباح العام الجاري، لكنها تتجه إلى تصفية أصول بقيمة 250 مليار ين (ما يقرب من 1.6 مليار دولار أميركي).
(الين الياباني = 0.0064 دولارًا أميركيًا)
ويعمل مشروع سخالين-1 الروسي حاليًا تحت إدارة كيان محلي جديد، بموجب مرسوم أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعد انسحاب شركة إكسون موبيل الأميركية التي كانت تملك حصة قدرها 30% في المشروع.
وبجانب حصة إكسون، تُوزّع حصص المشروع الأخرى كالآتي: روسنفط الروسية 20%، وشركة النفط والغاز الهندية (أو إن جي سي ONGC) 20 %، والتحالف الياباني 30%.
موضوعات متعلقة..
- هل يتأثر قطاع الطاقة في اليابان بالعقوبات ضد موسكو؟ برلماني يجيب
- اليابان تعلن موقفها من سخالين 1 الروسي قبل انتهاء مهلة بوتين
- روسيا تستأنف صادرات النفط من سخالين 1 بعد تخارج إكسون موبيل
اقرأ أيضًا..
- حقل شنقيط.. قصة أول اكتشاف في موريتانيا ولماذا توقف الإنتاج
- الهيدروجين الأخضر في مصر وحرب الشائعات.. من يستهدف المشروعات؟ (مقال)
- عطل في مزرعة رياح يقطع الكهرباء عن جزر إسكتلندية.. وحقيقة تورط روسيا
المصادر..
- وزارة الصناعة اليابانية تشير إلى قلق حول أمن الطاقة بعد العقوبات على مساهم رئيس في "سخالين-1"، من رويترز.
- رد شركة ماروبيني اليابانية بعد حزمة العقوبات الأخيرة، من رويترز.





