مشروعات الغاز غرب حوض هاينزفيل تجذب الأنظار.. هل تتجاوز تحديات التكلفة؟ (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
اكتسبت منطقة غرب حوض هاينزفيل اهتمامًا متزايدًا خلال السنوات الـ3 الماضية، مع نجاح بعض الشركات الأميركية في تحقيق نتائج إيجابية مبشّرة من مشروعات حفر أولية بالمنطقة.
ويتوقع تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- توسُّع مشروعات الغاز غرب وشرق الحوض الصخري الواعد في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة.
ويمتد حوض هاينزفيل من شمال شرق تكساس إلى شمال غرب لويزيانا، وهو ثالث أكثر أحواض الغاز الصخري إنتاجًا في الولايات المتحدة، بعد برميان، وأبالاشيا.
وبلغ إنتاج الحوض من الغاز المسوّق قرابة 14.7 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2024، وسط توقعاته بارتفاعه إلى 15.3 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2025، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
مشروعات الغاز الجديدة في حوض هاينزفيل
حظيت منطقة غرب حوض هاينزفيل باهتمام كبير منذ اكتمال حفر أول بئر عميقة بالمنطقة عام 2022، ما مكّنها من جذب عدّة شركات -مؤخرًا-، من بينها شركة كومستوك ريسورسز (Comstock Resources)، وهيلكورب (Hilcorp).
كما تضم الشركات المنضمة إلى المنطقة، شركة إكسباند إنرجي (Expand Energy) -أكبر شركة منتجة للغاز في أميركا الشمالية-، وشركة ميتسوي اليابانية (Mitsui).
وحفرت ميتسوي أول بئر لها في المنطقة في الربع الأول من عام 2025، ومنذ ذلك الحين نجحت الشركة في حفر 4 آبار أخرى، لكنها لم تُبلِّغ عن أيّ إنتاج حتى الآن، بحسب التحليل الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

وبدأ تشغيل 33 بئرًا حُفرت بمنطقة غرب حوض هاينزفيل منذ الربع الثاني من عام 2022، منها 3 آبار أعلنت شركة كومستوك ريسورسز تشغيلها خلال الربع الثالث من عام 2025.
وأدت الجهود إلى زيادة إنتاج المنطقة من لا شيء في عام 2022، إلى 500 مليون قدم مكعبة يوميًا حتى أغسطس/آب 2025، منها 374 مليون قدم مكعبة يوميًا من آبار شركة كومستوك، و164 مليون قدم مكعبة يوميًا من آبار شركة أيثون (Aethon).
واستثمرت شركة كومستوك ريسورسز مبالغ كبيرة في التنقيب عن موارد الغاز غرب حوض هاينزفيل، واحتفظت بـ4 حفّارات في المنطقة على مدار معظم أشهر عام 2025، كما تعتزم تشغيل 4 حفارات أخرى خلال العام المقبل.
مميزات غرب حوض هاينزفيل وتحدياته
تقع منطقة غرب حوض هاينزفيل على بُعد 150 ميلًا شمال هيوستن بولاية تكساس وتمتد عبر مقاطعات روبوتسون، وفريستون، وليون، وقد شهدت حفر 60 بئرًا خلال السنوات الـ4 الماضية، بحسب بيانات ريستاد إنرجي.
وتتميز آبار المنطقة بإنتاج مضاعف عن آبار هاينزفيل القديمة، لكن تكلفة الحفر والإنجاز تصل إلى 3 أضعاف نظيرتها القديمة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتنبع التكاليف المرتفعة والإنتاجية العالمية للمنطقة من طبيعتها الجيولوجية المعقّدة، حيث توجد الموارد في أعماق سحيقة تصل إلى 17 ألف قدم (5180 مترًا)، فضلًا عن ضغط الخزانات العالي، ودرجات حرارة الفائقة في قيعان الآبار.
ورغم ذلك، يتوقع التحليل نجاح الشركات الأميركية في خفض تكاليف الإنتاج مع تكرار -أو تحسّن- إنتاج الآبار الأولية، خاصة أن نتائج الآبار التجريبية مبشّرة، مقارنةً بأداء الآبار القديمة في الحوض.
ويعزز هذا التوقع أن النتائج الإيجابية المعلَنة ما زالت مقتصرة على مساحات ضيقة في مقاطعتي ليون وروبوتسون، بينما تخطط شركتا كومستوك وميتسوي للحفر خارج هذه المنطقة الأولية وتوسيع نطاق أعمالها شرقًا وشمالًا، ما يُتوقَِّع معه ظهور نتائج أخرى- قريبًا- قد تكرر قصة النجاح التي حدثت غرب الحوض.

وحتى الآن، نجح بعض المنتجين مثل شركة إيثون في خفض عدد أيام الحفر للبئر الواحدة إلى 49 يومًا باستعمال تقنيات حفر متطورة، وهو ما يقل كثيرًا عن المتوسط المتراوح بين 80 و133 يومًا خلال عامي 2023 و2024.
ويبلغ متوسط تكلفة عدّة آبار في المنطقة قرابة 35 مليون دولار -حاليًا-، وإذا نجحت الشركات في خفضها إلى 25 مليون دولار، فيمكنها الوصول إلى نقطة التعادل، إذا وصل سعر الغاز إلى 3.67 دولارًا في مركز هنري، وهو مستوى ليس بعيدًا عن الآبار القديمة في حوض هاينزفيل.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الغاز المصاحب في أميركا يرتفع 6% بقيادة حوض برميان
- آبار النفط والغاز الاستكشافية عالية التأثير تتراجع إلى النصف منذ 2015
- إنتاج الغاز الصخري في أميركا قد يشهد أول انخفاض سنوي على الإطلاق
اقرأ أيضًا..
- دول عربية لن يُسمح لها بالطاقة النووية.. ودور إستراتيجي للسعودية (تقرير)
- إيرادات صادرات السعودية من النفط.. وأعلى قفزة في 2025 (إنفوغرافيك)
- وزير الكهرباء المصري يوضح لـ"الطاقة" حقيقة تأجيل مشروعات الهيدروجين
المصدر:
تقييم مشروعات الغاز الجديدة غرب حوض هاينزفيل، من ريستاد إنرجي





