تغير المناخ يهدد الصحة النفسية في بريطانيا.. وهذه الفئات الأكثر تضررًا
هبة مصطفى

كشف تقرير حديث عن أن تداعيات تغير المناخ على الصحة العقلية والنفسية باتت متفاقمة في الآونة الأخيرة، محددًا بعض الفئات والقطاعات الأشد تأثرًا.
وربط معدو التقرير -الصادر عن وكالة الأمن الصحي البريطانية- تزايد رقعة هذه الآثار باستمرار ارتفاع درجات الحرارة، والظواهر الجوية الأخرى، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتطرق إلى نوع جديد من التداعيات، متمثلة في الأضرار الصحية والنفسية الاستباقية لتوقعات المناخ، إلى حد قد يمتد لجيل بعد جيل، ويهدد تكوين الأسر والإنجاب.
وتشتهر مدن بريطانية بـ"تطرف" المناخ في بعض الأحيان؛ ما جعل البيئات المختلفة بها الأكثر عرضة للأضرار.
ويقصد بالصحة النفسية والعقلية العلاقات العاطفية والاجتماعية وطريقة إدارتها، والتفاعل مع الأشخاص والمجتمع في ظل حالة التوتر والتحديات والمستجدات اليومية، بالإضافة إلى الوظائف الإدراكية والمعرفية مثل التفكير والذاكرة وغيرهما.
تغير المناخ في بريطانيا
يمتد تأثير تغير المناخ في بريطانيا إلى الصحة النفسية للسكان، وأبرزها تقلبات الطقس المتطرفة مثل الفيضانات ودرجات الحرارة، وفق تفاصيل تقرير وكالة الأمن الصحي.
وسلط التقرير الضوء على أضرار الفئات السكانية التي تعاني خدمات: النقل والرعاية الصحية.
وشملت الفئات الأكثر ضررًا تنوعًا في درجات التأثر وأشدهم ذوي الأعمال المرتبطة بالأرض، إذ يعد المزارعون والمجتمعات الريفية على رأسهم.

وجاء في مرحلة لاحقة أصحاب الأمراض المزمنة، ومن أصيبوا بمشكلات صحية من قبل، طبقًا للتقرير المنشور في الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية.
بدورها، أكدت رئيسة مركز المناخ والصحة "ليا بيرانغ فورد" أن التغيرات والظواهر باتت تنعكس في الصحة النفسية، وتزداد خطوة مع ارتفاع درجات الحرارة وتطرف التقلبات الجوية.
وأضافت أن "الاحترار" يضرب بقوة (المجتمعات الريفية، والزراعية، وفئة الشباب).
وجددت كبيرة المسؤولين العلميين في الوكالة روبن ماي، الالتزام ببرنامج التكيف الوطني الذي تتبناه حكومة المملكة المتحدة، ودراسة تأثير التغيرات المناخية في الصحة.
الفئات الأكثر ضررًا
جاءت هذه الخطوات المقترحة بعدما توصل معدو التقرير إلى تضرر المجتمعات الزراعية في بريطانيا بالمقام الأول، إذ يعاني 45% من المزارعين ظواهر سلبية في الصحة النفسية، وقد يزيد تغير المناخ من حدة هذه الأعباء.
ولم يقف الأمر عند المزارعين، بل امتد للأجيال الجديدة خاصة التي تتمتع بوعي فائق تجاه الآثار السلبية المتوقعة مستقبلًا، سواء غطت الأطفال أو الشباب.
وحذر التقرير من تفاقم القناعات غير الإيجابية لدى هذه الفئات، بالتوازي مع ارتفاع درجات الحرارة.
وتطور الأمر إلى زيادة معدل "المخاوف الاستباقية"، وظهور أمراض القلق من التداعيات المناخية في الحياة اليومية، نتيجة ضعف القدرة على اتخاذ قرارات قد تحول دون وقوع كارثة أو تقلل حدتها.
واستند تقرير الوكالة البريطانية إلى أن 50% من بين 1000 طفل أبدوا قلقهم من التغيرات المناخية، وفق نتائج مسح أجرته مجلة لانسيت بلانيتاري هيلث Lancet Planetary Health غطى 10 دول.
وقال مشاركون في المسح إن آثار هذه التغيرات انعكست في حياتهم اليومية، إلى حد التفكير المتكرر في عدم إنجاب أطفال لحين ضمان تمتع حياتهم المستقبلية بالجودة.
ووصف التقرير تدهور الصحة النفسية نتيجة هذه الأسباب بـ"شيخوخة السكان".

حلول مقترحة
تطرق تقرير وكالة الأمن الصحي البريطانية إلى بعض الحلول الداعمة لمكافحة التداعيات النفسية والعقلية للتغيرات والتقلبات المناخية، من بينها:
وتشمل هذه المقترحات:
- تفعيل أنظمة الإنذار المبكرة.
- تقديم دعم في الصحة النفسية للمجتمعات المتضررة.
- تقديم العلاج طويل الأجل، من خلال رفع النشاط البدني.
واقترح التقرير إمكان التدخل المباشر في بعض الحالات، بهدف تقديم الدعم للأشخاص ممن يعانون التداعيات الشديدة للظواهر الجوية المتطرفة.
وعقب التدخل الفوري، يمكن الحفاظ على "دورية" معالجة هذه الآثار، عن طريق:
- العلاج السلوكي المعرفي.
- نشر تطبيقات الوعي على الهواتف.
- تعزيز الوعي العام.
واختُبرت هذه الخطوات في بعض الحالات، وأدت إلى خفض أعراض: اضطراب ما بعد الصدمة، الاكتئاب، القلق، التوتر.
وتطلبت بعض الحالات "تدخلات سريرية" -سواء فردية أو جماعية- خاصة في المجتمعات الريفية التي شهدت ظواهر مثل (الجفاف، وحرائق الغابات، والفيضانات، والأعاصير).
موضوعات متعلقة..
- تقنية حديثة قد تنقذ المحيطات والبحار من آثار التغيرات المناخية (مقال)
- كاتب بريطاني: الحياد الكربوني يدمر الاقتصاد.. ومؤتمرات المناخ مهزلة
- تداعيات تغير المناخ تلقي بظلال قاتمة على المزارعين في المملكة المتحدة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات الطاقة الروسية تنخفض 4%.. ما الدول العربية المستوردة؟
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع 6.4 مليون برميل متجاوزة التوقعات
- مفاوضات لتوريد توربينات غاز إلى سوريا.. والجزائر تدرس المنافسة
المصدر:





