حوادث محطات وقود الهيدروجين.. دراسة تطلق تحذيرًا صارخًا

رغم زيادة حوادث محطات وقود الهيدروجين، فإن ثمة اتجاه متسارع لنشر تلك المحطات على الطرق في بعض دول آسيا وأوروبا والأميركتَيْن لتزويد المركبات والشاحنات الثقيلة بالوقود النظيف المعوّل عليه في مسارات تحول الطاقة.

ورغم أن عدد محطات التزوّد بوقود الهيدروجين على الطرق في العالم لم يتجاوز 1300 محطة حتى نهاية 2024، فقد دعت دراسة علمية حديثة الحكومات والشركات إلى التحقق من معايير السلامة والأمان في تصميم هذه المحطات وتشغيلها بدقة، خصوصًا مع تكرار الحوادث ذات الصلة.

واستندت الدراسة -التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- إلى تحليل بيانات 211 حادثًا فنيًا وقع بمحطات وقود الهيدروجين في أثناء الخدمة عبر مناطق متفرقة من العالم حتى عام 2022، لتنتهي إلى تحديد 263 عاملًا مساهمًا في هذه الحوادث المدرجة في 4 قواعد بيانات دولية.

وتضمّنت تقارير 174 حادثة، معلومات كافية للتحليل، في حين لم تتضمن تقارير 18% منها معلومات كافية لتحديد العوامل المساهمة، وكان 85% من إجمالي الحوادث الخاضعة للتحليل في محطات التزود بالهيدروجين اليابانية، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة "الوقاية من الخسائر في الصناعات التحويلية" ومقرّها لندن.

أسباب حوادث محطات وقود الهيدروجين

كانت أوجه القصور في عمليات تحليل المخاطر هي التفسير الأكثر شيوعًا للحوادث الفنية في محطات وقود الهيدروجين محل التحليل بنسبة وصلت إلى 58%، تليها الأخطاء العائدة إلى العامل البشري (أخطاء الإشراف وضعف أداء الموظفين) بنسبة 23%.

وتوضح القائمة الآتية تأثير العوامل المختلفة في إجمالي عدد الحوادث المرصودة في الدراسة:

• قصور عمليات تحليل المخاطر: 58%.
• قصور العامل البشري: 23%.
• مشكلات الصيانة: 19%.
• العوامل الخارجية: 15%.
• قصور عمليات التفتيش: 13.2%.
• ضعف نظم المعلومات الفنية: 7%.
• ضعف الجاهزية التشغيلية: 6.3%.
• ضعف خدمات الاستقرار والاستعادة: 4.6%.
• خلل سياسات الإدارة والمخاطر: 4.6%.
• قصور خدمات دعم الإشراف: 1%.

نتائج دراسات أخرى سابقة

ليست هذه أول دراسة تُجرى على حوادث محطات وقود الهيدروجين عالميًا، بل سبقتها دراسات عديدة، منها دراسة أُجريت في جامعة كاليفورنيا -عام 2020- توصلت إلى أن المشكلات الفنية الرئيسة تتعلّق بتسريبات الضاغط والموزع.

كما سبقتها دراسة أخرى -نشرت عام 2016- قارنت الحوادث المتعلقة بهذه المحطات في اليابان والولايات المتحدة وتوصلت إلى تحديد 3 أنماط من التسريبات والعديد من أوجه الشبه والاختلاف الأخرى.

وكان النوع الأول من التسريبات في كلا البلدَيْن يعود إلى التلف والكسور، وهي مشكلات متعلقة بالتصميم، في حين كان النمط الثاني يعود إلى الخطأ البشري، أما النمط الثالث فعائد إلى مشكلات الموصلات.

على الجانب الآخر، هناك دراسات أخرى حاولت تحليل أنماط الحوادث المتصلة بصناعة الهيدروجين عامة، للوصول إلى أسبابها الفنية الدقيقة، وتحديد نقاط الضعف ومجالات التحسين في التقنيات المتصلة.

من هذه الدراسات، دراسة منشورة في عام 2011، حددت 5 أسباب رئيسة لـ32 حادثة متصلة بمعالجة الهيدروجين، وكان في مقدمتها الأخطاء الهندسية بنسبة 33.3%، ثم الصيانة بنسبة 23.5%، تليها أخطاء التصميم بنسبة 15.7%، ثم أخطاء لمشغلين بنسبة 15.7%، ثم أخطاء الإدارة بنسبة 11.8%.

ورغم ذلك، فقد كانت كل الحوادث المختارة في هذه الدراسة متصلة بالصمامات والأنابيب وصهاريج التخزين وأوعية المعالجة، ولم تتضمن أي حادثة خاصة بمحطات التزود بوقود الهيدروجين، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

حوادث محطات الهيدروجين في كوريا الجنوبية

أوصت دراسة أخرى متصلة في كوريا الجنوبية -أجريت لتقييم سياسات إدارة المخاطر بعد وقوع 3 حوادث كبيرة- بضرورة تطوير الإدارة البشرية لمرافق الهيدروجين ومصانعه.

وتبدو حوادث محطات وقود الهيدروجين في كوريا الجنوبية مثيرة للانتباه خاصة مع كثرة الإبلاغ عن الانقطاعات التشغيلية المتكررة في عشرات المحطات العاملة عبر البلاد.

وبحسب بيانات تقرير منشور في سبتمبر/أيلول 2024 ، فقد شهدت 93 محطة تزوّد بالهيدروجين في كوريا الجنوبية انقطاعات عن العمل لمدة 1179 يومًا على مدار 3 سنوات بسبب أعطال فنية مختلفة.

وبلغ عدد حالات الأعطال المسجلة في هذه المدة قرابة 154 حالة، في حين بلغ عدد عمليات التفتيش الخاصة بتلك المحطات قرابة 1491 عملية بحسب بيانات شركة الغاز الكورية.

وكانت المشكلات العائدة إلى أعطال الضواغط هي السبب الرئيس في توقف 97 محطة من الحالات المذكورة، تليها مشكلات معدات التبريد وأعطال أجهزة الشحن، بحسب التقرير المنشور على موقع شبكة فيول سيلز وركس المتخصصة (fuel cells works).

وأثارت هذه الأعطال المتكررة مخاوف آلاف العملاء المالكين لمركبات تعمل بالهيدروجين في البلاد. كما زادت المخاوف بعد تكرار حوادث الانفجارات والإصابات في بعض المحطات والمرافق المتصلة بالفعل.

ففي 23 ديسمبر/كانون الأول 2024، وقع انفجار في محطة تزوّد بوقود الهيدروجين في مدينة تشنغجو؛ ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص ونقلهم إلى المستشفى في حالات حرجة.

وفي 24 مارس/آذار 2025، أُصيب 5 أشخاص آخرون في انفجار وقع بمختبر لخلايا الهيدروجين جنوب العاصمة سيول، وهو ثاني انفجار متعلق بالهيدروجين يقع في كوريا الجنوبية خلال الشهر نفسه، والرابع خلال الأشهر الـ4 السابقة، بحسب بيانات منصة هيدروجين إنسايت المتخصصة (Hydrogen Insight).

موضوعات متعلقة..

• عدد محطات وقود الهيدروجين قد يتضاعف 6 مرات بحلول 2030
• عدد محطات وقود الهيدروجين يرتفع عالميًا 15%.. وهذه خرائط الانتشار (تقرير)
• توقيع عقد 6 محطات للتزود بوقود الهيدروجين في السعودية.. ومفاجأة بالإنتاج

اقرأ أيضًا..

• مشروع طاقة ضخم للتخزين في كهوف ملحية.. تجربة غير مسبوقة
• أكبر صفقات الطاقة المتجددة في العراق خلال 9 أشهر.. مسح شامل
• 4 خبراء: الربط الكهربائي بين المغرب وألمانيا محفوف بالمخاطر.. وتحذير من انهياره
• أكبر صفقات الكهرباء في الجزائر خلال 9 أشهر (مسح)

المصادر:

1. تحليل أسباب حوادث محطات وقود الهيدروجين في العالم، من دراسة علمية بمجلة بريطانية.
2. حوادث محطات وقود الهيدروجين في كوريا الجنوبية خلال 3 سنوات، من منصة فيول سيلز وركس المتخصصة.
3. حوادث الانفجارات المتصلة بالهيدروجين في كوريا الجنوبية، من منصة هيدروجين إنسايت المتخصصة.