حقول النفط والغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

قصة حقل الزبير العراقي وماذا حدث منذ اكتشاف 4 مليارات برميل نفط

أحمد بدر

يمثّل حقل الزبير النفطي رقمًا مهمًا في إنتاج العراق من النفط الخام، وهو واحد من أقدم حقول النفط والغاز في البلاد، ويتمتع باحتياطيات ضخمة وقدرات إنتاجية عالية، الأمر الذي جعله محورًا لاهتمام محلّي ودولي.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) لملف النفط في العراق، فإن الحقل النفطي يشكّل جزءًا حيويًا من قطاع الطاقة الاقتصاد في البلاد، بجانب كونه واحدًا من أهم حقول النفط العملاقة في العالم.

كما يشكّل حقل الزبير النفطي أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة إلى بغداد، كونه مسهِمًا بجزء كبير في صادرات النفط العراقي، وهو ما ينعكس بالإيجاب على إيرادات الخزينة العامة للدولة، ويغذّي الاقتصاد الوطني.

يشار إلى أن العراق يستهدف تحقيق إستراتيجية تنموية، تقضي بتطوير حقول النفط والغاز، بما فيها حقل الزبير النفطي، ضمن خططه لزيادة إنتاجه من النفط الخام إلى 8 ملايين برميل يوميًا، بحلول عام 2030.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل الزبير النفطي

توضح أبرز معلومات عن حقل الزبير النفطي أنه خرج إلى النور للمرة الأولى في عام 1949، على يد شركة النفط العراقية، والتي كانت -إلى جانب عدد من الشركات الأجنبية- تنقّب عن النفط والغاز في جنوب البلاد.

ومع اكتشاف كميات تجارية من النفط الخام في الحقل، أصبح يمثّل واحدًا من أهم الاكتشافات في المنطقة، نظرًا لحجمه الكبير واحتياطياته الوفيرة، وفق المعلومات التي نشرها الموقع الرسمي للشركة العراقية.

وخلال العقود التي تلت اكتشافه، ظلَّ حقل الزبير أحد المحاور الأساسية لتطوير قطاع النفط العراقي، إذ بدأت عمليات الإنتاج منه في أوائل خمسينيات القرن الماضي، ليصبح أحد الحقول الأولى التي تدخل مرحلة الإنتاج التجاري في البلاد.

حقل الزبير
حقل الزبير- الصورة من وزارة النفط العراقية

وإلى جانب كميات النفط التي ما تزال وزارة النفط العراقية تعمل على زيادة إنتاجها، تتواصل جهود استغلال الغاز المصاحب للعمليات النفطية في الحقل، إذ شهد العام الماضي 2023 زيادة في معدل استثمار الغاز المصاحب في الحقل، إلى 147 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وكانت وزارة النفط قد أعلنت، في بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة -حينها-، أن هذه الخطوة تستهدف وقف الحرق الروتيني للغاز، واستثماره في توليد الكهرباء، خاصة بعد توقيع الحكومة المبادرة الأممية "مرحلة الصفر في الحرق الروتيني للغاز المصاحب لإنتاج النفط".

ويتضمن مشروع رفع معدل الكميات المستثمرة في حقل الزبير النفطي من 35 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى 147 مليون قدم مكعبة يوميًا، زيادة عدد كابسات محطة حمار مشرف إلى 11 كابسة، وهو ما زاد رفع سعة الضاغط.

وبناءً على هذه الخطوات، يسهم الحقل العملاق -إلى جانب إنتاج النفط الخام- في حل أزمة الطاقة التي تضرب العراق، من خلال استغلال الغاز المصاحب، بما يعود بالنفع على البلاد، بدلًا من حرقه دون جدوى.

احتياطيات حقل الزبير النفطي

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن احتياطيات حقل الزبير النفطي تبلغ نحو 4 مليارات برميل من النفط الخام القابل للاستخراج، والتي تسعى وزارة النفط العراقية إلى استغلالها بشكل مثالي لتحقيق هدفها الإنتاجي المستقبلي.

في الوقت ذاته، تشير بعض التقديرات غير الرسمية إلى أن الاحتياطيات الفعلية الموجودة في الحقل قد تزيد بمقدار مليار برميل أخرى، أي إنها تصل إلى نحو 5 مليارات برميل، يمكن الوصول إليها بفضل التقنيات الحديثة التي ترفع معدلات الاستخراج.

النفط العراقي

يشار إلى أن حقل الزبير النفطي يحتوي على النفط الخام عالي الجودة المناسب للتصدير والاستهلاك في مصافي التكرير العالمية، ما يجعله مصدرًا لجذب الاستثمارات العالمية، وفق بيانات الإنتاج لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وينتج حقل الزبير كميات من النفط الخام تصل إلى نحو 475 ألف برميل يوميًا، بينما تتجه خطط تطويره التي وضعتها وزارة النفط العراقية، إلى زيادة هذا الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.

جهود تطوير حقل الزبير

تتضمن جهود تطوير حقل الزبير النفطي العراقي -التي انطلقت في عام 2010 بتوقيع عقد خدمة بين وزارة النفط العراقية وشركة "إيني" الإيطالية وشركات أخرى- زيادة إنتاج الحقل من خلال حفر مزيد من الآبار الجديدة، بالإضافة إلى تحديث البنية التحتية للحقل.

كما تشمل خطط التطوير تحسين كفاءة العمليات، وذلك باستعمال أحدث التقنيات المتقدمة، مثل حقن المياه للحفاظ على ضغط المكامن، بالإضافة إلى تطوير الموارد البشرية، من خلال تدريب الكوادر العراقية لتولّي إدارة العمليات التشغيلية.

عمليات استثمار الغاز المصاحب في حقل الزبير
عمليات استثمار الغاز المصاحب في حقل الزبير

بالإضافة إلى ذلك، تعدّ خطوة استغلال الغاز المصاحب واستثماره في توليد الكهرباء والتوقّف عن حرقه في حقل الزبير تقدمًا مهمًا على طريق خفض الانبعاثات، ومن ثم تقليل الآثار البيئية الضارة لعمليات الحرق.

لذلك، يظل حقل الزبير رمزًا لأهمية العراق، بصفته واحدًا من أكبر منتجي النفط في العالم، إذ يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ودعم استقرار أسواق الطاقة العالمية، ومن المتوقع أن يسهم في إبقاء بغداد مصدرًا رئيسًا للطاقة العالمية لعقود مقبلة.

نرشح لكم..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق