رئيسيةأخبار الطاقة النوويةطاقة نووية

المفاعلات النووية الصغيرة تشهد جهودًا عالمية لتشغيل السفن

محمد عبد السند

تكتسب جهود تطوير تقنية المفاعلات النووية الصغيرة تمهيدًا لاستعمالها في قطاع الشحن البحري، زخمًا متصاعدًا في إطار توجُّه عالمي متزايد نحو خفض البصمة الكربونية لتلك الصناعة الإستراتيجية.

فقد انضمت جمعية التصنيف البحري البريطانية لويدز ريجستر (Lloyd's Register) إلى شركة ديبلويبل إنرجي (Deployable Energy) الأميركية في سباق تطوير أنظمة طاقة نووية لتشغيل السفن في قطاع الشحن.

وترتكز أنظمة الطاقة النووية المخطط تطويرها على استعمال بطارية نووية تحمل علامة "ديبلويبل إنرجي" التجارية، ويمكن استعمالها نظام دفع فاعل ونظيف لتشغيل السفن والحاويات، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وستُستعمَل المفاعلات المعيارية الصغيرة لتشغيل سفينة برمائية بطول 73 مترًا، مع توفير من 2 إلى 5 مفاعلات معيارية صغيرة سعة 1 ميغاواط لتوفير الطاقة على متن السفينة.

وقد صُمِّمت السفينة للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ والإغاثة، ولديها القدرة على العمل لمدة تصل إلى عقد كامل دون الحاجة إلى التزود بالوقود.

وسيكون لدى السفينة كذلك القدرة على تزويد الكهرباء إلى الشبكات المتمركزة على الشاطئ في أثناء رسوها.

شراكة عالمية

عقدت "لويدز ريجستر" شراكةً مع "ديبلويبل إنرجي" -المتخصصة في التقنية النووية، ومقرّها هيوستن- لتطوير الاستعمال الآمن لتقنية المفاعلات النووية الصغيرة لتشغيل السفن.

وقالت شركة "لويدز ريجستر"، إنها تقود تطوير بطارية يونيتي نيوكلير (Unity Nuclear)، وهي عبارة عن مفاعل صغير الحجم بُني في المصنع، ويستهدف توليد الكهرباء النظيفة لأغراض وتطبيقات مختلفة.

وعبر استعمالها بدلًا من الوقود البحري التقليدي، يُتوقع أن تساعد تقنية المفاعلات النووية الصغيرة في خفض الانبعاثات من القطاع، وزيادة الكفاءة الوظيفية للسفن، ومدّ زمن عمليات السفن في البحر دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.

ويضمن التعاون المبكر مع "لويدز ريجستر" علاج قضيتَي السلامة والاندماج، وكذلك التحديات التنظيمية ذات الصلة بالتقنية، منذ البداية؛ ما يبني مسارًا واضحًا يقود إلى إصدار التراخيص ذات الصلة، ويسرّع نشر التقنية على نطاق واسع تجاريًا.

سفينة تعمل بالطاقة النووية
سفينة تعمل بالطاقة النووية -الصورة منc-job.com

بطارية نووية

تسهم "ديبلويبل إنرجي" في المشروع ببطاريتها النووية "يونيتي" قيد التطوير سعة 1 ميغاواط، التي يُمكن وضعها في حاوية شحن قياسية بطول 20 قدمًا.

تقول الشركة، إن بطاريتها النووية قادرة على "التفوق على الديزل من حيث السعر والأداء، وهي نظام طاقة قابل للنقل، يعمل بنظام التوصيل والتشغيل الفوري"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت أن ما يعزز مزايا البطارية المذكورة كذلك هو إمكان استعمالها في بيئات مُختلفة، مثل: تشغيل مراكز البيانات والدفاع والعمليات البحرية، من بين تطبيقات أخرى عديدة.

معايير السلامة

تخطط شركتا "لويدز ريجستر" و"ديبلويبل إنرجي" لمواصلة تطوير معايير السلامة وتقييمات المخاطر وشروط التأهيل من أجل التجهيز لعمليات نشر بحرية تجريبية في وقت لاحق من العقد الحالي.

وقال مدير برتامج غلوبال باور تو إكس (Power-to-X) في "لويدز ريجستر" مارك تيبينغ: "تركّز تقنية (ديبلويبل إنرجي) على تعظيم الجدوى العملية لها عبر استعمال وقود اليورانيوم منخفض التخصيب والمواد التي أثبتت كفاءتها في الصناعة".

وأضاف: "هذه الخصائص تسهم مباشرة في إزالة العقبات الرئيسة التي تعرقل استعمال التقنية تجاريًا، كما أنها تتّسق مع توقعات السلامة والموثوقية للأطر التنظيمية والتصنيف".

وتابع: "فريقنا في لويدز ريجستر يعمل عن كثب مع نظيره في ديبلويبل إنرجي لضمان ترجمة تلك المبتكرات إلى حل قوي ومعتمَد يناسب صناعة الشحن البحري".

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة ديبلويبل إنرجي، بوبي غالاغر: "يسرّنا أن نعمل مع لويدز ريجستر في تطوير مستقبل إمكانات السفن العاملة بالطاقة النووية؛ إذ إن خبراتها العريضة ورغبتها في مواصلة الإبداع تقدّم أساسًا متينًا لجهود التطوير التي نبذلها لاعتماد تقنية الدفع النووي حيادي الكربون في قطاع الشحن البحري".

يُشار إلى أن قطاع الشحن البحري مسؤول عن نقل قرابة 90% من التجارة العالمية، ويشكّل نحو 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.استعمال المفاعلات النووية الصغيرة في تشغيل السفن، من "أوفشور إنرجي"
2.معلومات عن بطارية "يونيتي" النووية، من الموقع الرسمي لشركة "لويدز ريجستر"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق