التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج النفط في الصين يقترب من مستويات قياسية.. وهذه أبرز الأسباب الداعمة

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج النفط في الصين 4.3 مليون برميل يوميًا في عام 2015
  • حوافز ضريبية ومالية شجعت شركات النفط الوطنية على التوسع منذ 2019
  • احتياطيات الصين من النفط ترتفع 2.16 مليار برميل منذ عام 2020
  • الصين أكبر مستوردة للنفط عالميًا، وتعتمد على الواردات بنسبة 75%
  • واردات الصين من النفط الخام تجاوزت 11 مليون برميل يوميًا في 2024
  • الحرب والعقوبات مخاوف إستراتيجية وراء توسُّع خطط الإنتاج المحلي

شهد إنتاج النفط في الصين معدلات نمو متسارعة خلال السنوات الـ5 الماضية، مدفوعًا بالحوافز الحكومية المعلنة لتشجيع قطاع المنبع منذ عام 2019.

وارتفع إنتاج الصين من النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية بنسبة 1.6% إلى 4.264 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024، مقارنة بنحو 4.198 مليونًا عام 2023.

وبحسب بيانات تاريخية لدى وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، فإن هذا المستوى يقترب من الرقم القياسي الذي سجّله إنتاج النفط في الصين خلال عام 2015، البالغ 4.309 مليون برميل يوميًا.

وكانت الحكومة الصينية قد طرحت حزمة من الحوافز المالية والضريبية عام 2019 لتشجيع الشركات على توسيع استثماراتها في قطاع المنبع، بهدف زيادة الإنتاج وخفض الواردات ذات التكاليف الباهظة.

وتحولت الصين إلى مستورد صافٍ للنفط منذ عام 1994، مع تجاوز الاستهلاك للإنتاج المحلي، ومنذ ذلك التاريخ ظل الاستهلاك مرتفعًا بوتيرة أعلى بكثير من الإنتاج، ما جعل البلاد أكبر مستورد للنفط الخام عالميًا.

حوافز إنتاج النفط في الصين

ظل إنتاج النفط في الصين مرتفعًا خلال المدة من 2010 إلى 2015، فوق 4.2 مليون برميل يوميًا، قبل أن يتراجع إلى مستوى 3.8 مليونًا منذ 2016.

وأسهمت الحوافز الحكومية في انتعاش إنتاج البلاد مجددًا بداية من عام 2019، ليصل إلى 4.11 مليون برميل يوميًا عام 2022، ثم إلى 4.26 مليونًا عام 2024.

وبحسب بيانات معهد الطاقة البريطاني، ارتفع إنتاج النفط في الصين (شاملًا المكثفات والسوائل الغازية) بنسبة 11%، أو ما يعادل 416 ألف برميل يوميًا خلال السنوات الـ5 الماضية، أي منذ عام 2019.

ويرصد الرسم البياني التالي -الذّي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج الصين من النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في الصين منذ 2015 حتى 2024:

إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في الصين (2015-2024)

وظلّت شركة بتروتشينا أكبر منتج للنفط في البلاد منذ عام 2015، إذ نجحت زيادة الإنفاق الرأسمالي على أنشطة المنبع مع التركيز على النفط الصخري منذ عام 2017.

ورغم ذلك، فقد زاد إنتاج بتروتشينا بنسبة 6% خلال السنوات الـ10 الأخيرة، بينما حققت شركة سينوك (CNOOC) أكبر زيادة إنتاجية بنسبة 45% خلال المدة نفسها.

أمّا شركة سينوبك -ثالث أكبر المنتجين-، فقد شهد إنتاجها انخفاضًا حادًا عام 2016، قبل استقراره خلال السنوات اللاحقة حتى عام 2024، بحسب بيانات دراسة صادرة عن معهد أكسفورد لدراسات الطاقة -مؤخرًا-.

مخاوف إستراتيجية لدى الصين

تعتقد شركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز المتخصصة أن هناك اعتبارات إستراتيجية وراء خطط دعم إنتاج النفط في الصين، تتمثل في خفض الواردات تحسبًا لاحتمالات الحرب أو فرض العقوبات عليها.

ولا تقتصر هذه الإستراتيجية على زيادة إنتاج النفط والغاز فحسب، بل تمتد إلى التوسع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب بناء مزيد من محطات التوليد العاملة بالفحم.

كما تتضمن زيادة مخزونات النفط في البلاد لاستعمالها عند الحاجة لتوفير الإمدادات المحلية في حالة ارتفاع الأسعار، لأسباب مرتبطة بالحرب أو العقوبات.

ورغم أن إنتاج النفط في الصين ما يزال أقل من مستواه القياسي المسجل عام 2015، فإنه قد يتجاوز هذا الرقم قريبًا، حتى لو ارتفعت التكاليف، إذ تبدو المخاوف الإستراتيجية لدى بكين أكثر أهمية، بحسب تحليل الشركة.

احتياطيات النفط في الصين

أدى تعزيز شركات النفط الوطنية الصينية إنفاقها الرأسمالي في قطاع المنبع إلى زيادة عدد الاكتشافات الجديدة البرية والبحرية وارتفاع احتياطيات الشركات منذ عام 2019.

وتمتلك شركة بتروتشينا أكبر الاحتياطيات على مستوى البلاد، وقد أدت الاكتشافات الجديدة المعلنة خلال عامي 2019 و2021، إلى ارتفاع احتياطياتها بنسبة 21%، أو بمقدار 1.18 مليار برميل منذ عام 2020.

بينما ارتفعت احتياطيات شركة سينوك -الثانية في الاحتياطيات الصينية- بأكثر من الضعف منذ عام 2015، أو ما يعادل 1.66 مليار برميل.

على الجانب الآخر، تراجعت احتياطيات شركة سينوبك- في المركز الثالث- بنسبة 40% خلال المدة من 2020 إلى 2024، وذلك بعد انخفاض أكثر حدّة بين عامي 2015 و2026.

وبحسب أحدث إحصاءات صادرة عن منظمة أوبك، ارتفعت احتياطيات الصين المؤكدة من النفط الخام بنسبة 8.3%، أو بمقدار 2.16 مليار برميل خلال المدة من 2020 إلى 2024، لتصل إلى 28.18 مليار برميل بنهاية العام الماضي.

تحديات شركات النفط الوطنية في الصين

كان دعم إنتاج النفط والغاز المحلي أولوية عند الحكومة الصينية منذ عام 2014، لكن الحوافز الأكبر جاءت في عام 2019، عندما اجتمعت الحكومة مع شركات النفط الوطنية لوضع خطة عمل مدّتها 7 سنوات للتوسع في الإنتاج المحلي.

وأدخلت الحكومة في سبتمبر/أيلول 2020 تعديلات على قانون ضريبة الموارد (Resource Tax Law) لتشجيع الشركات على التوسع في الاستثمار بالقطاع.

وشملت التعديلات خفض الضريبة بنسبة 20% على حقول النفط والغاز منخفضة الوفرة، بينما خفضت بنسبة 30% على الحقول الواقعة في المياه العميقة على عمق 300 متر.

كما خفضت الضريبة على النفط الثقيل والنفط ذات نقطة الصب العالية (أي الذي يحتوى على نسبة عالية من البارافين أو الشمع ويصعب تدفُّقه بحُرية) بنسبة 40%، بينما حصلت الحقول القديمة على خفض بنسبة 30%، بحسب دراسة معهد أكسفورد.

علاوة على ذلك، فقد أُعفيت بعض المعدّات المستوردة المستعملة في حقول النفط من الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة، بشرط استعمالها حال عدم توفُّر المعدّات المحلية أو عدم استيفائها معايير الأداء المطلوبة.

وقررت الحكومة -مؤخرًا- مدَّ الإعفاءات الضريبية على واردات المعدّات حتى عام 2029، لتشجيع الشركات على مواصلة خطط التوسع والإنفاق الرأسمالي على القطاع، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم ذلك، ستواجه شركات النفط الوطنية الصينية مشكلة ارتفاع التكاليف المتوقعة، خاصة في ظل البحث عن موارد غير تقليدية تقع على أعماق كبيرة في البر والمياه العميقة.

كما ستواجه الشركات مشكلة الإنفاق المرتفع للحفاظ على استدامة إنتاج حقول النفط الناضجة، فضلًا عن تدهور الأوضاع المالية للحكومات المحلية، واحتمالات إعادة النظر في معدلات خفض ضريبة الموارد.

ومن المرجّح أن تؤدي هذه التحديات إلى تآكل هوامش الربح المتوقعة من الاستثمار في قطاع المنبع الصيني المكلف، خاصة في أوقات انخفاض أسعار النفط العالمية التي تنعكس سلبًا على اقتصاديات الصناعة في أغلب دول العالم.

استهلاك النفط في الصين ووارداته

انخفض استهلاك النفط في الصين بنسبة 1.2%، ليصل إلى 16.37 مليون برميل يوميًا في عام 2024، مقارنة بنحو 16.57 مليونًا عام 2023.

بينما ارتفع إجمالي الاستهلاك في البلاد بنسبة 13.6%، أو بمقدار 1.9 مليون برميل يوميًا منذ عام 2020، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من معهد الطاقة البريطاني.

وبالنظر إلى أن إنتاج النفط في الصين لم يتجاوز 4.26 مليون برميل يوميًا في عام 2024، يتبيّن أن الإنتاج المحلي لا يلبي سوى 25% من الطلب، ما يجعل البلاد تعتمد على الاستيراد بنسبة 75%.

ويرصد الرسم البياني التالي -الّذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور واردات الصين من النفط الخام منذ عام 2015 إلى 2024:

واردات الصين من النفط الخام (2015-2020)

وبحسب بيانات أوبك، انخفضت واردات الصين من النفط الخام بمقدار 230 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى 11.072 مليون برميل يوميًا في 2024، مقارنة بنحو 11.303 مليونًا عام 2023.

بينما انخفضت وارداتها من النفط الخام والمنتجات النفطية مجتمعة بمقدار 116 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى 13.268 مليون برميل يوميًا في 2024، مقارنة بنحو 13.384 مليونًا في 2023.

أمّا على مستوى السنوات الـ4 الأخيرة، فقد ارتفعت واردات البلاد من النفط الخام بمقدار 219 ألف برميل يوميًا، أي منذ عام 2020 الذي بلغت فيه الواردات قرابة 10.853 مليون برميل يوميًا.

بينما ارتفعت وارداتها من الخام والمنتجات النفطية معًا قرابة 1.1 مليون برميل يوميًا منذ عام 2020، بحسب بيانات تاريخية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. بيانات إنتاج النفط في الصين واستهلاكه، من معهد الطاقة البريطاني
  2. تحليل تطورات إنتاج النفط في الصين منذ 2019، من معهد أكسفورد
  3. تحليل الأبعاد الإستراتيجية لخطط الصين، من إنرجي أوتلوك
  4. بيانات واردات النفط الصينية، من تقرير أوبك السنوي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق