طفرة بإنتاج إيثانول الذرة في البرازيل.. والحكومة ترفع نسبة مزجه بالبنزين (تقرير)
نوار صبح

- الحكومة البرازيلية أرجأت في البداية رفع نسبة مزيج الإيثانول في البنزين هذا العام
- إيثانول الذرة يُمثل 23% من إنتاج الإيثانول الحالي في البرازيل
- البرازيل لا تُعنى بمسألة ما إذا كان الإيثانول مُستخرجًا من قصب السكر أم الذرة
- الذرة تُعدّ المحصول المفضل للولايات المتحدة الأميركية أكبر منتج للإيثانول في العالم
يشهد قطاع إيثانول الذرة في البرازيل طفرة في الإنتاج؛ ما يسهم في تلبية الطلب على هذا الوقود محليًا، في ظل تشجيع الحكومة على استعماله.
ووفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تلزم لوائح حكومية جديدة باستعمال المزيد من الإيثانول في البنزين، حتى مع ركود إنتاج الإيثانول المُستخلص من قصب السكر.
وتُعدّ البرازيل أكبر مُنتج للإيثانول المُستخلص من قصب السكر في العالم، إلا أن إنتاجها ظلّ ثابتًا منذ مطلع العقد، في حين تضاعف إنتاج إيثانول الذرة في البرازيل بأكثر من 3 مرات، وفقاً لبيانات من مجموعة "يونيكا" لصناعة السكر والإيثانول (UNICA).
في دورة 2024-2025، ارتفع إنتاج إيثانول الذرة في منطقة وسط وجنوب البرازيل بنسبة تقارب 31% عن العام السابق، ليصل إلى 8.19 مليار لتر، وفقًا لتقرير صادر عن يونيكا.
رفع نسبة مزيج الإيثانول الإلزامي في البنزين
يوم الأربعاء 25 يونيو/حزيران 2025، وافقت الحكومة البرازيلية على إجراء يرفع نسبة مزيج الإيثانول الإلزامي في البنزين إلى 30%، من 27% سابقًا، ما يتطلّب أكثر من مليار لتر إضافي من الإيثانول سنويًا.
وقال رئيس مجموعة صناعة إيثانول الذرة "يونيم" (UNEM)، غيليرمي نولاسكو: "بفضل إيثانول الذرة، نرفع نسبة المزيج إلى 30%، أليس كذلك؟ لولا هذه الزيادة في الإنتاج لما تمكنا من تطبيق هذه السياسة".

من ناحيتها، أرجأت الحكومة البرازيلية في البداية رفع نسبة مزيج الإيثانول في البنزين هذا العام، وهو ما عزاه البعض إلى مخاوف من ارتفاع الأسعار.
وبحلول الوقت الذي أكد فيه المسؤولون هذه الخطوة هذا الأسبوع، كانوا يروجون لها بصفتها وسيلة لخفض أسعار الوقود في محطات الوقود.
وقالت مديرة تطوير الأعمال لدى شركة أرغوس الاستشارية (Argus)، أمانس بوتين، إن قرار تطبيق قرار الوقود الحيوي الجديد بدءًا من أغسطس/آب المقبل يُعدّ تصويتًا بالثقة في قدرة قطاع إيثانول الذرة على مواصلة زيادة الإنتاج.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن يُحافظ مزارعو قصب السكر في البرازيل، التي تُعدّ أكبر مُصدّر للسكر في العالم، على تفضيلهم إنتاج المواد الغذائية على الوقود، وفقًا لرئيس أبحاث الأسهم في أميركا اللاتينية للنفط والغاز والبتروكيماويات والأعمال الزراعية لدى مصرف "سيتي بنك" (Citibank)، غابرييل بارا.
وأضاف بارا: "سيستمر السكر في الاستحواذ على جزء كبير من هذا المزيج من معالجة قصب السكر. ومن المرجح أن يستمر الإيثانول في خسارة هذه المنافسة".
في مارس/آذار الماضي، توقع مصرف "سيتي بنك" أن يصل إنتاج إيثانول الذرة في البرازيل إلى 16 مليار لتر بحلول عام 2032، وهو ما أيده رئيس مجموعة صناعة إيثانول الذرة "يونيم"، نولاسكو.
وقال نولاسكو: "لدينا القدرة على مضاعفة الإنتاج الحالي بحلول عام 2032".
ووفقًا لمجموعة صناعة إيثانول الذرة "يونيم" (UNEM)، يُمثّل إيثانول الذرة 23% من إنتاج الإيثانول الحالي في البرازيل، ويتوقع أن ينمو ليُشكّل 40% من إنتاج الوقود خلال العقد المُقبل.
أولويات البرازيل في إنتاج الإيثانول
في فعالية صناعية نُظمت بمدينة ساو باولو هذا الشهر، صرّح الرئيس التنفيذي لمجموعة "يونيكا" لصناعة السكر والإيثانول، إيفاندرو غوسي، بأن البرازيل لا تُعنى بمسألة ما إذا كان الإيثانول مُستخرجًا من السكر أم الذرة أم من مصدر آخر ما دام أنه منخفض الانبعاثات الكربونية ولا يحرم البلاد من الغذاء اللازم.
وأضاف غوسي: "فيما يتعلق بالوقود الحيوي والإيثانول، البرازيل ليست أرضًا تُفضّل أيًا منهما"، مُضيفًا أنه يتوقع نمو إنتاج الإيثانول المُستخرج من الذرة وقصب السكر.

ويسعى بعض العاملين في قطاع الذرة البرازيلي إلى توسيع نطاق زراعة محاصيل أخرى لاستعمالها في إنتاج الإيثانول، حيث تُعدّ الذرة الرفيعة خيارًا مُجديًا للمزارعين الذين فاتتهم فرصة زراعة محصول الذرة الثاني في البلاد.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبحاث قصب السكر "سي تي سي" (CTC)، سيزار باروس: "إن زيادة إنتاج محاصيل قصب السكر ستكون حاسمة لجذب استثمارات جديدة وتعزيز قطاع الطاقة والسكر، مُعزيًا الركود الأخير إلى نقص الابتكار".
وأكد باروس أن الذرة استفادت من سنوات من البحث والتطوير التي أجرتها كبرى الشركات متعددة الجنسيات.
وتُعدّ الذرة المحصول المُفضّل لأكبر منتج للإيثانول في العالم، الولايات المتحدة، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأضاف باروس: "في المدة نفسها التي تضاعفت فيها إنتاجية الذرة في البرازيل على مدى 20 عامًا، ركد إنتاج قصب السكر تقريبًا، مع زيادة طفيفة في متوسط الإنتاجية".
وفي أبريل/نيسان الماضي، وبعد سنوات من البحث، أعلنت شركة "سي تي سي" إطلاق عدد من المنتجات الجديدة التي قالت إنها ستساعد في مضاعفة إنتاج قصب السكر في الحقول البرازيلية بحلول عام 2040.
موضوعات متعلقة..
- صادرات أميركا من وقود الإيثانول تسجل رقمًا قياسيًا في 2024
- خطر يهدد إنتاج وقود الطائرات المستدام من الإيثانول في أميركا
- مزج الإيثانول في البنزين بالولايات المتحدة يصل لمستوى قياسي (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: إغلاق مضيق هرمز مستحيل.. والإعلام العربي يروّج دون قصد لنفوط منافسة
- أكبر مشروع طاقة شمسية ورياح في العالم.. مساحته أوسع من إمارة ويلز
- النحت من الصفر.. دلالات تجربة "منصة الطاقة" في الإعلام العربي (مقال)
المصدر..