طاقة إنتاج النفط في أفريقيا قد تنخفض بحلول 2030.. ما علاقة نيجيريا وليبيا؟
الدول الأعضاء في أوبك+ تشهد تراجعًا في الطاقة الإنتاجية
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

- إنتاج النفط في نيجيريا بلغ 1.6 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024
- الطاقة الإنتاجية في نيجيريا ستنخفض إلى 1.4 مليون برميل يوميًا خلال 2030
- الحكومة النيجيرية تحسّن شروط التعاقدات، والشركات الأجنبية ما زالت حذرة
- الحكومة الليبية ترفع حصة الشركات الأجنبية في اتفاقيات تقاسم الإنتاج
- 40 شركة تقدمت إلى جولة تراخيص مناطق الاستكشاف الليبية الأخيرة
- الطاقة الإنتاجية في ليبيا قد ترتفع في 2025 قبل أن تنخفض بحلول 2030
تواجه خطط زيادة طاقة إنتاج النفط في أفريقيا تحديات كبيرة، بقيادة عدد من البلدان المؤثرة، أبرزها نيجيريا وليبيا، وكلتاهما عضوة في تحالف أوبك+.
يتوقع تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن- انخفاض الطاقة الإنتاجية للخام في الدول الأفريقية الأعضاء بتحالف أوبك+ بمقدار 260 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى 4.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030.
وتأتي توقعات انخفاض طاقة إنتاج النفط في أفريقيا على عكس الشرق الأوسط الذي يقود زيادة القدرة الإنتاجية في تحالف أوبك+ بحلول عام 2030، بقيادة السعودية والإمارات والعراق.
ويضم تحالف أوبك+ 6 دول أفريقية منتجة للنفط، هي: نيجيريا، وليبيا، والجزائر، والكونغو، والغابون، وغينيا الاستوائية، وكانت أنغولا عضوًا في التحالف، لكنها انسحبت أواخر عام 2023.
تحديات طاقة إنتاج النفط في أفريقيا
تعزى التوقعات السلبية لطاقة إنتاج النفط في أفريقيا إلى الاضطرابات الأمنية وتحديات جذب الاستثمارات اللازمة لتعويض انخفاض إنتاج الحقول وزيادة الإنتاج، خاصة في نيجيريا وليبيا، أكبر المنتجين الأفارقة في تحالف أوبك+.
ورغم ذلك، اتخذت نيجيريا وليبيا والجزائر خطوات مشجعة في شروط العقود -مؤخرًا- تستهدف جذب رأس المال الأجنبي للتوسع في أعمال الاستكشاف والإنتاج.
ففي نيجيريا، طبّقت الحكومة سلسلة واسعة من الإصلاحات بين عامي 2024 و2025، شملت إقرار حوافز ضريبية جديدة للاستكشاف والإنتاج في المياه العميقة، وهي أول تغييرات في الإطار المالي للقطاع منذ عام 1991.
كما راجعت الجزائر شروط العقود في مزاد العام الماضي، لتنخفض حصة الحكومة بنسبة الثلث مقارنة بالشروط المالية في التعاقدات السابقة.
وطرحت ليبيا اتفاقية جديدة لتقاسُم الإنتاج في أول جولة استكشاف لها منذ 18 عامًا، بموجبها يمكن لعائدات الشركات الأجنبية أن ترتفع من 2.5% إلى ما يصل لـ35.8%، بحسب تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية.
توقعات طاقة إنتاج النفط في نيجيريا
ارتفع إنتاج النفط في نيجيريا بصورة ملحوظة عام 2024، ليصل إلى 1.6 مليون برميل يوميًا، موزعة بين النفط الخام (1.4 مليون برميل يوميًا)، والمكثفات (210 آلاف برميل يوميًا)، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى الإجراءات الحكومية لمكافحة ظاهرة سرقة النفط وأعمال التخريب المنشرة في البلاد، خاصة في إقليم دلتا النيجر الغني بالنفط.
وأسهم تشغيل حقل يوتابات (Utapate field) في زيادة طاقة إنتاج نيجيريا من النفط بنحو 40 ألف برميل يوميًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
واستنادًا إلى خطط الإنتاج في المشروعات القائمة، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل متوسط الطاقة الإنتاجية للنفط الخام في نيجيريا إلى 1.6 مليون برميل يوميًا خلال السنوات القليلة المقبلة، قبل أن ينخفض إلى 1.4 مليونًا أو أقل قليلًا بحلول عام 2030.
ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في نيجيريا منذ عام 1965:
وأقرّ الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو في مايو/أيار 2023 إصلاحات سياسية وتنظيمية ومالية تستهدف تعزيز الاستثمار الأجنبي في قطاع النفط والغاز، بخاصة المناطق البحرية الغنية بالموارد.
واتخذ الرئيس في أبريل/نيسان الماضي قرارًا بحلّ مجلس إدارة شركة النفط الوطنية النيجيرية، وتعيين مجلس إداري جديد وفريق تنفيذي، مع تكليفه بتعزيز الكفاءة التشغيلية والجدوى التجارية لعمليات الشركة.
واستنادًا إلى هذه الإصلاحات، رفعت الحكومة أهداف إنتاج النفط في البلاد إلى مليوني برميل يوميًا بحلول عام 2027، و3 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030.
ورغم مبادرة الحكومة النيجيرية إلى تعزيز الحوافز وتحسين الشروط التعاقدية الجديدة، فما زالت الشركات العالمية تتوخى الحذر في انتظار معرفة كيفية تنفيذها وتحقيق نتائجها.
وكانت بعض الشركات الأجنبية قد مرّت بتجارب سلبية في قطاع النفط النيجيري خلال السنوات الماضية، ما اضطر عدد منها للخروج من مشروعات برّية سابقة مثل إكسون موبيل وتوتال إنرجي، بحسب تطورات قطاع المنبع النيجيري الذي تتابعه وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.
توقعات إنتاج النفط في ليبيا
تتأثر طاقة إنتاج النفط في أفريقيا بتطورات المشهد في ليبيا التي تعاني من اضطرابات أمنية وسياسية مزمنة منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.
وانخفض إجمالي إنتاج النفط في ليبيا بمقدار 90 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي، ليصل إلى 1.1 مليون برميل يوميًا في عام 2024.
ويرجع السبب في ذلك إلى إغلاق الحقول لمدة 6 أسابيع بين شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول من العام، على خلفية الخلافات السياسية بين حكومتَي الشرق والغرب حول قرار عزل محافظ البنك المركزي الليبي آنذاك.
وساعدت عمليات صيانة الآبار خلال مدة الإغلاق على رفع إنتاج النفط الخام إلى 1.2 مليون برميل يوميًا في نهاية العام الماضي.
ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في ليبيا منذ عام 1965:
وتشكّل عائدات النفط والغاز أكثر من 90% من إجمالي إيرادات البلاد، ما يجعل الحقول والمواني النفطية أكثر الأهداف تعرضًا للإغلاق من قبل الفصائل السياسية المتناحرة.
وأقرّت ليبيا في مارس/آذار الماضي تحسينات كبيرة في شروط اتفاقيات تقاسم الإنتاج مع الشركات الأجنبية لأول مرة منذ عام 2007.
وجاءت الإصلاحات في إطار التمهيد لجولة التراخيص الأخيرة التي شملت 22 منطقة استكشاف، وتقدَّم إليها حتى الآن أكثر من 40 شركة، بحسب تطورات الجولة التي تابعتها وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المقرر منح العقود الخاصة بهذه الجولة خلال المدة من 22 إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، ومع ذلك فإن أيّ انتعاش في أعمال الاستكشاف والتطوير لن تظهر آثاره قبل عام 2030، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
استنادًا إلى ذلك، تتوقع الوكالة ارتفاع طاقة إنتاج النفط في ليبيا إلى 1.25 مليون برميل يوميًا خلال عام 2025، قبل أن تنخفض إلى أقل من 1.2 مليونًا بحلول عام 2030.
وأضاف حقل مبروك الذي أعيد تشغيله -مؤخرًا- قرابة 25 ألف برميل يوميًا إلى الطاقة الإنتاجية، كما يُتوقع أن تحقق شركة أكاكوس -وهي شركة مشتركة بين مؤسسة النفط الليبية و 4 شركات أجنبية- نموًا في عملياتها على المدى القريب.
وتخطط الشركة لتنفيذ خطط طموحة لزيادة الطاقة الإنتاجية في حقل الشرارة من 300 ألف برميل يوميًا إلى 350 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية 2025.
موضوعات متعلقة..
- توقعات إنتاج النفط في أفريقيا 2024.. ماذا عن الجزائر ومصر؟ (تقرير)
- هل يعزز إنتاج النفط والغاز في أفريقيا إمدادات الطاقة إلى أوروبا؟
- جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا.. خريطة المناطق والاحتياطيات المكتشفة
اقرأ أيضًا..
- الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. كيف تؤثر في منشآت الطاقة الحيوية للبلدين؟ (مقال)
- ارتفاع أحجام اكتشافات النفط والغاز العالمية بفضل دولة عربية
- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي ينخفض 775 مليون متر مكعب
- 3 مؤسسات كبرى ترسم ملامح الطلب على النفط في 2025 و2026
المصدر:
توقعات طاقة إنتاج النفط في أفريقيا من وكالة الطاقة الدولية