التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسية

تسرب الميثان من آبار النفط والغاز.. دراسة تكشف حقيقة صادمة

أسماء السعداوي

كشفت دراسة جديدة النقاب عن خلل كبير في منظومة حساب ومراقبة انبعاثات تسرّب الميثان من آبار النفط والغاز الطبيعي غير المنتجة في كندا.

ويحمل غاز الميثان آثارًا خطيرة في البيئة؛ كونه ثاني أهم غازات الدفيئة بعد غاز ثاني أكسيد الكربون. كما أنه مسؤول عن 30% تقريبًا من ظاهرة الاحتباس الحراري منذ فترة ما قبل الثورة الصناعية.

وأطلق باحثو جامعة مكغيل الكندية جرس الإنذار بإعلان أن انبعاثات الميثان من الآبار غير المنتجة أكبر سبع مرات من التقديرات الحكومية، بحسب الدراسة التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ولذلك ثمة حاجة ماسة إلى إعادة التفكير حول طريقة الرصد والإبلاغ وإدارة انبعاثات آبار النفط والغاز القديمة لوضع السياسات الملائمة وتحقيق الأهداف المناخية في ضوء حقيقة أن الميثان وغيره من الغازات تتسبب في زيادة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وتلويث الماء والتربة والهواء.

تسرب الميثان في كندا

استهدفت الدراسة الأحدث حول تسرب الميثان حجم الانبعاثات في 494 من آبار النفط والغاز غير المنتجة في 5 مقاطعات كندية.

ويقول معدو التقرير إن تحديد حجم تلك الانبعاثات وفهم خصائصها عامل مهم في تقييم حجم المخاطر البيئية الناتجة، والمساعدة في وضع خطط للتخفيف من حدتها.

منصة إنتاج في كندا
منصة إنتاج في كندا - الصورة من موقع شركة شيفرون

وتوصل الباحثون إلى أن إجمالي حجم الانبعاثات السنوية لغاز الميثان من تلك الحقول الكندية بلغ 230 ألف طن في عام 2023.

ويمثّل الرقم سبعة أضعاف التقديرات الواردة في تقرير قوائم الحصر الوطنية لانبعاثات غازات الدفيئة عند 34 ألف طن سنويًا. كما تمثّل 13% من إجمالي تسرب الانبعاثات من قطاع النفط والغاز في كندا.

وبالمقارنة بوجود أكثر من 425 ألف بئر نفط وغاز غير منتجة في كندا، يُصبح عدد الآبار المرصودة 0.1% فقط، بحسب نص الدراسة التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب كبيرة مُعدي الدراسة، أستاذة الهندسة المدنية المساعدة في جامعة مكغيل، ماري كانغ، فقد رصدت الدراسة أعلى معدلات لتسرب الميثان على الإطلاق من حقول النفط والغاز غير المنتجة في كندا، التي تُعد أحد أكثر المصادر التي يحيط بها الغموض.

وكانت كندا رابع أكبر منتجي النفط في العالم بعد الولايات المتحدة والسعودية وروسيا في عام خلال أعوام 2020 و2021 و2022.

ويشير تقرير منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" إلى أن احتياطيات النفط في كندا بلغت 4.71 مليار برميل في عام 2023، لكنه لا يأخذ في الحسبان احتياطيات الرمال النفطية التي بلغت 158.8 مليار برميل في العام نفسه.

وبذلك، يكون إجمالي احتياطيات كندا من موارد النفط التقليدي وغير التقليدي 163.1 مليار برميل؛ وهو ما يجعلها ضمن الدول صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في العالم، بحسب بيانات منصة "أويل آند غاز جورنال" (Oil & Gas Journal).

تسرب الميثان من آبار النفط والغاز

حذّرت دراسة جامعة مكغيل من عواقب الرصد غير الدقيق لتسرب الميثان من آبار النفط والغاز داخل تقرير الحصر الوطني؛ كونه يقوّض هدف تحقيق الأهداف الوطنية ووضع السياسات المناخية الملائمة لخفض الانبعاثات، وصولًا إلى هدف الحياد الكربوني في عام 2050.

وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تستهدف أوتاوا خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 40% و50%، مقارنة بمستويات عام 2005 وذلك بحلول عام 2030.

وبناء على ذلك، أوصت الدراسة الأجهزة المعنية في كندا بإجراء المزيد من قياسات انبعاثات الميثان؛ لتقليل حالة الغموض المحيطة بتقديرات الآبار غير المنتجة، لكن ذلك يعتمد على نوع طريقة القياس والنهج المتبع فيها.

وإذ أشارت إلى فشل قياسات التنفيس على السطح التي تُلزم بها أجهزة مقاطعتي ألبرتا وبريتيش كولومبيا مشغلي حقول النفط والغاز في تقديم بيانات دقيقة؛ أوصت باستعمال تحليلات خصائص الآبار لإجراء قياسات انبعاثات الميثان، وهو ما سيقلل الشكوك والتكاليف على حد سواء.

وبحسب النتائج، فإن عددًا ضئيلًا من تلك الآبار خاصة غير المسدودة مسؤولة عن الغالبية العظمى من انبعاثات الميثان، ومن شأن استهداف تلك الآبار بالرصد على نحو خاص أن يشكّل طريقة فاعلة لخفض الانبعاثات.

وهنا، تقول كبيرة معدي الدراسة، ماري كانغ، إنه بدلًا من قياس الكثير من الآبار بصورة عشوائية، يمكن دراسة خصائص الآبار لتحديد الأعلى تسريبًا ثم التركيز على الجهود المبذولة للرصد والتخفيف من حدة الانبعاثات.

كما أشارت الدراسة إلى إمكان إعادة استعمال تلك الآبار لأغراض أخرى مثل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، ثم يمكن الاستفادة من ذلك في تمويل عمليات الرصد وخفض الانبعاثات على المدى الطويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. نص دراسة تسرب الميثان من آبار النفط والغاز الكندية غير المستعملة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق