
في ضوء إجماع العلماء على أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري هي المحرك الرئيس لتغير المناخ، باتت هناك حاجة ملحّة لمعرفة ما هي غازات الدفيئة وما أكثر الأنواع شيوعًا؟
في البداية، هناك نوعان من ظاهرة الاحتباس الحراري، النوع الأول طبيعي وضروري لتوفير مناخ مستقر يدعم النظم البيئية والأنشطة البشرية، ويعود هذا التأثير إلى وجود كميات ضئيلة من بخار الماء (H2O)، وثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4)، وأكسيد النيتروز (N2O) في الغلاف الجوي.
وتسمح هذه الغازات بحبس جزء من الحرارة، وهي ضرورية للحفاظ على درجة حرارة الأرض عند متوسط 14 درجة مئوية، ودونها تنخفض درجة الحرارة إلى -18 درجة مئوية؛ ما يجعل الكوكب غير صالح للحياة.
أمّا تأثير الاحتباس الحراري المعزز فهو ناجم عن زيادة تركيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي نتيجة الأنشطة البشرية، لا سيما منذ الثورة الصناعية؛ ما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة.
إذن: ما هي غازات الدفيئة (GHG)؟
بحسب تعريفها من جانب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فهي غازات تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، وتُسهم في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري؛ ما يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الأرض، بالإضافة إلى كونها غازات من صنع الإنسان وتؤثّر في حياته وبيئته.
ما هي غازات الدفيئة وما أنواعها؟
تشمل غازات الدفيئة، ثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4)، وأكاسيد النيتروز (N2O)، والهيدروفلوروكربونات (HFCs)، والكلوروفلوروكربونات (CFCs)، والهكسافلورايد الكبريت (SF6)، وغاز النيتريك الأكسيد (NOx)، وغيرها.
ويعدّ ثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4)، وأكسيد النيتروز (N2O) الأكثر شيوعًا؛ إذ تحتوي على أعلى التركيزات، وتؤدي دورًا رئيسًا في التأثير الإشعاعي للنظام المناخي.
وثمة أنواع أخرى أقل شيوعًا، لكنها نمت خلال الأعوام الـ100 الماضية، وتشمل: الغازات المفلورة مركبات الهيدروفلوروكربون (HFCs)، والمركبات المشبعة بالفلور (PFCs)، وسداسي فلوريد الكبريت (SF6)، وثلاثي فلوريد النيتروجين (NF3).
وتأثير هذه الغازات هائل؛ لذا فإن فهم ما هي غازات الدفيئة وتأثيراتها المختلفة خطوة أساسية نحو معالجة مشكلة تغير المناخ.
ويوضح الجدول التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- إسهام غازات الدفيئة في الاحتباس الحراري مقارنة بثاني أكسيد الكربون:
تأثير غازات الدفيئة
تتفاوت قدرة غازات الدفيئة على الاحتفاظ بالحرارة في الغلاف الجوي، كما تختلف مدة بقائها فيه، حيث يمكن لبعض الغازات البقاء لعدّة سنوات في الغلاف الجوي، بينما تظل الأخرى لآلاف السنين.
يُعدّ ثاني أكسيد الكربون من أكثر الغازات شيوعًا، وينجم عن حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي والنفايات الصلبة، بالإضافة إلى بعض العمليات الكيميائية.
أمّا الميثان، فينبعث من إنتاج الوقود الأحفوري، إلى جانب الأنشطة الزراعية وتربية الماشية، وهو أحد أقوى الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فهو أقوى بـ80 مرة من ثاني أكسيد الكربون خلال مدة حياته البالغة 20 عامًا في الغلاف الجوي.
وبعد معرفة ما هي غازات الدفيئة؟.. إليكم بعض مفاهيم الطاقة:
- ما هي النافثا؟ وما أكبر الدول المصدرة لها؟
- ما هو الهيدروجين الطبيعي وحجم احتياطياته عالميًا؟
- ما هي البصمة الكربونية لكرة القدم؟
- ما هو الوقود الأخضر؟
- ما الفرق بين النفط الصخري والتقليدي؟
- ما الفرق بين الغاز الطبيعي والغاز المسال؟ (تقرير)