طفرة النفط في غايانا مستمرة منذ 10 سنوات.. هل تصمد أمام التحديات؟
هبة مصطفى

برز قطاع النفط في غايانا بوصفه نموذجًا على النقلة النوعية التي يحدثها "الذهب الأسود" في اقتصادات البلاد، خاصة مع تسجيل طفرة حقيقية على صعيد الاكتشافات والإنتاج.
وطبقًا لقاعدة بيانات إنتاج النفط العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تنتج غايانا ما يُقدَّر بنحو 650 ألف برميل يوميًا، خلال العام الجاري 2025.
وتطمح الدولة الكاريبية الواقعة في أميركا الجنوبية إلى كسر الإنتاج اليومي حاجز المليون برميل في غضون 5 سنوات.
ورغم الإنتاج النفطي القوي، فإن هناك تحديات قد تلاحق هذه الطفرة، وتحول دون استمرارها وتوسُّعها، وانتقالها إلى مشروعات الغاز وفق المأمول.
طفرة إنتاج النفط في غايانا
بدأت طفرة إنتاج النفط في غايانا في عام 2015، مع اكتشاف شركة إكسون موبيل الأميركية موارد مربع ستابروك البحري، على مسافة 120 ميلًا قبالة سواحل البلاد.
وكان الاكتشاف "نقطة تحول" بالنسبة لاقتصاد البلاد، إذ تحولت غايانا تدريجيًا إلى مُصدِّر رئيس لإمدادات السوق العالمية من خارج دول منظمة أوبك.
وانعكست عائدات النفط على مظاهر الحياة في غايانا، إذ انتعشت قطاعات البناء والخدمات والأمن وغيرها من القطاعات الحيوية لاقتصادات الدول.

ويبدو أن اكتشاف إكسون -منذ 10 سنوات- عزز طموحات ارتفاع الإنتاج إلى 1.3 مليون برميل يوميًا، بحلول 2030.
ويتطلب ذلك بدء دخول إنتاج المشروعات الجديدة حيز التشغيل، خاصة أن إمكانات موارد مربع "ستابروك" لم تُختبَر بالكامل حتى الآن، وفق معلومات أوردها تقرير لمنصة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.
ولفت رئيس إكسون موبيل في غايانا، أليستير روتليدغ، إلى إن الشركة توصلت لإنتاج 650 ألف برميل يوميًا من المربع خلال 10 سنوات من الاكتشاف حتى التطوير وبدء الإنتاج.
مربع ستابروك
يمثّل مربع ستابروك النفطي "كنزًا" سواء بالنسبة لغايانا واقتصادها، أو لشركة إكسون موبيل الأميركية المشغّلة بنسبة 45%.
وأوضح رئيس الشركة في الدولة الكاريبية، أليستر روتليدغ، أنه في الأحوال العادية تستغرق الاكتشافات ما يقارب 20 عامًا للانطلاق نحو الإنتاج، لكن إكسون موبيل تستكشف حاليًا موارد أخرى في المربع.
وقال "روتليدغ"، إن العمل في غايانا جاذب لشركته، رغم أن ترخيص الاستكشاف أوشك على الانتهاء خلال العامين ونصف المقبلين، كاشفًا أن ما يُقدَّر بنحو "ثلث" موارد المربع لم تتوصل إليه الشركة بعد.
ومع تطوير المشروعات بوتيرة متسارعة، قد يُعدّ العام الجاري "نقطة تحول" جديدة لإكسون موبيل في غايانا، وفق رؤية الشركة.
ويتضمن ذلك أخذ الشركة على محمل الجد رغبة حكومة غايانا في تطوير مشروعات الغاز.
وأشار روتليدغ إلى أن هناك تحديات جديدة قد تعانيها الشركة مع التوسع في مشروعات الغاز، من بينها: تكلفة النقل والتخزين.
ومن بين المشروعات المطروحة للدراسة مشروع لتزويد محطة كهرباء بالغاز، وأُنجِز خط النقل الخاص بالمشروع.
وتنظر شركة إكسون موبيل الأميركية في إمكان الاستفادة من موارد الغاز المرتقب إنتاجها، لتوظيفها في: اقتحام السوق العالمية بتقنيات الغاز المسال، ودعم مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، وتشغيل مصانع الأسمدة.

تحديات قطاع النفط في غايانا
رغم الصورة المتفائلة، تتعدد تحديات قطاع النفط في غايانا لتشكّل تهديدًا محتملًا لخطط التطوير والتوسع؛ ما ينعكس بالضرورة على السوق الدولية.
ونستعرض بعض هذه التحديات فيما يلي:
1) انعكاس العائدات النفطية على السكان:
يبدو أن شعور السكان بفارق العائدات النفطية في غايانا لم يكن متساويًا، إذ استمرت معدلات الفقر، خاصة في الريف.
2) الاعتماد المفرط على النفط:
قد يؤدي اعتماد الدولة الساحلية المفرط على النفط إلى تعرُّضها لتقلّبات أسواق السلع الرئيسة.
وبالإضافة لذلك، تسود مخاوف من التركيز على قطاع النفط وحده، وإهمال القطاعات المهمة الأخرى، مثل: الزراعة والتعدين والسياحة والإنشاءات.
3) المهارات والوظائف:
يعاني سكان غايانا من غير ذوي الصلة بقطاع الهيدروكربونات نقصًا في التدريب على وظائف النفط والغاز؛ نظرًا لارتفاع تكلفة ذلك والإقبال الشديد عليه، وأدى ذلك إلى تقديم الحكومة دورات تدريبية مجانية سيظهر أثرها لاحقًا.
4) مطالب إعادة التفاوض:
يطالب بعضهم في غايانا بإعادة التفاوض مع التحالف الذي تقوده شركة إكسون موبيل الأميركية (ويضم أيضًا شركة هيس الأميركية، وسينوك الصينية)، لتعديل شروط عقد تقاسم الإنتاج لضمات عائدات محلية أعلى، لكن الحكومة تتردد في هذه الخطوة.
5) النزاعات والخلافات:
هناك خلاف بين غايانا وفنزويلا على منطقة "إسيكويبو" التي تمثّل ثلثي أراضي الأولى، خاصة مع اكتشاف موارد هيدروكربونية هائلة بالمنطقة.
ومن جانب آخر، تترقب حكومة غايانا انتهاء النزاع بين شركتي "إكسون موبيل" و"شيفرون"، حول استحواذ الأخيرة على حصة شركة "هيس" -البالغة 30%- في مربع ستابروك، مقابل 53 مليار دولار.
وترفض إكسون هذه الصفقة، ولجأت إلى هيئات التحكيم المعنية، إذ ترغب في الاحتفاظ بدورها مشغّلًا للمربع.
موضوعات متعلقة..
- أوروبا تهيمن على صادرات غايانا النفطية الحلوة في 2024
- إكسون موبيل تخطط لزيادة إنتاج النفط في غايانا إلى 683 ألف برميل يوميًا
- مشروعات الغاز المسال في غايانا وسورينام قد تعزز الإمدادات العالمية بعد 2030
اقرأ أيضًا..
- أغنى جزيرة نفط إيرانية.. تضم 5 حقول وتُخزّن 5 ملايين برميل
- أمين عام أوبك يكتب للطاقة عن اجتماعات قمة المناخ.. ويُطلق تحذيرات مهمة
- 4 خبراء يحللون أداء سهم أرامكو بعد نتائج الأعمال.. وتوقعات مستقبلية
المصادر: