تركيبات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا تقفز 35% خلال 2024
سياسات الإدارة الأميركية ستحدد مستقبل القطاع
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي
شهدت تركيبات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا عامًا استثنائيًا، مسجلة رقمًا قياسيًا بإضافة 1.7 غيغاواط من السعة الجديدة خلال 2024، ليصل الإجمالي التراكمي إلى 8.6 غيغاواط/تيار مباشر.
ويمثّل ذلك زيادة بنسبة 35% مقارنة بعام 2023، حينما أضافت البلاد نحو 1.25 غيغاواط، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وكانت نيويورك، وماين، وإلينوي في طليعة الولايات التي قادت هذا التوسع، إذ استحوذت وحدها على 83% من إجمالي تركيبات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا.
ومع ذلك، لا تخلو هذه الإنجازات من التحديات، إذ تظل حالة عدم اليقين بشأن السياسات الفيدرالية وسياسات الولايات عاملًا حاسمًا في تحديد مسار النمو المستقبلي.
وتعتمد الطاقة الشمسية المجتمعية أو التشاركية على نهج تعاوني، إذ يتشارك عدد من أطراف المجتمع من أصحاب المنازل أو المستأجرين أو من الشركات الصغيرة؛ بهدف تركيب الألواح الشمسية فوق ممتلكاتهم، أو التعاقد مع مستثمر أو شركة لشراء الكهرباء منها، وغالبًا ما يكون هؤلاء ممن لا يملكون القدرة على تنفيذ تلك التركيبات بمفردهم.
تحديات تواجه تركيبات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا
أشار التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي إلى أن عام 2024 كان الأقوى بتاريخ تركيبات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا حتى الآن.
ورغم الأرقام المبشّرة، بدأت الأسواق الكبرى في التشبّع، ما يهدد استدامة هذا التوسع مستقبلًا، في حين ما تزال الأسواق الناشئة تتحرك ببطء بسبب قيود البرامج وحجم المشروعات.
وتُظهر توقعات وود ماكنزي أن النمو السنوي للطاقة الشمسية المجتمعية قد يتراجع بمعدل 8% حتى عام 2029، مع إمكان تجاوز السعة التراكمية حاجز 15 غيغاواط/تيار مباشر.
ومع ذلك، قد تتغير هذه التوقعات تبعًا للسياسات وإصلاحات ربط الشبكة، التي تمثّل العامل الحاسم في تحديد المسار المستقبلي لهذا القطاع الحيوي.
وفي ظل إدارة أميركية تتّسم قراراتها بالضبابية تجاه قطاع الطاقة الشمسية، يبقى المستقبل معلّقًا بين سيناريوهين متناقضين؛ فإما أن تؤدي السياسات الداعمة إلى ارتفاع النمو بنسبة 37% عن توقعات الحالة الأساسية، أو أن تؤدي القيود المتزايدة إلى تراجع يصل إلى 40%.
توسُّع مرتقب لأسواق الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا
أظهر تقرير "وود ماكنزي" أن أسواق الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا تشهد تحولًا مهمًا، مدفوعة بتشريعات جديدة في ولايات رئيسة، مثل بنسلفانيا وأوهايو وميسوري وأيوا وجورجيا وواشنطن وويسكونسن.
وقد يفتح هذا الزخم التشريعي، المدعوم بتأييد سياسي واسع، المجال أمام توسُّع هذه الأسواق، ويعزز مكانة الطاقة الشمسية المجتمعية ضمن خطط الطاقة الإستراتيجية للولايات؛ ما قد يسهم في رفع توقعات الحالة الأساسية للنمو بنسبة 16% بحلول عام 2029، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم استمرار المعارضة لبعض المبادرات التشريعية، يواصل المطورون تكييف نماذج أعمالهم لاستكشاف مسارات جديدة تدعم تطوير مشروعات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا.
وتبرز هذه المشروعات حلًا عمليًا لدعم استقرار الشبكة وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، بفضل مرونتها في النشر والتوسع، إلى جانب إمكانات التخزين القريبة من نقاط الاستهلاك.
توسُّع محتمل لذوي الدخل المتوسط والمنخفض
كشف تقرير وود ماكنزي أن برامج الطاقة الشمسية المجتمعية المخصصة لمشتركي الدخل المتوسط والمنخفض تشهد نموًا ملحوظًا، وتشكّل هذه الفئة 14% من إجمالي القدرة المركبة للطاقة الشمسية المجتمعية.
وتتركز -حاليًا- في ولايتي نيويورك وماساتشوستس، اللتين تستحوذان على 49% من إجمالي 1 غيغاواط/تيار مباشر من السعة المركبة لهذه الفئة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويتوقع التقرير أن تسهم المتطلبات الأكثر صرامة لمشتركي هذه الفئة بالأسواق الناشئة في رفع نسبة مساهمتهم إلى 18% من إجمالي القدرة المركبة بحلول عام 2026، إلّا أن حالة عدم اليقين بشأن استمرار التمويل الفيدرالي قد تحدّ من هذا النمو على المدى الطويل.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى انخفاض حصة أكبر 5 شركات لتركيبات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا إلى 19% خلال العام الماضي، مقارنة بـ25% في عام 2023.
واستحوذ أكبر 10 من مالكي الأصول على 54% من القدرة المركبة الجديدة، و40% من إجمالي السعة التراكمية.
وكانت تركيبات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا قد تضاعفت 3 مرات منذ عام 2020، مستفيدة من الحوافز الفيدرالية الضخمة، وعلى رأسها قانون خفض التضخم الصادر في أغسطس/آب 2022.
موضوعات متعلقة..
- تركيبات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا قد تبلغ ذروتها خلال 2026
- قدرة الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا قد تتجاوز 14 غيغاواط بحلول 2028
- 5 أسباب تجعل الطاقة الشمسية في أميركا مكونًا رئيسًا في طوارئ ترمب
اقرأ أيضًا..
- حصة النفط في مزيج الكهرباء السعودي قد تهبط إلى 20% خلال 2027
- صناعة النفط والغاز الأميركية بين مطرقة رسوم الصلب وسندان النمو (تقرير)
- استهلاك الغاز في أوروبا ينخفض إلى أدنى مستوياته منذ 11 عامًا
المصادر:
