رئيسيةأخبار السياراتسياراتعاجل

إفلاس شركة شاحنات كهربائية وهيدروجينية عملاقة

سامر أبووردة

أعلنت شركة شاحنات كهربائية وهيدروجينية، الأربعاء 19 فبراير/شباط 2025، إفلاسها رسميًا بموجب الفصل الـ11 من القانون الأميركي، بعد فشلها في تجاوز العقبات المالية والتشغيلية التي واجهتها خلال السنوات الأخيرة.

ووفقًا لبيان طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقدّمت شركة نيكولا (Nikola) بطلب إفلاس إلى محكمة الإفلاس الأميركية في ديلاو.

وتمتلك نيكولا حاليًا ما يقرب من 47 مليون دولار نقدًا، وهو مبلغ لا يكفي لدعم عملياتها التشغيلية على المدى الطويل.

وفي هذ الإطار، لم يكن إفلاس شركة نيكولا مفاجئًا للعديد من المراقبين، إذ عانت من أزمات متلاحقة، بدءًا من اتهامات بالاحتيال طالت مؤسِّسها تريفور ميلتون، وصولًا إلى صعوبات تمويلية أدت إلى تقليص عملياتها بشكل كبير.

وبينما كانت "نيكولا" قد حاولت تنفيذ خطط لإعادة الهيكلة وجمع التمويل اللازم، إلّا أن تلك الجهود لم تكن كافية لمواجهة التحديات المتراكمة.

وفي إطار إجراءات الإفلاس، تسعى الشركة الآن إلى بيع معظم أصولها من خلال مزاد علني، بعد الحصول على موافقة المحكمة على خطة المزايدة، ويُتوقع أن تتاح الفرصة للمستثمرين المهتمين لشراء أصول الشركة خالية من الديون والالتزامات.

إفلاس شركة نيكولا

يأتي إفلاس شركة نيكولا في وقت عصيب بالنسبة لصناعة السيارات الكهربائية، التي شهدت تباطؤًا في الطلب، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة الحصول على التمويل اللازم.

وفي هذا السياق، أشار الرئيس التنفيذي للشركة ستيف غيرسكي إلى أن الإفلاس كان الخيار الأفضل المتاح في ظل هذه الظروف.

وقال في بيان رسمي: "مثل العديد من الشركات في هذا القطاع، واجهنا عوامل سوقية واقتصادية صعبة حالت دون قدرتنا على الاستمرار"، مضيفًا: "بذلنا جهودًا كبيرة لجمع التمويل وتقليص التزاماتنا، لكن للأسف لم تكن هذه الإجراءات كافية".

شركة "نيكولا كوربوريشن" (Nikola Corp)
شركة "نيكولا كوربوريشن" (Nikola Corp) - الصورة من "h2-view"

وتواجه نيكولا الآن مستقبلًا مجهولًا، إذ تعتزم الحفاظ على بعض العمليات التشغيلية المحدودة حتى نهاية مارس/آذار المقبل، بما في ذلك دعم المركبات الموجودة على الطريق وتوفير الوقود لها عبر نظام HYLA،

ولكن هذه الخدمات قد تتوقف تمامًا إذا لم تتمكن الشركة من تأمين تمويل إضافي أو العثور على شريك إستراتيجي، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعكس هذه الأزمة التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة في القطاع، والتي تجد نفسها مضطرة للتعامل مع بيئة اقتصادية غير مستقرة.

من فضيحة مؤسِّسها إلى إعلان الإفلاس

لم يكن الطريق إلى إفلاس شركة نيكولا خاليًا من العقبات القانونية والفضائح التي أثّرت سلبًا في سمعتها، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لمسيرة الشركة.

ففي عام 2022، أُدين مؤسس الشركة تريفور ميلتون بتهمة الاحتيال، بعد أن ثبَتَ تلاعبه في بيانات الشركة التقنية وتضليله المستثمرين بشأن قدراتها الحقيقية.

وكان أحد أبرز مظاهر هذا التضليل مقطع فيديو ترويجي يُظهر شاحنة تعمل بالطاقة الهيدروجينية وهي تسير على الطريق، بينما كانت في الواقع مجرد شاحنة تتدحرج دون طاقة حقيقية.

ونتيجة لذلك، حُكِم على ميلتون بالسجن لمدة 4 سنوات في عام 2023، مما أثّر بشكل كبير في سمعة نيكولا، وأدى إلى فقدان ثقة المستثمرين.

ومنذ ذلك الوقت، حاولت الشركة التعافي من تداعيات الفضيحة، لكنها واجهت تحديات متزايدة جعلت من الصعب استعادة مكانتها في السوق.

شاحنات نيكولا الكهربائية
شاحنات نيكولا الكهربائية - الصورة من موقع الشركة

أسهم نيكولا

مع إعلان الإفلاس، تلقّت أسهم نيكولا ضربة قوية، إذ سجّلت انخفاضًا بنسبة تجاوزت 47% في تعاملات ما قبل السوق، أمس الأربعاء 19 فبراير/شباط 2025.

ويعكس هذا التراجع حجم الأزمة التي تعاني منها الشركة، إضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن مستقبلها ومصير المستثمرين الذين وضعوا أموالهم في الشركة، على أمل تحقيق أرباح مستقبلية.

وبينما تترقب الأسواق تطورات إجراءات الإفلاس، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن نيكولا من العثور على مشترين لأصولها، أم أنها ستنتهي إلى تصفية كاملة لأعمالها؟

وستتحدد الإجابة على هذا السؤال خلال الأشهر المقبلة، إذ تسعى الشركة إلى تنفيذ عملية بيع منظمة لتجنُّب انهيار كامل.

سهم شركة نيكولا

مستقبل قطاع السيارات الكهربائية

يمثّل إفلاس شركة نيكولا محطة بارزة في تاريخ صناعة السيارات الكهربائية، إذ يسلّط الضوء على التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في هذا المجال، ويثير تساؤلات حول مدى قدرة الشركات الأخرى على الصمود أمام هذه الظروف الصعبة.

كما تعكس أزمة أبرز شركة شاحنات كهربائية وهيدروجينية أميركية واقعًا أوسع يشمل العديد من الشركات الناشئة في قطاع السيارات الكهربائية، إذ أدى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتراجع شهية المستثمرين، وتباطؤ الطلب العالمي إلى زيادة الضغوط على الشركات التي كانت تراهن على مستقبل مشرق لهذا القطاع.

وفي ظل هذه التحديات، قد نشهد موجة من الاندماجات والاستحواذات في سوق السيارات الكهربائية، إذ تسعى الشركات الكبرى إلى تعزيز وجودها عبر الاستحواذ على الشركات الأصغر التي تواجه صعوبات مالية.

كما يُتوقع أن يكون هناك تركيز أكبر على الابتكار وتقليل التكاليف التشغيلية لضمان الاستمرار في السوق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. إعلان إفلاس شركة نيكولا، من الموقع الرسمي للشركة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق