أزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا تظهر مجددًا بعد اختفاء 10 أشهر
محمد عبد السند
عادت أزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا مجددًا إلى البلاد للمرة الأولى منذ أشهر عديدة نتيجة خروج العديد من محطات الكهرباء العاملة بالفحم من الخدمة، وفق آخر تحديثات قطاع الطاقة الجنوب أفريقي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأكد مرفق الكهرباء الجنوب أفريقي إسكوم (Eskom) تطبيق المرحلة الثالثة من تخفيف أحمال الكهرباء في البلاد بدءًا من الساعة 5 مساء الجمعة 31 يناير/كانون الثاني الجاري.
ويأتي ذلك في أعقاب تحذيرات أطلقتها إسكوم، صباح اليوم الجمعة، مفادها أن جنوب أفريقيا واجهت مخاطر انقطاع الكهرباء المتعاقبة خلال عطلة نهاية الأسبوع بعدما استنفدت الشركة كل احتياطياتها من الكهرباء بسبب الأعطال المطولة التي طالت محطات الطاقة.
كما توقّع تقرير "آفاق 2025"، الصادر عن إسكوم، حصول سيناريوهات الخطر التي ستشهد هبوطًا في إمدادات الكهرباء، ولا سيما في هذا الوقت الذي يبدأ في نهاية يناير/كانون الثاني حتى فبراير/شباط.
ويُظهِر التقرير كذلك سيناريو "المخاطر المحتملة" الذي ستعاني إسكوم بسببه عجزًا يزيد على ألفي ميغاواط في معظم أشهر أشهر الشتاء.
المرة الأولى عقب 10 أشهر
تعرّضت الشركات والأسر مجددًا لأزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا بشكل متكرر، وذلك للمرة الأولى في 10 أشهر اليوم الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2025 نتيجة الأعطال التي أصابت محطات الطاقة العاملة بالفحم التابعة لمرفق الكهرباء الحكومي إسكوم.
وقال وزير الطاقة الجنوب أفريقي كغوسينشو راموكغوبا، إن شركة إسكوم قد استنفدت احتياطياتها وستنفذ المرحلة الثالثة من عمليات قطع الكهرباء بشكل متعاقب؛ ما يستلزم إسقاط سعة تلامس نحو 3000 ميغاواط من الشبكة الوطنية.
وقال مسؤول تنفيذي في إسكوم إن 6 وحدات قد خرجت من الخدمة في اثنتين من أفضل محطات الكهرباء العاملة بالفحم أداءً التابعة لشركة إسكوم وهما ليثابو (Lethabo) وماتيمبا (Matimba)؛ ما يعادل سعة تصل إلى نحو 3600 ميغاواط، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبدأ انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا في تمام الساعة 5 مساءً بالتوقيت المحلي (3:00 مساءً بتوقيت غرينتش) اليوم الجمعة 31 يناير/كانون الثاني، وسيستمر حتى منتصف ليل السبت على أقل تقدير.
وقال راموكغوبا: "تأثرنا بعاصفة عاتية"، في معرض إشارته إلى الأعطال الحاصلة عند خروج وحدتين من الخدمة لأغراض الصيانة.
ووصف راموكغوبا عودة جولات انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا، وهي صاحبة أكبر اقتصاد تصنيعي في عموم أفريقيا، بأنها "انتكاسة مؤقتة"، قائلًا إن البلاد لا تزال قادرة على إنهاء أزمة الكهرباء.
عائق للنمو الاقتصادي
يُعَد انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا عائقًا أمام النمو الاقتصادي في البلاد منذ أكثر من عقد، غير أن البلاد كانت قد تخلّصت من هذا الكابوس المرعب منذ شهر مارس/آذار (2024) بعد تحسن مفاجئ في أداء أسطول محطات توليد الكهرباء التابعة لشركة إسكوم.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول المنصرم، قالت إسكوم إنها توقعت نشر أول أرباحها السنوية المتحققة خلال 8 أعوام؛ مدعومةً بالتحسن في إمدادات الكهرباء وحزمة تخفيف أعباء الديون التي طرحتها الحكومة الجنوب أفريقية، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك فإنه في انتكاسة محتملة لجهودها الرامية إلى تحسين أداء محطات الكهرباء، فرضت هيئة تنظيم الطاقة في جنوب أفريقيا زيادة في التعرفة بنسبة 12.7% في المتوسط، أمس الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2025، خلال العام المالي الذي يبدأ في أبريل/نيسان، وهو ما يقرب من ثُلث ما طلبته.
ويعني قرار هيئة تنظيم الطاقة حرمان مرفق الكهرباء الجنوب أفريقي إسكوم من عشرات المليارات من الراند الجنوب أفريقي التي قالت الشركة إنها تحتاج إليها للتعامل مع عقود الفحم، وضريبة الكربون العالية، والديون المتزايدة المستحقة للبلديات.
موضوعات متعلقة..
- أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا تشهد خطوة جديدة باتجاه الحل
- أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا تتفاقم بسبب ديون إسكوم
- تخزين الطاقة في جنوب أفريقيا.. مشروع جديد يوفر 70% من الكهرباء بحلول 2025
اقرأ أيضا..
- أورستد تبيع حصصها في 4 مزارع رياح أميركية.. وسهم الشركة ينخفض
- شطب مشروعات طاقة رياح بحرية في أميركا يزيد خسائر سهم أورستد
- أورستد تلغي مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. الثاني خلال أشهر
المصدر:
