الكهرباء في العراق تواجه عجزًا بـ26 ألف ميغاواط.. و4 حلول للأزمة
الطاقة
يواجه قطاع الكهرباء في العراق عجزًا متوقعًا خلال فصل الصيف المقبل، قد يصل إلى 26 ألف ميغاواط، وسط توقعات بزيادة الطلب مع ارتفاع درجات الحرارة.
وتوقّع وزير الكهرباء العراقي زياد على فاضل، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن يصل الطلب على الكهرباء في فصل الصيف المقبل إلى نحو 55 ألف ميغاواط، مقابل معدلات إنتاج قد تصل إلى 29 ألف ميغاواط.
وشدّد فاضل على أن مسألة توفير الوقود لإنتاج الكهرباء في العراق تمثّل "التحدي الأكبر" الذي تواجهه الحكومة، مؤكدًا أن هناك تزايدًا غير طبيعي على استهلاك الكهرباء يستدعي اتخاذ خطوات جادّة للترشيد.
وقال خلال استضافته في حلقة نقاشية بعنوان "رؤية وإستراتيجية وزارة الكهرباء" ضمن أعمال مؤتمر "العراق للطاقة": إنه "بسبب نقص الغاز الإيراني، فقدت منظومة الكهرباء 8 آلاف ميغاواط".
حلول أزمة الكهرباء في العراق
طرح فاضل 4 حلول لأزمة الكهرباء في العراق، تعمل عليها وزارته من أجل تلبية الطلب المتزايد، ووضع حلول لنقص إمدادات الغاز المستورد من إيران.
وأشار إلى أن المشروعات الجديدة لتنفيذ محطات كهرباء التي طُرِحَت مؤخرًا تحتاج إلى سنتين حتّى 5 سنوات لإكمالها ودخولها حيز التشغيل.
الغاز التركمانستاني
قال فاضل: "لدينا حاليًا محطات متوقفة بشكل كامل بسبب الغاز، واستيراده ليس من اختصاص وزارة الكهرباء، وبسبب الضغط الكامل ذهبنا الى مصادر أخرى للوقود، وبعد توقُّف الاستيراد من إيران توجّهنا الى تركمانستان".
وقّع العراق مع تركمانستان صفقة تستورد بموجبها بغداد نحو 20 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي من عشق آباد، بما يؤمّن جزءًا من احتياجات محطات الكهرباء، خاصة في حال توقُّف إمدادات الغاز الإيرانية.
الربط مع إقليم كردستان
أكد فاضل أن هناك تنسيقًا عاليًا مع حكومة إقليم كردستان في موضوع استيراد الكهرباء والغاز من أجل دعم قطاع الطاقة في العراق.
ودخل مشروع الربط الكهربائي بين ديالى وإقليم كردستان العراق حيز التشغيل منتصف العام الماضي (2024)، بطاقة 90 ميغاواط بمرحلة أولى، ما وفّر لمحافظة ديالى مصادر تغذية متنوعة، وحقّق موثوقية عالية واستقرارًا للشبكات، ورفع معدل تجهيز الكهرباء في المحافظة.
كما يعتمد عدد من محطات الكهرباء في العراق على إمدادات غاز حقول إقليم كردستان، وفي مقدّمتها حقل خور مور الذي يسهم بإنتاج أكثر من 2000 ميغاواط من الكهرباء في جمجمال وبازيان وأربيل.
وتستورد وزارة الكهرباء العراقية الغاز عبر خطوط ناقلة، سواء مع إقليم كردستان أو إيران، بميزانية تصل إلى نحو 8 تريليونات دينار (6 مليارات دولار).
الربط مع دول الجوار
تطرَّق الوزير زياد علي فاضل إلى الربط الكهربائي مع دول الجوار بكونه أحد الحلول المهمة لأزمة الطاقة في بلاده، قائلًا: "نجحنا في إكمال خطوط الربط مع دول الجوار، ومن ثم سيكون مصدرًا جديدا للكهرباء".
ولدى العراق مشروعات ربط مع العديد من الدول المجاورة، هي:
- الربط مع إيران في حيز التشغيل حاليًا، بقدرة تصل إلى أكثر من 1000 ميغاواط.
- الربط مع الأردن دخلَ العمل بمرحلته الأولى بـ54 ميغاواط، وتُستَكمَل حاليًا المرحلة الثانية لزيادة القدرات إلى 150 ميغاواط.
- الربط مع تركيا دخلَت مرحلته الأولى حيز التشغيل بقدرة 300 ميغاواط، وسط خطط لزيادة إلى 600 ميغاواط.
- الربط الخليجي، وصلت نسبة تنفيذ المشروع فيه مراحل متقدمة، ويُتوقع دخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ في الربع الأول من العام الجاري، بواقع 500 ميغاواط تغذّي محافظة البصرة.
- الربط مع السعودية، إذ تضمَّن العقد الاستشاري الفني تحديد الآلية ونقاط الربط ومسارات الخطوط الناقلة، بقدرات تصل إلى 1000 ميغاواط في مرحلته الأولى.
الإمكانات المتاحة محليًا
يشكّل استغلال الإمكانات المتاحة محليًا أحد المحاور الرئيسة التي طرحها "فاضل" من أجل حلّ أزمة الكهرباء في العراق، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، خاصة خلال فصل الصيف
وقال الوزير: إن "التحدي الأكبر للوزارة هو توفير الوقود اللازم لإنتاج الطاقة الكهربائية، ولدينا رؤية لمعالجة الملف من خلال استثمارات الغاز المصاحب والاعتماد عليه".
ويخطط العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، لخفض كمية الغاز التي تحرقها بشكل غير منتج إلى نحو 20% خلال العام الجاري في محاولة لتلبية الطلب المتزايد، والحدّ من الواردات.
وصلت نسبة استغلال الغاز في العراق المصاحب للعمليات النفطية، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى نحو 67% خلال 2024.
وتستهدف بغداد التوقف نهائيًا عن حرق الغاز في العراق المصاحب للعمليات النفطية خلال 3 سنوات، بما يحقق لها الاكتفاء الذاتي لتشغيل محطات الكهرباء، والتوقف عن الاستيراد من الخارج.
وأضاف فاضل أن التحول الكبير التي شهدته الوزارة في مجال الطاقة المتجددة من مشروعات موجودة على أرض الواقع وقيد التنفيذ تعدّ من الحلول المتوفرة محليًا لوضع حلول دائمة لأزمة الكهرباء.
وكشف أنه خلال الأيام المقبلة ستُبرم الوزارة عقدًا مع شركة مصدر الإماراتية لإنتاج 1000 ميغاواط، لافتًا إلى أن الوزارة لديها رؤية لمعالجة الاعتماد على الوقود المستورد.
يشار إلى أن قطاع الكهرباء في العراق سجّل خلال الصيف الماضي مستويات إنتاج قياسية بلغت نحو 27.4 ميغاواط/ساعة، مرتفعة من نحو 19 ألف ميغاواط، بزيادة 40% خلال أقل من عامين.
موضوعات متعلقة..
- الكهرباء في العراق تترقّب مشروعات جديدة بقدرة 50 ألف ميغاواط
- انقطاع الكهرباء في العراق يطول الجميع.. والوزارة: لا استثناءات
اقرأ أيضًا..
- كم تبلغ نسبة مصر في حقل ظهر؟
- أمين عام "العربية للطاقة": تحول الطاقة يختلف وفقًا لمصالح كل دولة.. وهكذا سندعم 6 بلدان (حوار)
- صادرات الغاز المسال الأميركية.. لماذا يلتزم بها ترمب متجاهلًا الاعتبارات البيئية؟ (مقال)