تطورات تعطل سفينة إعادة التغويز المصرية.. وبديل ينقذ الموقف مؤقتًا
الطاقة
دفع تعطل سفينة إعادة التغويز المصرية إلى تغيير مسار عدد من شحنات الغاز المسال إلى وجهات أخرى في قارة أوروبا مع تأخر عمليات التفريغ لمدة طويلة تصل إلى بضعة أيام.
ووفقًا لمصادر مطّلعة تحدثت إليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تواجه السفينة التي استأجرتها مصر لإعادة التغويز (إعادة الغاز المسال إلى صورته الغازية) والموجودة في ميناء العين السخنة عطلًا فنيًا منذ 6 أيام، أدى إلى انخفاض طاقتها التشغيلية إلى النصف تقريبًا.
وأوضحت المصادر أن إصلاح عطل سفينة إعادة التغويز المصرية قد يستغرق بين أسبوعين وشهر حتى تعود السفينة إلى العمل بطاقتها الكاملة مرة أخرى.
من جهتها، أرسلت منصة الطاقة المتخصصة طلبًا إلى المتحدث باسم وزارة البترول المصرية المهندس معتز عاطف، للتعليق على المشكلات التي تواجه سفينة إعادة التغويز في العين السخنة، لكنه لم يردّ.
تفريغ شحنات الغاز المسال
تعمل مصر حاليًا على إعادة توجيه جزء من السفن المُحملة بشحنات الغاز المسال إلى الأردن، في حين تُغادر باقي الناقلات إلى وجهات أخرى في أوروبا.
وينص الاتفاق الموقّع بين شركة الكهرباء الوطنية الأردنية وإيجاس المصرية، على استغلال مصر والأردن بصورة مشتركة وحدة غاز مسال عائمة تحمل اسم (Solar Eskimo) الموجودة حاليًا في ميناء العقبة، بدايةً من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023 حتى نهاية العقد الأردني المبرم مع شركة جولار للغاز المسال (GLNG) في يونيو/حزيران 2025.
وتواجه عمليات تفريغ شحنات الغاز المسال إلى مصر تأخيرًا بسبب العطل الفني بسفينة إعادة التغويز في العين السخنة.
وتظهر بيانات تتبع حركة السفن وجود سفينتين لمدة تزيد على 10 أيام بميناء العين السخنة في انتظار تفريغ شحناتهما بسفينة إعادة التغويز المصرية.
وتظهر البيانات الناقلة كلين كوبانو (CLEAN COPANO)، والناقلة إل إن جي بروسبيرتي (LNG PROSPERITY)، موجودتين بميناء العين السخنة منذ 7 و12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على الترتيب، لتفريغ حمولتهما من الغاز المسال، وفق بيانات موقع "مارين ترافيك".
وكلين كوبانو هي ناقلة غاز طبيعي مسال بُنيت عام 2022، وتبحر حاليًا تحت علم مالطا، كما تبحر ناقلة الغاز المسال إن جي بروسبيرتي تحت علم ليبيريا، ويبلغ طولها الإجمالي نحو 299 مترًا، وعرضها 46.43 مترًا.
ويبلغ معدل إعادة التغويز لوحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة هوج غاليون (Hoegh Galleon) في المحطة، نحو 750 مليون قدم مكعّبة يوميًا (7.7 مليار متر مكعب سنويًا) عند الذروة، أي ما يعادل نحو 15 ألفًا و500 طن يوميًا، ما يعني أنها يمكن أن تعيد تغويز حمولة بحجم قياسي تبلغ 72 ألف طن في 4-5 أيام عند التشغيل بكامل طاقتها، وفق بيانات منصة أرغوس ميديا.
وتوضح بيانات السفينة نفسها من موقعها الإلكتروني أن طاقتها تبلغ نحو 384 مليون قدم مكعّبة يوميًا، أي نصف الرقم الذي أوردته منصة أرغوس ميديا؛ ما يدفع القاهرة إلى إرسال معظم الشحنات إلى سفينة إعادة التغويز في ميناء العقبة، بالتنسيق مع وزارة الطاقة الأردنية.
تغيير مسار شحنات الغاز المسال
عند رصد تغيير مسار شحنات الغاز المسال، نجد أنه من المرجّح أن نحو 11 ناقلة على الأقل حوّلت مسارها من آسيا ومصر إلى أوروبا خلال الأسبوع الماضي.
ومن بين 11 شحنة، تحوّلت 7 شحنات غاز مسال بعيدًا عن الإبحار إلى آسيا حول رأس الرجاء الصالح باتجاه أوروبا، وتحوّلت 4 شحنات غاز مسال من مصر، وفقًا لبيانات تتبع السفن من "فورتيكسا" (Vortexa).
وتضمّنت ناقلات الغاز المسال الـ4 التي ابتعدت عن مصر، الناقلة بريتيش ليسينر (British Listener) بقدرة 173 ألف متر مكعب، التي حوّلت مسارها عند البحر المتوسط في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
كما غيّرت الناقلتان "إل إن جي هارموني" (LNG Harmony)، وأكسيوس 2 (Axios II)، بقدرة 174 ألف متر مكعب لكل منهما، عند وسط حوض الأطلسي، في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حوّلت الناقلة باسيفيك ساكسيس (Pacific Success) بقدرة 174 ألف متر مكعب، طريقها عند جنوب السويس، وفق ما جاء في تقرير نشرته منصة "أرغوس ميديا".
ودعا الخبير الاقتصادي والنائب السابق في البرلمان المصري الدكتور محمد فؤاد، في مقال بمنصة الطاقة تحت عنوان "معضلة الغاز في مصر"، الحكومة المصرية إلى التحرك سريعًا للعمل على إصلاح الأعطال بمحطة العين السخنة، والنظر في عكس دورة محطة إسالة دمياط بشكل متأنٍ أو تسريع وتيرة التعاقد على وحدة تغويز جديدة.
وأشار إلى أن ما تعانيه محطة التعويز المصرية ينبئ باستمرار الأزمة التي أدت إلى انقطاع الكهرباء لمدة أطول، في ظل تراجع الإنتاج المحلي وعدم وجود فرصة لدخول حقول جديدة الخدمةَ على المدى القريب.
وشدد فؤاد على أن ما يعزّز من التوقعات بحدوث أزمة جديدة، ما ظهر من إشكاليات تواجه تشغيل محطة إعادة التغويز في العين السخنة؛ ما دفع 4 ناقلات تحمل الغاز المسال إلى تحويل وجهتها بعيدًا عن مصر، بعد مشكلات تشغيلية في المحطة -تخص منظومة إعادة التعبئة- ما خفض طاقة إعادة التغويز بالمحطة إلى النصف.
موضوعات متعلقة..
- معضلة الغاز في مصر.. تحديات الصيف وفرص الإنقاذ (مقال 2)
- شرق المتوسط يترقّب اكتشاف غاز ضخمًا.. ومصر تنتظر
اقرأ أيضًا..
- سهم أرامكو في أسبوع يسجل تراجعًا.. ونصائح مهمة للمتداولين
- مصيرة للنفط تدعم إنتاج الخام في سلطنة عمان من حقل بحري
- مصدر الإماراتية تتعاون مع صندوق طريق الحرير لنشر مشروعات الطاقة المتجددة
- السعودية تنضم إلى تحالف عالمي لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود
المصادر..
- تغيير مسار شحنات الغاز المسال من مصر إلى أوروبا من منصة الطاقة المتخصصة.
- بيانات ناقلة الغاز المسال كلين كوبانو من منصة "فيسيل فايندر".
- معضلة الغاز في مصر.. تحديات الصيف وفرص الإنقاذ من منصة الطاقة.
- بيانات ناقلة الغاز المسال إل إن جي بروسبيرتي من منصة "مارين ترافيك".
- تتبع حركة السفن بميناء العين السخنة النفطي من منصة "فيسيل فايندر"