يشهد قطاع البتروكيماويات في الكويت نموًا ملحوظًا، بالتزامن مع خطط رفع الطاقة الإنتاجية لمصفاة الزور بما يتراوح بين 20 و30% فوق الحدّ الأقصى البالغ 615 ألف برميل يوميًا .
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستهدف مؤسسة البترول الوصول بقدرات مصافي النفط في الدولة إلى 1.6 مليون برميل يوميًا، بحلول العام المقبل (2025)، من 1.4 مليون برميل يوميًا حاليًا.
وتخطط شركة صناعة الكيماويات البترولية التابعة لمؤسسة البترول الكويتية للاستحواذ على مشروعات جديدة ومصانع للبتروكيماويات في أوروبا وآسيا، إذ تستهدف رفع إنتاجها من 8.5 مليون طن سنويًا إلى 14.5 مليون طن سنويًا، بحلول عام 2040.
ومن المقرر أن تشهد الشركة توسعات كبيرة بعد إتمام تنفيذ مشروع ميناء مبارك الكبير، إذ سيسهم في زيادة حجم عمليات النقل البحري، ما يسهّل نقل منتجات البتروكيماويات في الكويت إلى مختلف دول العالم.
التكرير والبتروكيماويات في الكويت
تستهدف إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت الاستفادة من أنشطة التكرير والبتروكيماويات في إقامة صناعات تحويلية داخل البلاد، من خلال جذب استثمارات من القطاع الخاص.
ويستهدف قطاع البتروكيماويات في الكويت إنتاج ما يصل إلى 14.5 مليون طن سنويًا من المنتجات البتروكيماوية بحلول عام 2040، ما يوفر فرصًا للتوسع في صناعة البتروكيماويات المتخصصة ذات التكنولوجيا المتقدمة والمردود الاقتصادي العالي لإنتاج نحو 1.2 مليون طن سنويًا من المنتجات التحويلية، على أن يكون 15% منها داخل البلاد، بحلول عام 2040.
أحد مشروعات تكرير النفط في الكويت - أرشيفية
كما تعتمد مؤسسة البترول في تحقيق مستهدفاتها برفع الطاقة التكريرية في البلاد إلى 1.6 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025، على تعظيم معالجة النفوط الثقيلة بمصافي التكرير المحلية، والتعاون مع القطاع الخاص لتوفير احتياجات سوق التجزئة المحلية من الوقود، بالإضافة إلى الدخول في شراكات بصناعة التكرير لرفع كفاءة التشغيل.
وتستهدف الكويت الوصول بطاقة التكرير في استثماراتها الخارجية إلى 425 ألف برميل يوميًا بحلول العام المقبل 2025، مع إمكان تكرير كميات إضافية بـ300 ألف برميل يوميًا، من خلال المشاركة في استثمارات عالمية ذات جدوى اقتصادية لمعالجة النفوط الكويتية.
مجمع الزور للبتروكيماويات
من المقرر أن تعمل وحدة البتروكيماويات في مصفاة الزور على تحويل منتجات الوقود إلى منتجات بتروكيماوية سائبة عالية القيمة.
ومن المخطط أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للوحدة 2.761 مليون طن سنويًا من العطريات والبولي بروبلين و 1.7 مليون طن سنويًا من البنزين، بحسب البيانات الواردة في الموقع الرسمي للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة "كيبيك".
ويستهدف مشروع مجمع الزور للبتروكيماويات زيادة قيمة المنتجات الهيدروكربونية الكويتية، وزيادة إنتاج الكويت من البولي بروبلين والعطريات بنسبة 1000% و 200% على التوالي.
كما يستهدف المشروع تحقيق القدر الأقصى من التكامل مع المصافي القائمة، وإدخال منتجات جديدة والوصول إلى أسواق جديدة لـالبولي بروبلين المشارك البوليمر، وتوريد البنزين للسوق المحلية، وتوريد عجز البنزين لمصنع الستايرين الحالي.
استثمارات صناعة الكيماويات
تمتلك شركة صناعة الكيماويات البترولية -وتسهم في- العديد من الاستثمارات الخارجية، بالإضافة إلى إسهامها بحصص في عدد من الشركات المحلية العاملة في مجال صناعة البتروكيماويات.
وتملك الشركة نسبة 100% من الشركة الكويتية الفيتنامية للبتروكيماويات، وتسهم في 8 شركات عالمية، منها شركتان في كوريا الجنوبية بحصّتين نسبتهما 49% و25%، بالإضافة إلى حصة في شركة الخليج للبتروكيماويات "جيبكو" تبلغ 33% .
كما تملك الشركة ما نسبته 42.5% من شركة "إيكويت"، التي تملك حصصًا في 3 شركات بالولايات المتحدة وكندا وألمانيا، بالإضافة إلى امتلاكها حصصًا في 7 شركات محلية.
إنتاج البتروكيماويات
تحظى بعض منتجات الدولة الخليجية من البتروكيماويات بمكانة كبيرة إقليميًا وعالميًا، إذ تُنتج مصانع شركة صناعة الكيماويات البترولية ومشاركاتها المنتشرة في شتى أنحاء العالم نحو 9 ملايين طن سنويًا من المنتجات البتروكيماوية.
يُعدّ إنتاج شركة صناعة الكيماويات البترولية من الأولفينات هو الأكبر بنسبة 61%، إذ يُستعمل الأولفين في العديد من الصناعات، مثل البلاستيك ومواد البناء والتغليف وقطع غيار السيارات وبعض الأجهزة الطبية والمطاط .
كما تُنتج الشركة نحو 23% من العطريات التي تستَعمَل في العديد من الصناعات، مثل صناعة العوازل والحاويات البلاستيكية والمصنوعة من الفوم، كما تنتج 16% من الأسمدة التي تُستعمل في المنظفات وغاز التبريد والأنابيب والمواد اللاصقة.
تصدير مشتقات نفطية منخفضة الكبريت
يُركّز قطاع التكرير على تصدير مشتقات نفطية منخفضة الكبريت، في إطار التحول نحو الوقود المتوافق مع البيئة، ضمن إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت.
ويُسهم التوجه نحو تصدير الوقود المتوافق مع البيئة في رفع القدرة التنافسية لقطاع التكرير، والفوز بحصص تصديرية جديدة، من خلال التكيّف مع المتطلبات البيئية العالمية والتوجه لمحاربة الانبعاثات.
وفي عام 2021، نجحت البلاد للمرة الأولى في تصدير مشتقات نفطية منخفضة الكبريت.
وفي مارس/آذار 2022، افتُتِح مشروع الوقود البيئي الذي يتشكّل من توسيع وتطوير مصفاتَي ميناء عبدالله، وميناء الأحمدي، لرفع طاقتهما التكريرية الإجمالية إلى 800 ألف برميل يوميًا.
وفي مايو/أيار (2024)، افتُتِحت رسميًا مصفاة الزور، التي تعدّ واحدة من أكبر مشروعات التكرير على مستوى العالم، بكامل طاقتها التكريرية البالغة 615 ألف برميل يوميًا.
وصُممت مصفاة الزور لمعالجة مختلف أنواع النفط الخام الكويتي، في مقدّمتها النفط الخام الثقيل، بهدف إنتاج المشتقات النفطية منخفضة الكبريت، وتضم 3 مصافٍ مصغرة، تحتوي كل منها على وحدة التقطير الجوي، ووحدة إزالة الكبريت من زيت الوقود المتبقي (الثقيل)، بالإضافة إلى وحدة المعالجة الهيدروجينية للديزل والنافثا والكيروسين.
موضوعات متعلقة..
- صناعة البتروكيماويات في الخليج.. هل تتأثر بقيود "البلاستيك" المرتقبة عالميًا؟
- أمين عام جيبكا لـ"الطاقة": البتروكيماويات صناعة إستراتيجية في الخليج.. وهذا دور الهيدروجين (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- توتال إنرجي توقّع صفقة غاز مسال.. 20 شحنة سنويًا
- بي بي البريطانية تعلن موقفها من برامج حفر الآبار الجديدة في مصر
- سعة تخزين الكهرباء في أميركا تقفز 74% وتسجل رقمًا قياسيًا