رئيسيةأخبار الطاقة النوويةطاقة نووية

التآكل يهدد محطة طاقة نووية في أميركا

سامر أبو وردة

تواجه أول محطة طاقة نووية في أميركا -مُقرّر إعادة تشغيلها- مشكلات تتعلق بالأمان قد تؤجل موعد عودتها للإنتاج، الذي كان مُقررًا العام المقبل (2025).

وجدت شركة هولتيك إنترناشيونال (Holtec International)، التي تريد إعادة تشغيل محطة باليساديس للطاقة النووية في ميشيغان، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطورات المشروع، تشققات تآكل في مولدات البخار، التي تُعدّ من بين الوحدات الأكثر تكلفة في محطة الطاقة النووية، كونها مكونات حساسة تتطلب صيانة دقيقة.

وتتجاوز مؤشرات التشققات الناتجة عن الإجهاد في الأنابيب في مولدي البخار في أول محطة طاقة نووية في أميركا مُقرر إعادة تشغيلها التقديرات المستندة إلى تاريخ التشغيل السابق، إذ وُجدت تشققات ناتجة عن الإجهاد في نحو 1163 أنبوبًا في مولد البخار، ضمن أكثر من 16 ألف أنبوب في الوحدات.

وتسعى شركة هولتيك إلى إعادة تشغيل محطة باليساديس للطاقة النووية، التي أُغلقت في مايو/أيار عام 2022، بنهاية العام المقبل (2025)، لتكون أول محطة طاقة نووية في أميركا يُعاد تشغيلها بعد إغلاقها بالكامل.

محطة باليساديس للطاقة النووية

في يونيو/حزيران 2022، اشترت شركة هولتيك محطة باليساديس للطاقة النووية من شركة إنترجي (Entergy)، بهدف إيقاف تشغيلها، إذ لم تكن قادرة بعد على منافسة محطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي أو من مصادر الطاقة المتجددة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول (2023)، وعقب اهتمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالطاقة النووية لتوليد الكهرباء، تقدمت شركة هولتيك بطلب إلى اللجنة التنظيمية النووية الأميركية لإعادة فتحها، لتكون أول محطة طاقة نووية في أميركا يُعاد تشغيلها.

وتعوّل إدارة بايدن، على الطاقة النووية للاضطلاع بدور رئيس في إزالة الكربون من شبكة الكهرباء في البلاد بحلول عام 2035، والاقتصاد بأكمله بحلول عام 2050، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء من الذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية والعملة الرقمية.

الرئيس الأميركي جو بايدن

وفي مارس/آذار (2024)، قدّمت وزارة الطاقة الأميركية قرضًا بقيمة 1.52 مليار دولار لشركة هولتيك لدعم إعادة تشغيل محطة باليساديس للطاقة النووية، بقدرة 800 ميغاواط، لتكون أول محطة طاقة نووية في أميركا يُعاد تشغيلها.

كما قدّمت الحكومة الأميركية، في وقت سابق من العام الجاري، قرضًا بقيمة 1.1 مليار دولار لدعم استمرار تشغيل محطة ديابلو كانيون الطاقة النووية التابعة لشركة بي جي آند إي (PG&E) في كاليفورنيا.

ومن المقرر أن تُسهم أول محطة طاقة نووية في أميركا يُعاد تشغيلها في خفض 4.47 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تحديات تواجه إعادة التشغيل

قد تتسبب أعطال مولدات البخار في مشكلات لـمحطات الطاقة النووية، إذ أُغلِقَت، في عام 2012، أجزاء من محطة سان أونوفر للطاقة النووية في كاليفورنيا، بعد تسرب مولدات البخار، التي كان بها عيوب في التصميم، ثم تسببت المشكلات الموجودة في المولدات الجديدة إلى إغلاق المحطة، في عام 2013، وفقًا لـ"رويترز"

وفي هذا الإطار، فإن شركة هولتيك ما تزال بحاجة إلى تصاريح من هيئة تنظيم الطاقة النووية الأميركية.

وقال متحدث باسم هيئة تنظيم الطاقة النووية الأميركية، إنه يتعين على شركة هولتيك التأكد من تلبية المولدات الكهربائية لمتطلبات هيئة تنظيم الطاقة النووية، إذا سمحت الهيئة بإعادة تشغيل محطة باليساديس.

وقال المتحدث باسم شركة هولتيك باتريك أوبراين، إن نتائج عمليات التفتيش "لم تكن غير متوقعة بالكامل"، إذ لم تُتَّبَع عملية إيقاف التشغيل القياسية للنظام، أو الإجراء الخاص بصيانة الوحدات، عندما أُغلقت المحطة.

وأضاف أوبراين أن شركة هولتيك تريد إصلاح مولدات البخار وليس استبدالها، مؤكدًا أنها ستستمر لمدة 30 عامًا بعد الإصلاحات، وأن إعادة تشغيل محطة باليساديس للطاقة النووية ما تزال في الموعد المحدد.

محطة باليساديس النووية - الصورة من الموقع الرسمي لشركة هولتيك إنترناشونال كورب
محطة باليساديس النووية - الصورة من الموقع الرسمي لشركة هولتيك إنترناشونال كورب

وتابع أوبراين: "نتوقع أن تكون استراتيجية الإصلاح هي فصل نحو 300 أنبوب لكل مولد بخار كانت مسدودة عند التثبيت الأصلي، ثم معالجة الأنابيب التي عُثِر عليها في أثناء عمليات التفتيش عن طريق سدّ نحو 20% من الأنابيب التي لا يمكن إصلاحها بسهولة، وإصلاح 80% المتبقية بالتغليف".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قالت الهيئة التنظيمية النووية، إن النتائج الأولية لعمليات التفتيش لأول محطة طاقة نووية في أميركا مُقرَّر إعادة تشغيلها حددت عددًا كبيرًا من أنابيب مولد البخار بها تشققات، مع وجود مؤشرات تتطلب مزيدًا من التحليل والإصلاح.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق