مسؤول: الهند لن تشتري الغاز المسال الروسي من محطة أركتيك 2
محمد عبد السند
أعلنت الهند رفضها شراء الغاز المسال الروسي من محطة أركتيك 2 للغاز الطبيعي المسال الخاضعة لعقوبات غربية؛ ما يعمّق معاناة المحطة التي تكافح من أجل إيجاد مشترين للوقود منخفض الانبعاثات، ويحرم خزانة موسكو من إيراداتٍ وفيرة.
ومنذ أن فرضت الإدارة الأميركية عقوباتٍ على المحطة الكائنة في القطب الشمالي العام الماضي (2023)، رفض المشترون في الصين والهند شراء الوقود الروسي منخفض الكربون حتى بسعر منخفض، رغم شراء نيودلهي وبكين النفط الروسي ومتاجرتهما به، والتفافهما على القيود الحالية.
ووفق تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية" الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة في أغسطس/آب الماضي، تحل روسيا رابعًا في قائمة أكبر مصدري الغاز المسال عالميًا خلال النصف الأول من العام الحالي (2024) رغم تراجع صادراتها إلى 1.98 مليون طن، في يوليو/تموز 2024، نظير 2.09 مليون طن في الشهر المقارن من عام 2023.
لكن القيود المفروضة على أركتيك 2 التي تُعد أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم، تعرقل خطط موسكو المستقبلية الرامية إلى توسيع صادراتها من هذا الوقود.
ضربة قوية
تلقّت روسيا ضربةً قويةً جراء إعلان نائب وزير النفط والغاز الطبيعي في الهند "بانكاج جين" نية بلاده عدم شراء الغاز المسال الروسي المُنتَج من مشروع أركتيك 2، خلال تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الجمعة 27 سبتمبر/أيلول (2024)، ونشرتها رويترز.
وقال جين: "لن نشتري إمدادات الغاز المسال من محطة أركتيك 2، ونحن لا نشتري أي سلعة خاضعة لعقوبات، وأكرر أننا لن نقترب من شيء يخضع لعقوبات".
وتخضع محطة الغاز المسال المذكورة التي تشغلها رائدة الطاقة الروسية نوفاتك (Novatek) لعقوبات أميركية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت شرارتها الأولى في 24 فبراير/شباط (2022).
كما فرضت أميركا عقوبات على مئات الكيانات والأفراد الداعمين لجهود موسكو في الحرب الأوكرانية، بما في ذلك شركات تدعم تطوير محطة أركتيك 2، وشحناتها من هذا الوقود منخفض الانبعاثات.
في المقابل قالت نوفاتك، ثاني أكبر مُنتِج للغاز الطبيعي في روسيا، إن جميع المزاعم التي ساقتها وسائل الإعلام بشأن تورطها في عملية تأسيس وإدارة "أسطول ظل" يخدم مشروع أركتيك 2 للغاز المسال، هي محض افتراء.
5 شحنات فقط
لم تُصدر أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم سوى 5 شحنات فقد منذ شهر أغسطس/آب (2024)، وكانت جميعها بوساطة أسطول الظل الروسي، وفق ما أوردته بلومبرغ، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبينما لا تشتري الهند الغاز المسال من مشروع أركتيك 2؛ فإن بعض الشركات المنخرطة في تقديم الدعم إلى أسطول الظل المصدر الوقود من المحطة، توجد في ولاية ماهاراشترا غرب البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
لكن وزير النفط الهندي هارديب بوري، نفى مزاعم تورط أي من شركات بلاده في نقل شحنات الغاز المسال الروسي الخاضع لعقوبات إلى وجهاتها التصديرية النهائية، مضيفًا: "لدينا قنوات حوار بنّاء وصحية جدًا مع الولايات المتحدة"، خلال تصريحات سابقة أطلقها في سبتمبر/أيلول الحالي.
وأكد أن بلاده لا تحتاج إلى شراء الغاز المسال الروسي؛ نظرًا إلى ما لديها من صفقات تتيح لها إمدادات طويلة المدى مع قطر، والولايات المتحدة، إلى جانب إنتاجها المتزايد من الغاز الذي يؤدي دورًا في دعم الطلب المحلي.
وسبق أن فرض ائتلاف يضم مجموعة الدول الـ7 والاتحاد الأوروبي وأستراليا سقفًا لسعر برميل الخام الروسي عند 60 دولارًا، في محاولة للحد من إيرادات الكرملين المُستعمَلة -حاليًا- في تدوير آلة الحرب في أوكرانيا.
محطة أركتيك 2 للغاز المسال
تُعَد محطة أركتيك 2 للغاز الطبيعي المسال، الواقعة على بحر كارا الجليدي، جزءًا رئيسًا في خُطط الكرملين لتوسيع صادرات روسيا من هذا الوقود الإستراتيجي، وتحويله إلى رافد رئيس لدعم الاقتصاد الوطني.
وشهدت أكبر محطة غاز مسال عائمة في العالم خلال شهر يوليو/تموز (2024) افتتاح مرحلتها الثانية وسط إجراءات أمنية مشددة، استهدفت توفير أقصى قدر من الحماية للمشروع ضد أي هجمات عدائية تشنّها المسيرات الأوكرانية التي تستهدف البنية التحتية للطاقة في روسيا.
وتخطط موسكو لتصدير أكثر من 100 مليون طن من الغاز المسال سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، كما ترغب في رفع إنتاج هذا الوقود 3 أضعاف بحلول المدة ذاتها؛ ما سيعزز الإيرادات السنوية بواقع 35 مليار دولار، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
موضوعات متعلقة..
- مبيعات الغاز المسال الروسي من "أركتيك 2" في ورطة بسبب العقوبات (تقرير)
- بيانات الغاز المسال الروسي تكشف حقيقة دعم فرنسا لأوكرانيا.. المصالح أولًا
- الغاز المسال الروسي يجنّب الاتحاد الأوروبي "صدمة الطاقة" مع ذروة 2024
اقرأ أيضًا..
- أكبر شركة كيماويات في العالم تخفض توزيعات الأرباح.. وتُراجِع أهدافها المالية
- اكتشاف نفطي احتياطياته 10 مليارات برميل يقترب من بيع حصة 40%
- تدشين مصنع سيارات كهربائية في كوريا الجنوبية.. 150 ألف وحدة سنويًا