طاقة تكرير النفط في الصين قد تزيد مليون برميل يوميًا
بحلول عام 2028
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
قد يؤدي تأخير تشغيل بعض توسعات طاقة تكرير النفط في الصين، المقرر أن تبدأ بحلول عام 2026، إلى دفع موعد بدء عملها إلى عام 2028 أو ما بعده.
ووفقًا لذلك، تشير التقديرات إلى أن قدرة تكرير النفط في الصين قد تشهد زيادة تتراوح بين 800 ألف و1.1 مليون برميل يوميًا بحلول 2028، غير متضمنة الإغلاق المحتمل للمصافي، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وربما يؤدي هذا النمو المحتمل في طاقة تكرير النفط في الصين، المدعوم باكتمال 5 مشروعات حتى عام 2028، إلى زيادة المنافسة بين المصافي المستقلة الأصغر حجمًا، والتي قد يتعرض بعضها للإغلاق، ولكن تُعوّض بزيادة القدرة من المصافي الأكبر.
وعالميًا، بلغت قدرة تكرير النفط 103.5 مليون برميل يوميًا عام 2023، مع توقعات بأن تشهد إضافات تتراوح بين 2.6 مليونًا و4.9 مليون برميل يوميًا، بين عامي 2024 و2028.
حجم طاقة تكرير النفط في الصين
توسّعت طاقة تكرير النفط في الصين كثيرًا، بإضافة 5.5 مليون برميل يوميًا من عام 2011 إلى عام 2023، ليصل الإجمالي إلى 18.5 مليون برميل يوميًا، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية في أغسطس/آب 2024.
ويتميز قطاع التكرير في الصين بمزيج من الشركات المملوكة للدولة والشركات الخاصة الكبرى ومصافي التكرير المستقلة الصغيرة، مع ضرورة أن تخضع توسعات القدرة الجديدة لموافقة اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية.
ونفّذت الحكومة سياسة تهدف إلى إغلاق المصافي الصغيرة والأقل كفاءة، على الرغم من أن هذا الإجراء واجه مقاومة من الحكومات المحلية.
وتصدّرت طاقة تكرير النفط في الصين المركز الأول عالميًا، بعد أن حققت زيادة بنسبة 7.1% في عام 2023، متفوقة لأول مرة على الولايات المتحدة (18.43 مليون برميل يوميًا).
ويوضّح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكثر 10 دول حسب قدرة تكرير النفط في العالم عام 2023:
وتتأثر طاقة تكرير النفط في الصين بتوقيت وجدوى هذه المشروعات المتوقعة التي تعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك زيادة السعة من مرافق البتروكيماويات الأخرى، واتجاهات استهلاك الوقود المحلي، بالإضافة إلى سياسة الصين بشأن الواردات والصادرات؛ إذ تحتاج مصافي التكرير الصينية إلى ترخيص لاستيراد النفط الخام، كما تُحدد لها حصة تصدير معينة من المنتجات المكررة.
واردات الصين من النفط الخام
بحلول 2028، من المرتقب أن يرتفع استهلاك الصين المحلي من النفط الخام إلى 17.2 مليون برميل يوميًا، من 16.1 مليون برميل يوميًا عام 2023؛ ما يحفز زيادة الواردات، تزامنًا مع توقعات الاستقرار النسبي لإنتاج البلاد من النفط الخام، الذي بلغ 4.2 مليون برميل يوميًا في 2023.
وخلال العام الماضي، زادت واردات الصين من النفط الخام إلى مستوى قياسي بلغ 11.3 مليون برميل يوميًا، ولتلبية توقعات استهلاك البلاد مع أخذ معدلات الإنتاج في الحسبان، يجب زيادة الواردات إلى نحو 13 مليون برميل يوميًا.
وربما تؤدي قيود إنتاج دول أوبك وزيادة طاقة التكرير في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة، إلى انخفاض صادرات النفط الخام إلى الصين، وهو ما سيدفع بكين إلى البحث عن مصادر بديلة لإمدادات الخام في الأميركتين؛ حيث يتزايد الإنتاج في البرازيل وغايانا وكندا والولايات المتحدة، من أجل تغذية مصافي التكرير.
صادرات المنتجات النفطية الصينية
أصبحت الصين الآن تستورد أكثر مما تصدر من المنتجات النفطية، رغم أنها كانت مُصدرًا صافيًا في المدة من 2016 إلى 2021.
وقد أدى النمو الاقتصادي السريع وارتفاع الطلب على الوقود إلى زيادة في طاقة تكرير النفط في الصين، مع استيعاب السوق المحلية لمعظم مشروعات التوسع، مع ذلك قد تلجأ البلاد إلى تصدير المنتجات النفطية، لمنع زيادة المعروض محليًا.
ففي عام 2015، مُنحت مصافي التكرير المستقلة الأصغر حجمًا تراخيص لاستيراد النفط الخام؛ ما مكّنها من زيادة قدرتها على المعالجة وتشغيلها بكفاءة أكبر، وأدى ذلك إلى تعزيز الإنتاج والمنافسة في سوق الوقود المحلية.
ونتيجة لذلك، انخفضت أسعار المنتجات النفطية المحلية إلى أقل من أسعار سوق التصدير الإقليمية؛ ما دفع شركات التكرير المملوكة للدولة في الصين إلى السعي لزيادة حصص تصدير المنتجات المكررة لبيعها في الأسواق ذات الأسعار الأعلى.
ويمكن أن يُعزى تحول الصين إلى مستورد صافٍ للمنتجات النفطية منذ عام 2022 إلى الزيادة الكبيرة في واردات غاز النفط المسال لصناعة البتروكيماويات، التي تتوسع بسرعة، فضلًا عن القيود المفروضة على حصص التصدير.
موضوعات متعلقة..
- تكرير النفط في الصين يسجل أعلى متوسط بتاريخه عام 2023.. ما السبب؟
- تكرير النفط في الصين يهبط لأول مرة منذ 22 عامًا (تقرير)
- سعة تكرير النفط العالمية ترتفع لمستوى قياسي.. والصين تتجاوز أميركا لأول مرة
اقرأ أيضًا..
- قدرة طاقة الرياح البحرية العالمية قد تتجاوز 520 غيغاواط في 2040
- ضعف الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية قد يستمر 4 سنوات (تقرير)
- تحول مصانع الصلب في الشرق الأوسط إلى الهيدروجين الأخضر.. فرصة أم تحدٍ؟
- أزمة محطة الغاز الروسية تفضح هشاشة أمن الطاقة في أوروبا (مقال)