رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

الهيدروجين الأصفر يشغل مصنع أسفلت في بريطانيا

سلمى محمود

بدأت بريطانيا خطوة جديدة باتجاه تشغيل مصنع أسفلت بوقود منخفض الكربون مثل الهيدروجين الأصفر (المنتج من كهرباء الطاقة النووية)، ضمن إستراتيجيتها لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

ومن المقرر تنفيذ مشروع لإنتاج الهيدروجين من الكهرباء والبخار الناتجين عن محطة الطاقة النووية "هييشام 2" Heysham 2 في مدينة لانكشاير البريطانية، واستعماله في تشغيل مصنع أسفلت منخفض الانبعاثات الكربونية الصناعية.

ومن المتوقع أن تصل تكلفة المشروع إلى 15 مليون جنيه إسترليني (18.2 مليون دولار)، إذ توفر الطاقة النووية خيارًا لإنتاج الهيدروجين النظيف نسبيًا، وفقًا لمعلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

* (الجنيه الإسترليني = 1.30 دولارًا أميركيًا)

ويُعد هذا المشروع الثاني من نوعه على مستوى العالم، إذ سبقه آخر نفذته النرويج ديسمبر/كانون الأول العام الماضي (2023)، لإنتاج 3 آلاف طن من الأسفلت باستعمال الهيدروجين بصفته مصدرًا للطاقة.

ويأتي نحو 50% من انبعاثات الكربون المرتبطة بإنتاج الأسفلت وتركيبه من وقود التصنيع، إذ تُعد المواد الخام المستعملة هي المساهم الأكبر على الإطلاق.

ومقابل ذلك، تكون الانبعاثات المرتبطة بتركيب الأسفلت صغيرة نسبيًا، إذ تتراوح بين 2 و3 كيلوغرامات/طن، وفقًا لدراسة صادرة عن شركة هايدلبرغ ماتيريالز الألمانية Heidelberg Materials UK.

تفاصيل المشروع

يهدف مشروع تشغيل مصانع الأسفلت بالهيدروجين الأصفر في بريطانيا إلى بدء إنتاج الوقود على نطاق الميغاواط بحلول العام المقبل (2025)، لتزويد مصنع أسفلت تابع لشركة هانسون كريغون Hanson's Criggion الكائن في مقاطعة ويلز بالإمدادات.

محللات كهربائية لإنتاج الهيدروجين
محللات كهربائية لإنتاج الهيدروجين - الصورة من Hande Hydrogen‏

ووفّرت وزارة أمن الطاقة البريطانية تمويلًا قدره 6.1 مليون جنيه إسترليني (7.4 مليون دولار أميركي)، لصالح تنفيذ مشروع تشغيل مصنع الأسفلت بالهيدروجين الأصفر المنتج من الطاقة النووية.

ويطلق على مشروع تشغيل مصنع أسفلت بالهيدروجين الأصفر اسم "مركز خليج الهيدروجين" Bay Hydrogen Hub project، حسب تفاصيل نشرها موقع إنرجي نيوز المعني بأخبار الطاقة.

كما وفّر اتحاد مؤسسات شركة كهرباء فرنسا "EDF"، والمختبر النووي الوطني المعروف اختصارًا بـ"إن إن إل" NNL، ومجموعة شركات فولكان بيرنرز لإنتاج الأسفلت Vulcan Burners، دعمًا ماليًا لصالح تنفيذ المشروع، غير أنه لم يُعلن حجم الإسهامات المالية لكل منهم.

ووفّرت وزارة الأعمال والطاقة البريطانية منحة تقارب قيمتها 400 ألف جنيه إسترليني (486 ألف دولار أميركي) لصالح إعداد دراسة الجدوى الخاصة بمشروع تشغيل مصنع أسفلت بوقود الهيدروجين الأصفر.

تكلفة معقولة

أوضحت شركة هانسون كريغون البريطانية أن الكهرباء الناتجة من محطة هييشام 2 للطاقة النووية ستشغل المحلل الكهربائي.

وسيُجرى تسهيل نقل الهيدروجين الأصفر من محطة هييشام 2 في مدينة لانكشاير، إلى مصنع أسفلت شركة هانسون كريغون في مقاطعة ويلز، بوساطة صهاريج نقل عالية السعة.

وينصبّ تركيز مشروع تشغيل مصنع أسفلت بوقود الهيدروجين في البداية على إنتاج الوقود وتوزيعه، وتحديد التكنولوجيا المستعملة في تلك المنظومة، يلي ذلك تحويل عمليات مصنع الأسفلت لاستعمال الوقود المنتج.

ويُطلق على الهيدروجين الذي يُنتَج من الطاقة النووية اسم "الهيدروجين الأصفر"، في حين الهيدروجين الأخضر هو المنتج من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن يؤدي استعمال تكنولوجيا يطلق عليها سويك SOEC، إلى جانب الحرارة والكهرباء المشتقة من الطاقة النووية، إلى تعزيز كفاءة إنتاج الهيدروجين بأكثر من 20%، مقارنة بالتحليل الكهربائي لغشاء تبادل البروتون (PEM)، وبالتالي توفير إمداد منخفض الكربون وفعّال من حيث التكلفة في مشروع تشغيل مصنع الأسفلت.

عربة ترصف أحد الشوارع البريطانية
عربة ترصف أحد الشوارع البريطانية - الصورة من موقع usedconstructionmachinery

تجارب سابقة

نفذت كثير من البلدان -مثل: اليابان، وفرنسا، والإمارات، وأميركا- خطوات في مشروعات لإنتاج الهيدروجين من الطاقة النووية، بصفتها جزءًا من خطط لتوسعة سوق الهيدروجين، وزيادة الاهتمام بمصادر الطاقة النظيفة في شبكة الكهرباء.

وفي السياق ذاته، كانت الحكومة البريطانية قد أطلقت في وقت سابق إستراتيجية لإنتاج 5 غيغاواط من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030، لتحل محل الغاز الطبيعي في توفير الكهرباء اللازمة لنحو 3 ملايين منزل، فضلًا عن تزويد القطاع الصناعي بالإمدادات اللازمة.

وتُشير شركة فيديك النرويجية للأسفلت، إلى أن الاعتماد الكامل على استعمال الهيدروجين في المصانع يمكن أن يقلل الانبعاثات الإجمالية بنسبة 40%، وفق البيانات المنشورة على موقع الشركة الالكتروني، مشيدةً بمشروع تشغيل مصنع الأسفلت بالهيدروجين الأصفر.

وتتطلّب مصانع الأسفلت استهلاكًا كثيفًا للطاقة، وتُعد البدائل المطروحة -مثل: الغاز والبروبان والديزل والديزل الحيوي وحبيبات الخشب- مصادر لزيادة الاحتباس الحراري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق