رئيسيةأخبار الكهرباءكهرباء

أزمة نقص الكهرباء في زامبيا ترفع الأسعار 156%

دينا قدري

تفاقمت أزمة نقص الكهرباء في زامبيا بسرعة كبيرة في الآونة الأخيرة، بعد أن تسبَّب الجفاف الناجم عن ظاهرة النينو بانخفاض مستويات المياه في سدود الطاقة الكهرومائية.

ووفق إحصاءات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يعتمد توليد الكهرباء في زامبيا بنسبة 85% على الطاقة الكهرومائية.

ومن المتوقع أن تستنفد الدولة مخصصاتها من المياه في أكبر سدود الطاقة الكهرومائية، كاريبا، بحلول نهاية سبتمبر/أيلول، وفقًا لشركة شركة الكهرباء المملوكة للدولة، زيسكو (Zesco).

وهو الأمر الذي دفع هيئة تنظيم الطاقة في زامبيا إلى دراسة الطلب المقدّم من شركة زيسكو لزيادة تعرفة الكهرباء بنسبة تصل إلى 156%، بوصفها إجراءً طارئًا لتغطية الخسائر الناجمة عن الجفاف.

وتهدد زيادة التعرفة الطارئة بزيادة التضخم الذي بلغ 15.4% في يوليو/تموز 2024.

أزمة الكهرباء في زامبيا

قال وزير الطاقة الزامبي ماكوزو تشيكوتي، في 1 أغسطس/آب 2024، إن شركة زيسكو المملوكة للدولة وافقت على شراء 218 ميغاواط من الكهرباء من جنوب أفريقيا وزيمبابوي، لتخفيف العجز الناجم عن انخفاض قدرة الطاقة الكهرومائية.

ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تعاني زامبيا من عجز يزيد عن ألف ميغاواط، ومن المتوقع أن يزداد سوءًا مع تراجع مستويات المياه في محطة كاريبا الرئيسة للطاقة الكهرومائية، بسبب انخفاض هطول الأمطار والظروف المناخية الأكثر جفافًا.

وذكر الوزير تشيكوتي أن محطة مامبا إنرجي التي تعمل بالفحم ستُغلَق أيضًا للصيانة الاعتيادية من نهاية أغسطس/آب إلى سبتمبر/أيلول، ما يؤدي إلى إخراج 135 ميغاواط أخرى من توليد الكهرباء في البلاد.

وقال: "تفاوضت زيسكو على شراء 218 ميغاواط من الكهرباء من شركة الكهرباء الحكومية في جنوب أفريقيا إسكوم وشركة الكهرباء في زيمبابوي لتخفيف العجز المتوقع".

وأضاف -في بيان نقلته وكالة رويترز- أنه من المتوقع أن تزود الكهرباء، من شركتي الطاقة المتجاورتين، شبكة الكهرباء الوطنية في زامبيا خلال شهر أغسطس/آب الجاري.

كان وزير الطاقة ماكوزو تشيكوتي قد صرّح، في 25 يوليو/تموز 2024، أن زامبيا استدعت 260 ميغاواط من صادراتها من الكهرباء البالغة 500 ميغاواط في محاولة للتخفيف من العجز، بينما تستورد 409 ميغاواط.

سد كاريبا للطاقة الكهرومائية في زامبيا
سد كاريبا للطاقة الكهرومائية في زامبيا - الصورة من منصة Britannica

التداعيات على صناعة النحاس

يتحمّل مستعملو الكهرباء السكنيون في زامبيا انقطاعات يومية للتيار الكهربائي تستمر لمدّة 12 ساعة على الأقل، إلّا أن الحكومة سعت إلى حماية مناجم النحاس من أزمة الكهرباء، نظرًا لأنه يولّد 70% من عائدات التصدير.

ولجأت مناجم النحاس في زامبيا، ثاني أكبر منتج لهذا المعدن في أفريقيا، إلى محاولة تأمين الكهرباء المستوردة لتخفيف وطأة النقص، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

إذ طلبت زامبيا من شركات التعدين مضاعفة جهودها لتوفير الكهرباء إلى 40% من الطلب الطبيعي، بعد أن أدى أسوأ جفاف منذ عقود إلى استنزاف توليد الطاقة الكهرومائية.

وطلبت شركة زيسكو من المشغّلين زيادة التخفيضات أو الحصول على الكهرباء الطارئة الخاصة بهم من هذا الشهر، وفقًا لشركة فيرست كوانتوم مينيرالز (First Quantum Minerals)، التي تمثّل أكثر من نصف إنتاج النحاس في زامبيا.

وقال المدير القطري لشركة فيرست كوانتوم، أنتوني موكوتوما، إنه نظرًا لأن الشركة تمكنت من تغطية أكثر من نصف الطلب الطبيعي على الكهرباء من الواردات في الغالب، فقد سمح ذلك بتقليل العبء على عملاء التعدين الآخرين إلى نحو 35%.

وأضاف: "هذه حقًا طريقتنا الاستباقية للتأكد من أننا مستعدون بشكل أفضل لبقية العام"، مشيرًا إلى أن الشركة تحصل على الكهرباء الطارئة أساسًا من ناميبيا وموزمبيق.

النحاس يتأثر بأزمة الكهرباء في زامبيا

وقال موكوتوما، إن الحصول على كهرباء أكثر تكلفة سيضيف في المتوسط 0.06 دولارًا لكل رطل من النحاس إلى تكاليف النقد الأساسية الممتدة على مدار عام 2024، وهذا ضعف التأثير الذي شهدته الشركة في أبريل/نيسان.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تدعم شركة فيرست كوانتوم -أيضًا- خططًا لشركات الكهرباء الخاصة لبناء مشروعات الطاقة المتجددة في زامبيا.

وقال موكوتوما، إن الشركة تخطط لإبرام اتفاقية شراء الكهرباء مع مجموعة تضم توتال إنرجي لمشروعات الرياح والطاقة الشمسية، التي ستنتج مجتمعة 430 ميغاواط بحلول أواخر عام 2027.

وتابع أنها تتطلع -أيضًا- إلى الشراكة مع مطوّري مشروعات الطاقة الكهرومائية بقدرة 50 ميغاواط في أجزاء من زامبيا، بعيدًا عن المحطات القائمة لتنويع المخاطر، بحسب ما نقلته منصة "ماينينغ" (Mining).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق