التقاريرتقارير السياراتتقارير الهيدروجينرئيسيةسياراتهيدروجين

حافلات الهيدروجين تخيّب آمال مدينة إنجليزية.. "الكهربائية" خيار أفضل

سلمى محمود

تثير خطط مدينة ليفربول الإنجليزية التساؤلات بشأن تراجعها عن نشر حافلات الهيدروجين، لصالح نظيرتها الكهربائية، وفق المعلومات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وخصّصت سلطات المدينة مؤخرًا 28.2 مليون جنيه إسترليني (35.81 مليون دولار أميركي) حصلت عليها من هيئة تسوية النقل المستدام بالمدينة -التي تعرف اختصارًا بـ"سي آر إس تي إس" (CRSTS)- للتعاقد على شراء حافلات كهربائية جديدة تعمل بالبطاريات، بالإضافة إلى تنفيذ البنية التحتية المرتبطة بها.

*(الجنيه الإسترليني = 1.27 دولارًا أميركيًا)

ويدعم هذا التمويل الطرق التي تسير عليها حافلات المدينة بالكامل، بما في ذلك مسار "10 إيه" (10A) الأكثر ازدحامًا الذي يصل بين منطقتي ليفربول وسانت هيلينز، وكان مخصصًا للحافلات العاملة بوقود الهيدروجين، مع تطوير مستودعات الحافلات والبنية التحتية ذات الأولوية.

ويُعد هذا التحول في سياسة المدينة جزءًا من برنامج أوسع لخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل؛ ما سيساعد ليفربول على تحقيق الحياد الكربوني.

مخاوف عدة

من المتوقع أن تستمر حافلات الهيدروجين في العمل جنبًا إلى جنب مع نظيرتها الكهربائية، على الرغم من التحول نحو الحافلات العاملة بالبطارية، بحسب ما نشره موقع "إنرجي نيوز".

ويتخوّف البعض بشأن الاندماج طويل الأجل لحافلات الهيدروجين في الأسطول الحالي للمدينة، إذ يرى مراقبون أن تخصيص أموال تسوية النقل المستدام في المدينة لصالح الحافلات الكهربائية والبنية التحتية الخاصة بها يشير إلى تفضيل حلولها عن تلك العاملة بخلايا وقود الهيدروجين.

وكانت السلطات المحلية في ليفربول اشترت 20 حافلة هيدروجين عام 2021، في إجراء تعرّض لكثير من الانتقادات، بوصفه خطوة واسعة للثورة على انبعاثات النقل الذي يُعد مصدرًا رئيسًا للتلوث.

وتعود ملكية حافلات الهيدروجين -من طراز ألكسندر دينس إنفيرو 400 إف سي إي في- في ليفربول إلى هيئة المدينة، طبقًا لما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

مجموعة من مسؤولي مدينة ليفربول يقفون أمام حافلة هيدروجين أخضر
مجموعة من مسؤولي مدينة ليفربول يقفون أمام حافلة هيدروجين أخضر - الصورة من موقع airqualitynews

تطور الحافلات

في عام 2022 أُدخِلت حافلات الهيدروجين للخدمة لأول مرة، غير أنها توقفت بعد مرور 3 أشهر فقط على إطلاقها في مايو/أيار 2023؛ بسبب تحديات تشغيلية.

وأرجع مراقبون التأخير في إعادة إدخالها للخدمة إلى مشكلات تتعلّق بإمدادات الهيدروجين العالمية، التي أثرت في عمليات التزوّد بالوقود.

وعلى الرغم من تأمين إمداد جديد من الوقود النظيف، فإن حافلات الهيدروجين الأخضر المماثلة لها في المملكة المتحدة واجهت تأخيرات مشابهة وعقبات تشغيلية مماثلة؛ بسبب التدريب المستمر للسائقين وتحديات لوجستية أخرى.

وتُزوّد الحافلات العاملة بالهيدروجين بخلايا وقود بقدرة 350 كيلوواط، ويمكنها تخزين حتى 29.4 كيلوغرامًا من الهيدروجين في خزان خلفي.

ويمكن ملء تلك الخزانات خلال 5 دقائق فقط، وللخزان الواحد القدرة على تسيير الحافلة لمسافة تصل إلى 300 ميل، وقال مسؤولو المدينة، حينها، إن الحافلات العاملة بالهيدروجين تُعد إحدى أكثر الحافلات تطورًا وسهولة في التنقل بالبلاد، فضلًا عن أنها مزوّدة بخدمتي الشحن للهاتف والإنترنت المجانيَين.

إزالة الكربون

تعهّد عمدة ليفربول ستيف روثرام، في تصريحات صحفية مؤخرًا، بإزالة الكربون من أسطول الحافلات المشغلة في المدينة بحلول عام 2035.

عمدة ليفربول ستيف روثرام
عمدة ليفربول ستيف روثرام - الصورة من موقع newstatesman

ويعكس هذا الهدف التزامًا بخفض انبعاثات الكربون، لكن التحرك نحو الحافلات الكهربائية العاملة بالبطاريات يثير تساؤلات حول دور الهيدروجين في إستراتيجية إزالة الكربون بليفربول.

وتشير الحاجة إلى ما يصل لـ8 مستودعات للحافلات الجديدة، وإعادة تخصيص الحافلات الكهربائية للعمل على مسارات مختلفة، ومن ثَمّ إعادة تنظيم إستراتيجية كبيرة لدى السلطات القائمة على المدينة الإنجليزية.

ورغم أن دور الحافلات العاملة بالهيدروجين لن يُهمَّش كليًا، فإن دورها في الإستراتيجية الشاملة للمدينة يقل مقارنة بالمركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات.

وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، قد تعهّد بتخصيص 4 مليارات جنيه إسترليني (أكثر من نحو 5 مليارات دولار أميركي) لتصنيع حافلات كهربائية أو عاملة بالهيدروجين؛ بهدف طرح 4 آلاف حافلة عديمة الانبعاثات على الطرق بحلول العام المقبل 2025.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق