أستراليا تترقب استعادة ريادتها العالمية بإزالة الكربون من قطاع الفحم (تقرير)
نوار صبح
- • أستراليا كانت رائدة العالم في الحد من انبعاثات غاز الميثان.
- • أستراليا كانت تصدر تكنولوجيا تقليل انبعاثات الميثان إلى الصين.
- • "كيستريل كول" يُعَد أحد أكبر وأعمق المناجم تحت الأرض في أستراليا.
- • "كيستريل كول" كان ثالث أعلى منجم فحم في أستراليا من حيث الانبعاثات.
قد تعيد إزالة الكربون من قطاع الفحم لأستراليا ريادتها العالمية السابقة بالحد من انبعاثات غاز الميثان، في مراحل سابقة.
وقبل أن تبدأ طفرة الغاز الطبيعي المستخرج من الفحم، كان تخفيف انبعاثات غاز الميثان أمرًا شائعًا في قطاع التعدين، وكانت تمثل المركز العالمي للابتكار، وفقًا لتقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي مطلع العقد الأول من القرن الـ21، كانت منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية الأسترالية CSIRO تعمل على تطوير بعض أكثر تقنيات التقاط غاز الميثان تقدمًا في العالم لمناجم الفحم، وكانت المشروعات التجارية تتدفّق عبر ولايتيْ نيو ساوث ويلز وكوينزلاند.
وفي 2007، العام نفسه الذي فاز فيه منتخب أستراليا لاتحاد الروغبي بكأس العالم، افتتحت شركة بي إتش بي الأسترالية BHP أول محطة كهرباء تعمل بالميثان من مناجم الفحم في العالم.
8 مشروعات بقطاع الفحم في أستراليا
بحلول نهاية العقد، كانت لدى أستراليا 8 مشروعات مختلفة لتقليل غاز الميثان تعمل عبر مناجم الفحم في ولايتي نيو ساوث ويلز وكوينزلاند، بحسب ما نشرته منصة رينيو إيكونومي (Renew Economy).
وتم ربط 7 من هذه المشروعات بشبكة الكهرباء، وتحويل غاز الميثان المهدر إلى كهرباء، وكانت أستراليا تصدر تكنولوجيا تقليل انبعاثات الميثان إلى الصين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
إضافة إلى ذلك، كانت هذه المشروعات تمنع إطلاق أكثر من 260 ألف طن من الميثان سنويًا، وتحويلها إلى أكثر من 220 ميغاواط من الكهرباء في الوقت نفسه.
وكانت الفائدة المناخية السنوية تعادل تقليل أكثر من 7 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون.
في عام 2010، توقّعت وزارة الموارد والطاقة الأسترالية أن نتمكن من توسيع عدد مشروعات الحد من انبعاثات الميثان في قطاع الفحم، ومضاعفة القدرة على توليد الكهرباء على الأقل خلال العقد المقبل.
التخطيط لإطلاق تجربة تخفيف انبعاثات الميثان
تخطط شركة التنقيب والمعادن "ساوث 32" الأسترالية South32 لإطلاق تجربة تخفيف انبعاثات الميثان، وقد فاز أحد أكثر مناجم أستراليا إنتاجًا للغاز، مؤخرًا، بمنحة لتنفيذ ما يمكن أن يكون مشروعًا مهمًا على المستوى الوطني للحد من انبعاثات الميثان.
ويُعد "كيستريل كول" Kestrel Coal أحد أكبر وأعمق المناجم تحت الأرض في البلاد، ويقع وسط إحدى أكثر مناطق إنتاج غاز الفحم في البلاد، في حوض "بووين" بولاية كوينزلاند.
ويعمل المنجم منذ عام 1992، وعلى مدى السنوات الـ6 الماضية، كان مملوكًا لمشروع مشترك بين "إي إم آر كابيتال" EMR Capital و"ميتسوي" اليابانية Mitsui وشركة "آدارو" Adaro العملاقة لتعدين الفحم الإندونيسية.
ومنذ ذلك الحين، ظل الإنتاج ثابتًا نسبيًا، لكن انبعاثات الميثان ارتفعت بصورة كبيرة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
في السنة المالية الماضية، كانت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي أعلى بنسبة 289% مما كانت عليه عندما تم الاستحواذ عليه في عام 2018، حيث نمت بنسبة 18% في العام الماضي وحده. ونتيجة لذلك، كان"كيستريل كول" ثالث أعلى منجم فحم في البلاد من حيث الانبعاثات.
وتشير منصة رينيو إيكونومي (Renew Economy) المعنية بأخبار وتحليلات الطاقة النظيفة والمناخ، إلى أن المنجم يطلق الآن ما يعادل طنًا واحدًا من ثاني أكسيد الكربون لكل 5 أطنان من الفحم الذي ينتجه. وبالنظر إلى أن المنجم ينتج أكثر من 7 ملايين طن من الفحم سنويًا، فإن هذا يعادل نسبيًا إنتاج 3 أطنان من ثاني أكسيد الكربون كل دقيقة.
وبصفته منجم فحم تحت الأرض، فإن 3 أرباع انبعاثاته من الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي تأتي من عمود التهوية في المنجم، والغالبية العظمى من غاز الاحتباس الحراري هذا هو الميثان.
وبفضل هذه المنحة الجديدة، يمكن التقاط هذه الانبعاثات وتقليصها بصورة كبيرة عند عمود تهوية المنجم، باستعمال التقنيات التي كانت قيد الاستعمال في منتصف العقد الأول من القرن الـ21.
ومن المتوقّع أن يؤدي هذا إلى تقليص أكثر من 20 ألف طن من الميثان بصورة مباشرة سنويًا، والاستمرار في القيام بذلك على مدى العقد المقبل.
وفي حالة تم تنفيذه بهذه المواصفات، فقد يؤدي إلى خفض كثافة الانبعاثات في التعدين بمنجم كيستريل إلى النصف، ويصبح أكبر مشروع لتقليص غاز الميثان بمناجم الفحم في أستراليا.
التخفيف التجاري من انبعاثات الميثان
تمثل هذه بعضًا من الاستثمارات الأولى في التخفيف التجاري من انبعاثات الميثان على نطاق واسع، التي شهدتها أستراليا منذ مدة طويلة.
وعند نجاحها؛ فقد تمثل هذه الاستثمارات إثبات المفهوم اللازم لإعادة تنشيط ما كان سابقًا قطاعًا مزدهرًا للنمو في مجال الموارد، مع إمكان إزالة الكربون مما لا يقل عن 12 منجمًا آخر محليًا، ومجموعة من المناجم ذات الانبعاثات العالية دوليًا.
موضوعات متعلقة..
- تعدين الفحم في أستراليا تحت تهديد تضخم تكاليف التشغيل (تقرير)
- تمديد نشاط أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في أستراليا يوجه ضربة لتحول الطاقة
- تخارج محطات الفحم في أستراليا قد يُحدث فوضى.. وتوصيات مهمة
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: أسواق النفط تتأثر بوصول "زشكيان" لحكم إيران.. في حالة واحدة
- قمة المناخ كوب 29.. مصر تقود جهود تسهيل التفاوض بشأن "التمويل"
- تحسين كفاءة الألواح الشمسية بطريقة مبتكرة يزيد إنتاج الكهرباء