إنتاج الكهرباء في العراق يسجل رقمًا قياسيًا
وضع حجر أساس محطتي كهرباء بالدورة المركبة
سجل إنتاج الكهرباء في العراق قفزة قياسية خلال المدة الأخيرة، في إطار مساعي حكومة بغداد لتأمين الطلب المتزايد خلال فصل الصيف.
وكشف وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أن إنتاج بلاده من الكهرباء وصل الى 27.4 ألف ميغاواط للمرة الأولى في تاريخها، في حين زادت الأحمال خلال الصيف الحالي بنسبة 20%.
وقال وزير الكهرباء في العراق خلال كلمته، في إطلاق الأعمال التنفيذية في مشروع توسعة محطة الحيدرية الكهربائية-النجف الأشرف: "نضع اليوم الحجر الأساس لمشروعين حيويين سيضيئان مستقبل مدينة النجف".
وأضاف: "تسلّمنا وزارة الكهرباء في ظروف بالغة الصعوبة، وكان الإنتاج بحدود 19 ألف ميغاواط، ونجحنا في أقل من عامين من رفع الإنتاج إلى 27.40 ألف ميغاواط، بزيادة تُقدَّر بـ40%".
محاور زيادة إنتاج الكهرباء
شدد زياد علي فاضل على أن وزارته عملت بأكثر من محور لتنظيم قطاعات الكهرباء الثلاثة في العراق، الإنتاج والنقل والتوزيع، ولأول مرة تُبرَم عقود صيانة طويلة الأمد مع الشركات العالمية المصنّعة للمحطات لضمان إعطاء نتائج سليمة، وإطلاق خطط متوازية في قطاعي النقل والتوزيع.
وأشار إلى أنه على الرغم من القفزة النوعية في إنتاج الكهرباء في العراق، واجهت البلاد في صيف هذا العام تحديات في قطاع التوزيع، إذ زادت الأحمال بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي، مما ولّد ضغطًا هائلًا على الشبكة، مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
وأكّد إشراك القطاع الخاص الى جانب الجهد الحكومي في معالجة اختناقات الشبكة، وهي مستمرة في مناطق كثيرة من بغداد والعديد من المحافظات، مبيّنًا أن الحكومة تبحث عن الابتكار والوسائل المتطورة، إذ شجعت على إدخال تقنية الدورات المركبة، ذات الجدوى الاقتصادية المميزة، وأُبرِمَت عقود مع شركات عالمية مختلفة لتوفير 4 آلاف ميغاواط على مستوى محافظات البلاد.
محطات النجف
أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الإثنين، الأعمال التنفيذية في مشروعي توسعة محطتي "كهرباء الحيدرية"، و"النجف" الغازيتين، بنظام الدورة المركبة، بمجموع يصل إلى 495 ميغاواط، وكذلك مشروع المحطة التحويلية سعة 400 كيلو فولت.
وأكد أن المشروعات ضمن الاتفاق الإستراتيجي مع سيمنس الألمانية يتضمن مرحلتين، الأولى لـ3 محطات في النجف وكربلاء وبغداد، والمرحلة الأخرى تتضمن محطتين في البصرة وديالى، بسعة إجمالية تصل إلى 7500 ميغاواط.
وأشار إلى أهمية هذه المشروعات لمنظومة الكهرباء في العراق، وبالأخص للنجف التي تواجه نقصًا في التجهيز قياسًا بمستوى الأحمال الكهربائية.
وأوضح السوداني أن الحكومة وضعت الخدمات، ومنها الكهرباء وإصلاحها وتحسينها، في مقدمة مستهدفاتها، مشيرًا إلى العمل على توفير الوقود واستثمار الغاز المصاحب، ورفع كفاءة قطاعي النقل والتوزيع، وتحسين سياقات العمل، وتضمين نموذج اقتصادي مشجع ونافع لمصلحة الإنتاج والمواطن.
وشدد السوداني على أن سياسة الاستهلاك الخاطئة تحتاج إلى مراجعة؛ لأنها تؤثّر بأداء المنظومة، مؤكدًا العمل على الشراكة مع الشركات الرصينة والكفؤة التي أثبتت فاعليتها، وأن هذه المشروعات ستسهم في فكّ الاختناقات عن المنظومة، وتوزيع الإنتاج، والمناقلة.
ويوفر إنتاج الكهرباء من خلال الدورة المركبة مزايا كثيرة، من أهمها أنه سيضيف قدرة كهربائية جديدة دون الحاجة إلى الوقود الإضافي، ويستثمر الغاز المحترق، بالإضافة إلى توفير مليارات الدولارات سنويًا من خلال عدم استهلاك الوقود الإضافي.
وأشار وزير الكهرباء إلى أنه "من أبرز مزايا هذه التقنية إسهامها الفعال في حماية البيئة، إذ تعمل على تقليل انبعاثات الغازات الضارة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا يتماشى مع معايير الاستدامة البيئية، كما أنها تتميز بكفاءة تشغيلية عالية، إذ تقلل من أوقات الصيانة للوحدات الإنتاجية مقارنة بالدورات البسيطة، مما يضمن استمرارًا أفضل في تزويد الكهرباء.
وقال فاضل: "على الصعيد الاقتصادي، تُقدّم هذه المشروعات فوائد كثيرة لخزينة الدولة، على سبيل المثال، فإن توليد 4000 ميغاواط على الدورات البسيطة كان يستهلك قرابة مليون متر مكعب من الغاز المستورد في اليوم الواحد، بما يعادل نحو 10 ملايين دولار يوميًا، أي نحو 3 مليارات ونصف المليار دولار سنويًا، وهو مورد مـالي يمكن توجيهه إلى مشروعات التنمية الوطنية.
وأوضح أن الرؤية المستقبلية تتطلع إلى الاستفادة القصوى من الغاز العراقي المنتج محليًا في محافظات البصرة وميسان وواسط والأنبار وديالى، "إذ سيمكّن هذا التوجه الإستراتيجي من تقليل اعتمادنا على الغاز المستورد تدريجيًا، مما يعزز أمن الطاقة".
موضوعات متعلقة..
- عجز ضخم بإمدادات الكهرباء في العراق.. وخطوة أمام مشروع أكوا باور (خاص)
- إجراءات عاجلة حول الكهرباء في العراق.. وإقالة بعض القيادات
- قطاع الكهرباء في العراق يترقب 200 محطة نقل وتوزيع قبل الصيف
اقرأ أيضًا..
- تقرير سعودي يرفع توقعات الطلب على النفط في 2024 ويخفضها لعام 2025
- شركة أميركية تحفر 13 بئرًا نفطية في مصر لاستغلال 750 مليون برميل من الاحتياطيات
- أكثر الدول العربية توليدًا للكهرباء في 2023.. السعودية تتصدر والجزائر تتراجع (إنفوغرافيك)