تتجه شركة وودسايد الأسترالية Woodside لتصبح قوة عالمية في سوق الغاز المسال، بعد الموافقة على صفقة استحواذ على مشروع أميركي ضخم.
وأعلنت الشركة الأسترالية، في بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، اليوم الإثنين 22 يوليو/تموز 2024، موافقتها على شراء شركة تيلوريان الأميركية Tellurian، وهي مطور للغاز الطبيعي المسال، بقيمة 900 مليون دولار.
وتشمل الصفقة شراء وودسايد مشروع منشأة تصدير الغاز المسال "دريفتوود" Driftwood المستهدف تدشينه، والتابع للشركة الأميركية على ساحل الخليج، مقابل 1.2 مليار دولار، متضمنة الديون.
وتأتي الصفقة في إطار قناعة وودسايد بأن الطلب على الغاز المسال سينمو خلال السنوات الـ10 المقبلة، وهو ما عبّرت عنه الرئيسة التنفيذية للشركة ميغ أونيل، خلال شهر فبراير/شباط الماضي، متوقعةً تمركز الطلب في الصين وجنوب شرق آسيا بصورة رئيسة.
وجاءت تصريحات أونيل، عند إعلان وودسايد الأسترالية إبرام صفقة بيع غاز مسال طويلة الأمد مع شركة كوغاز الكورية الجنوبية (Kogas) لتزويدها بنصف مليون طن سنويًا لمدة 10 سنوات ونصف العام، بدءًا من 2026.
شركة تيلوريان
أعلنت وودسايد أنها اشترت تيلوريان الأميركية للغاز المسال بسعر دولار لكل سهم من الأسهم العامة، وبزيادة بنسبة 75% عن آخر سعر وصل إليه السهم في نهاية آخر جلسة تعاملات بالبورصة.
وتمنح الصفقة وودسايد الأسترالية الحق في السيطرة التامة على مشروع دريفتوود للغاز المسال في الولايات المتحدة، وسط صعوبات تواجهها مثل هذه المشروعات في أميركا بسبب قرار رئاسي.
وقرر الرئيس الأميركي جو بايدن، قبل عدة أشهر، تعليق منح رخص جديدة لتصدير الغاز المسال من الولايات المتحدة لدول لا ترتبط معها باتفاقيات تجارية.
ورغم ذلك؛ فقد قالت الرئيسة التنفيذية لشركة وودسايد الأسترالية ميغ أونيل: "إن الصفقة تمنحنا الفرصة لنصبح شركة غاز مسال عالمية، حيث تضيف إلى قدرتنا البالغة -حاليًا- 10 ملايين طن متري سنويًا في أستراليا".
كما تنقذ الصفقة الشركة الأميركية من أزمة الديون والتعثر المالي.
وقالت تيلوريان في شهر مايو/أيار الماضي (2024)، إنها تبحث عن شريك مالي لتمويل مشروع "دريفتوود" للغاز المسال، وربما تلجأ لبيع أصولها البحرية لسداد جزء من ديونها.
قرار استثماري نهائي
قالت شركة وودسايد إنها تستهدف اتخاذ قرار استثمار نهائي بشأن المرحلة الأولى من مشروع الغاز المسال "دريفتوود" بعد شراء شركة تيلوريان الأميركية في الربع الأول من العام المقبل (2025).
وأضافت الشركة، في بيان على موقعها الإلكتروني: "نتوقع الاستفادة من خبرتنا العالمية لتطوير المشروع وتوسيع علاقتنا مع شركة بتشتل Bechtel المسؤولة عن الأعمال الهندسية والمقاولات له، وأيضًا المرحلة الثانية من مشروع الغاز المسال بلوتو 2 في أستراليا".
وواجه المشروع مجموعة من النكسات؛ منها إلغاء بعض عقود بيع الغاز المسال المبرمة، وسط مخاوف من احتمالية عدم قدرة الشركة على إكمال المشروع وتشغيله.
وفي خطاب تحفيزي للمساهمين لقبول العرض، أرسله الرئيس التنفيذي لـ"تيلوريان" مارتين هوستون، أمس الأحد 21 يوليو/تموز 2024، قال: "إن العرض من وودسايد الأسترالية هو الأفضل لشركتنا، لأنه من الصعب توفير تمويلات مليارية مطلوبة لبناء مشروع الغاز المسال دون وجود تعاقدات طويلة الأجل مع المشترين لكل الكميات المرتقب إنتاجها".
وأضاف أن حصول الشركة على سيولة نقدية فور عملية البيع، يُعد من الأسباب التي تدعم إبرام الصفقة.
وأوضح أن مجلس إدارة الشركة أوصى بالإجماع ببيع المشروع؛ لأنه يرى "أن الحصول على سيولة مؤكدة أفضل من مشروع مُحاط بالشكوك".
وتابع أن وودسايد الأسترالية تُعد مشغلًا يتمتع بمصداقية عالية، مع إمكان الوصول بشكل أفضل إلى الموارد المالية وقدرة أكبر على إدارة مخاطر الشراء، "وأثق بأنها المطور المناسب للمشروع"، وفق البيان.
ووصف محلل قطاع الطاقة في "إم إس تي ماركوي" ساول كافونيك، الصفقة بالجيدة، وأنها أفضل من الصفقة التي كانت وودسايد الأسترالية ترغب في تنفيذها، وهي الاندماج مع شركة "سانتوس" Santos.
ويرى المحلل أن الشركة الأسترالية حصلت على نظيرتها الأميركية بسعر جيد، سيمكنها من الحصول على قيمة مضافة، خاصة أنها ستستطيع الوصول بمشروع "دريفتوود" إلى أرض الواقع والتعامل بصورة أفضل من تيلوريان معه، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأضاف أن كثيرًا من المشترين المحتملين السابقين للشركة الأميركية، هربوا من الصفقة بسبب المشكلات المالية التي تعانيها، لكن وودسايد ستستطيع إدارة هذه الأمور جيدًا.
موضوعات متعلقة..
- وودسايد الأسترالية تستعين بشريك ياباني لتطوير مشروع ضخم للغاز المسال
-
وودسايد الأسترالية تبدأ إنتاج النفط من مشروعها في خليج المكسيك
اقرأ أيضًا..
- أوابك: الطلب على النفط لن يتأثر بالسيارات الكهربائية
-
وزير الطاقة اللبناني لـ"الطاقة": انفراجة أزمة الوقود العراقي.. وهذا موعد وصول الشحنات