هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

ناقلات الأمونيا.. رهان باهظ على صناعة دون مستوى الإنتاج المطلوب (تقرير)

أسماء السعداوي

تشهد سوق ناقلات الأمونيا ازدهارًا مؤخرًا؛ إذ تعوّل شركات عالمية شهيرة على الوقود الجديد لفتح صفحة جديدة في إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري.

ومن بين الأسماء التي طلبت بناء سفن نقل الأمونيا ميرسك (Maersk) و"كارديف غاز" (Cardiff Gas) و"كابيتال ماريتيم" (Capital Maritime)، بالإضافة لشركات يابانية رفيعة.

ووفق موسوعة مفاهيم منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الأمونيا هي مركب رمزه الكيميائي (NH3)، ويتكون من ذرة نيتروجين واحدة (82%) و3 ذرّات هيدروجين (18%).

ورغم التفاؤل بشأن زيادة الطلب على ناقلات الأمونيا، فإن إنتاج الوقود المطلوب بحلول عام 2027 مازال ضئيلًا جدًا، كما أن قطاعًا كبيرًا من المشروعات المُعلَنة لم يصل بعد إلى مرحلة دراسات جدوى، وهو ما يُسبّب حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل القطاع.

الطلب على ناقلات الأمونيا

يحمل الشحن البحري أهمية حاسمة لسلاسل التوريد العالمية؛ إذ إنه مسؤول عن 80% من حركة نقل البضائع، كما يُطلق نحو 3% من انبعاثات غازات الدفيئة المسبّبة لتغير المناخ.

وظهرت الحاجة الملحّة على وقود الأمونيا النظيفة بوصفها وقودًا للشحن البحري خلال عام 2024 الجاري، بسبب هجمات جماعة الحوثيين على طريق البحر الأحمر؛ ما دفع سفن التجارة للإبحار آلاف الأميال حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح تجنبًا للهجمات؛ وهو ما أدى لإطلاق ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون.

وتراهن شركات شحن كبرى على الأمونيا بوصفها وقودًا محوريًا في رحلة تخلُّص صناعة الشحن البحري من الوقود الأحفوري الملوث، وتضخّ مليارات الدولارات لبناء ناقلات تعمل بالوقود النظيف، سعيًا لتحقيق أهدافها الخاصة بإزالة الكربون من عملياتها.

ناقلة أمونيا
ناقلة أمونيا - صورة أرشيفية

وثمة طريقتان لإنتاج وقود الأمونيا النظيفة تعتمدان بصورة كبيرة على طريقة إنتاج الهيدروجين نفسه، الأولى هي الأمونيا الخضراء التي يُستعمل في إنتاجها الهيدروجين المنتَج من مصادر الطاقة المتجددة، والثانية هي الأمونيا الزرقاء التي تُنتج باستعمال الهيدروجين المنتج من الغاز الطبيعي، مع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

وتُنتج الأمونيا الزرقاء باستعمال الهيدروجين المنتج من الغاز الطبيعي، مع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

وتزايد عدد السفن القابلة لنقل الأمونيا، والتي تنقل حاليًا الغاز المسال على مدار الأعوام القليلة الماضية؛ بفضل الانتعاشة في صادرات الولايات المتحدة (أكبر مصدّر للغاز المسال في العالم) والطلب في الصين (أكبر مستورد للغاز المسال في العالم).

ومع إضافة وقود الأمونيا منخفضة الكربون، سيُفتح الباب أمام مصدر جديد لتشغيل ناقلات الأمونيا بحلول عام 2027، وفق وكالة بلومبرغ.

يُشار هنا إلى أنه يمكن للناقلات الكبيرة جدًا أن تنقل الأمونيا وأنواع الوقود الأحفوري مثل غاز النفط المسال والبروبان والإيثان، لكن عادةً ما تكون ناقلات الغاز الكبيرة جدًا غير مناسبة لنقل الأمونيا.

ويُستعمل 20% تقريبًا من سعة ناقلة غاز النفط المسال في نقل الأمونيا، رغم أنه لا يُمكن استعمال جميع ناقلات غاز النفط المسال لهذا الغرض، بسبب الخصائص الكيميائية للأمونيا.

هل الوقود متوافر؟

قدّمت شركات شحن عالمية، من بينها "ميرسك تانكرز" وشركتان يابانيتان وشركتان يونانيتان، طلبات تصل قيمتها المجمّعة إلى 16 مليار دولار لبناء سفن سيكون الكثير منها قادرًا مستقبلًا على نقل الأمونيا، وفق شركة الأبحاث المتخصصة "فيسلز فاليو" (VesselsValue).

ولدى شركة ترافيغورا عدد من ناقلات الأمونيا صغيرة الحجم، كما أن منافستها غنفور سيكون لديها أربع ناقلات من الحجم الكبير جدًا بحلول نهاية العقد الجاري، لنقل غاز النفط المسال.

ومن المتوقع دخول العدد الأكبر من ناقلات الأمونيا الجديدة في غضون عامين أو ثلاثة.

وبالرغم من حجم الأموال الضخمة التي تنفقها الشركات لبناء ناقلات الأمونيا، ما زال من غير الواضح ما إذا كانت ستتوافر إمدادات كافية من الأمونيا النظيفة بحلول موعد تشغيل الناقلات الجديدة.

ومن المتوقع أن يصل حجم إنتاج الأمونيا الخضراء والزرقاء إلى 9.9 مليون طن في عام 2027، وفق تقديرات شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي (Wood Mackenzie).

ولتوضيح حجم ذلك الرقم، فإنه يعادل 200 ألف برميل يوميًا، بما يمثّل 0.2% من الطلب العالمي حاليًا على النفط الخام، ونحو 7% من الطلب الحالي على ناقلات غاز النفط المسال.

نقلة أمونيا وغاز نفط مسال
نقلة أمونيا وغاز نفط مسال - الصورة من "marinetraffic"

وبحلول 2027، تشير تقديرات شركة "كلاركسون" للأبحاث إلى أن عدد السفن القادرة على نقل الأمونيا وغاز النفط المسال سينمو بمقدار الربع، مع افتراض عدم خروج السفن القديمة من الخدمة.

وفي تقديراتها بشأن حجم إنتاج الأمونيا المستعملة في قطاع الشحن وتوليد الكهرباء، تقول وكالة الطاقة الدولية، إن نحو ثُلثي المشروعات المعلنة ما زال في مراحل تطوير مبكرة للغاية، حتى إن بعضها لم يبدأ بعد إجراء دراسات الجدوى.

يعني ذلك وجود عدم يقين كبير بشأن القدرة على تحقُّق توقعات الإنتاج إلى واقع.

ولذلك، يقول التقرير، إنه لكي تتوطد أسس سوق الشحن بناقلات الأمونيا ولتبدأ الصناعة في إزالة الانبعاثات، يجب أولًا انطلاق تجارة لإنتاج الأمونيا نفسها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق