رئيسيةأخبار النفطأسهم وشركاتشركاتنفط

طرح أكبر مصفاة نفط في أفريقيا بالبورصة

أسماء السعداوي

كشف مالك أكبر مصفاة نفط في أفريقيا أليكو دانغوتي النقاب عن موعد طرح المصفاة بالبورصة، وتطورات الأزمة مع شركات النفط العالمية والشركة الوطنية.

ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُعوّل على المصفاة -وهي مصفاة دانغوتي في نيجيريا العاملة بطاقة تشغيل قصوى 650 ألف برميل يوميًا- لإنهاء اعتماد البلد الواقعة في غرب أفريقيا على واردات الوقود الباهظة.

ورغم أن نيجيريا هي صاحبة أكبر احتياطيات نفط وغاز في أفريقيا، فإنها تعتمد على الخارج لاستيراد المشتقات بسبب تقادم المصافي؛ ولذلك تلجأ إلى مقايضة الخام بالوقود في معادلة خاسرة لخزينة الدولة.

ويواجه إنتاج النفط في نيجيريا مشكلات عديدة، أبرزها السرقة وتخريب خطوط الأنابيب، فضلًا عن الفساد الذي يضرب أركان القطاع الذي يمثّل الشريان الرئيس للنقد الأجنبي وخطط التنمية.

ولجأت "دانغوتي" للشراء من الخارج في ظل تعسف الشركات العالمية العاملة داخل نيجيريا لتوفير إمدادات بسعر باهظ، ليطالها اتهام بمحاولة إفشال أكبر مصفاة نفط في أفريقيا.

طرح مصفاة دانغوتي بالبورصة

أعلن رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة "دانغوتي إنستريز" أليكو دانغوتي أن موعد طرح أكبر مصفاة نفط في أفريقيا بالبورصة النيجيرية سيكون قبل نهاية شهر مارس/آذار من العام المقبل (2025).

وقال دانغوتي -وهو أغنى رجل في أفريقيا-: "نخطط لطرح المصفاة ومصانع البتروكيماويات بالبورصة قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل".

وتسعى المجموعة إلى توسيع قاعدة العملاء، وفتح المجال لمزيد من القيمة أمام حملة الأسهم.

رجل الأعمال أليكو دانغوتي
رجل الأعمال أليكو دانغوتي - الصورة من موقع شركة "دانغوتي إندستريز"

أزمة مع شركة النفط الوطنية

أكد أليكو دانغوتي أن شركة النفط الوطنية المملوكة للحكومة الفيدرالية أصبحت تملك 7.2% من أسهم مصفاة دانغوتي، وليس 20% بحسب المعتقد السائد.

وقال، إن الشركة وعدت بسداد المبلغ مقابل حصة الـ20% التي أُعلنَت سابقًا، لكنها لم تفِ بالتزاماتها.

وكانت شركة النفط الوطنية قد وافقت في وقت سابق على شراء حصة 20% بمصفاة دانغوتي والدفع مقابلها بكميات ضخمة من الخام، لكن أحدث البيانات المالية تشير إلى أنها التزمت بتوفير 335 ألف برميل يوميًا فقط، وكانت الشحنات في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين أقل بكثير من ذلك الحجم.

بدورها، أوضحت شركة النفط الحكومية أنها اتخذت قرارًا قبل عدّة أشهر بوضع حدّ للمشاركة في الأسهم، وأبلغت أكبر مصفاة نفط في أفريقيا بذلك.

وبحسب الشركة، فالقرار يأتي ضمن عمليات التقييم الدورية لحافظة استثماراتها بما يضمن اتّساقها مع الأهداف الإستراتيجية، وفق وكالة بلومبرغ.

عامل داخل موقع إنتاج نفطي في نيجيريا
عامل داخل موقع إنتاج نفطي في نيجيريا - الصورة من وكالة فرانس برس

أزمة البنزين والشركات الأجنبية

بدأت مصفاة دانغوتي عملياتها في مطلع 2024 بإنتاج البروبيلين والنافثا والديزل والبنزين ووقود الطيران، ومن المتوقع زيادة الإنتاج إلى 500 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب المقبل (2024)، و550 ألف برميل يوميًا بنهاية العام نفسه، وصولًا إلى طاقتها التشغيلية القصوى عند 650 ألف برميل يوميًا في الربع الأول من 2025.

ووعد دانغوتي خلال منتدى الرؤساء التنفيذيين الأفارقة في رواندا بأن أكبر مصفاة نفط في أفريقيا ستضع نقطة النهاية لاستيراد نيجيريا مليار لتر من البنزين شهريًا، بدءًا من شهر يونيو/حزيران (2024)، كما ستلبي احتياجات دول غرب أفريقيا من البنزين والديزل واحتياجات القارة السمراء من وقود الطيران.

وبحسب أليكو دانغوتي، من المتوقع أن ترتفع إيرادات التشغيل الكامل للمصفاة عن 26 مليار دولار سنويًا، وستنتج المصفاة 53 مليون لتر من البنزين يوميًا و1.1 مليون طن يوميًا، وهو ما يلبي احتياجات نيجيريا بل يفيض، لتصدّره للخارج.

لكن المصفاة أجّلت موعد طرح شحنات البنزين في السوق، الذي كان مقررًا في يوليو/تموز الجاري حتى أغسطس/آب المقبل (2024).

وقال دانغوتي، إن خطة طرح البنزين في السوق في يونيو/حزيران غير ممكنة، بسبب تحديات صغيرة، مشيرًا إلى إن إنتاج البنزين سيكون بين يومي 10 و15 يوليو/تموز، وسيبقى أسبوعًا داخل صهاريج التخزين لحين استقرار الإمدادات، ثم سيخرج إلى السوق بحلول الأسبوع الثالث من الشهر السابع.

جاء ذلك بعد إعلان المصفاة حل مشكلات إمدادات الخام بمساعدة شركة النفط الوطنية والحكومة الفيدرالية.

كما أكد دانغوتي نفسه حل المشكلة خلال الأسبوع الماضي، وقال: "سُوِّيَت مشكلة الخام الأسبوع الماضي، ونأمل أن تحترم شركات النفط العالمية ذلك".

اتهام بالتآمر

اتّهم نائب الرئيس لشؤون النفط والغاز في شركة دانغوتي إندستريز ديفاكومار إدوين في تصريحات سابقة شركات النفط العالمية العاملة داخل البلاد بالتآمر لإفشال أكبر مصفاة نفط في أفريقيا.

وقال إدوين، إن تلك الشركات الأجنبية تعمّدت عن قصد إفشال محاولات مصفاة دانغوتي لشراء النفط الخام، عبر رفع التكلفة فوق سعر السوق بمقدار 6 دولارات، لتجبر المصفاة على استيراد الخام من دول أخرى، مثل الولايات المتحدة، بتكلفة عالية.

وأضاف: "يبدو أن هدف شركات النفط العالمية هو ضمان فشل مصفاتنا للنفط، إنهم إمّا يطلبون عمدًا علاوة سخيفة وضخمة، أو يقولون ببساطة، إن الخام غير متوافر".

وتابع: "يبدو أن هدف شركات النفط العالمية هو ضمان بقاء نيجيريا دولة تُصدّر النفط الخام وتستورد المنتجات النفطية المكررة، إنهم يحرصون على تصدير المواد الخام إلى بلادهم، ما يوفر فرص عمل وثروة لبلادهم، ويضيف إلى الناتج المحلي الإجمالي هناك، ويُغرقون نيجيريا بالمنتجات المكررة باهظة الثمن، ولذلك يجعلوننا معتمدين على المنتجات المستوردة".

ورغم تأكيد حل الأزمة، فإن من المحتمل أن يكون الإعلان مجرد وسيلة لتهدئة النيجيريين الخائفين من شح البنزين في السوق، ومن ثم ارتفاع أسعاره مجددًا، وفق تقرير لصحيفة "بانش" المحلية (punchng).

وثمة توقعات بتأجيل جديد لموعد إنتاج البنزين من مصفاة دانغوتي، وذلك للمرة الثالثة منذ بدء طرح إنتاج الديزل ووقود الطيران بالسوق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق