نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسية

خطط تطوير قطاع النفط والغاز في الأرجنتين تثير مخاوف المستثمرين

مع تذبذب السياسات ما بين الخصخصة والتأميم

حياة حسين

يعمل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، منذ توليه السلطة في نهاية العام الماضي (2023) على خطط إصلاح اقتصادي تقدّم حوافز إلى المستثمرين عامة، وقطاع النفط والغاز المسال خاصة، مستهدفًا زيادة الصادرات، لكن تذبذب سياسات الرؤساء السابقين بمثابة شبح من الماضي قد يهدّد تلك المجهودات.

ويتبنّى ميلي، الذي فاز في انتخابات عامة خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، سياسة العلاج بالصدمة، إذ بدأ اتخاذ خطوات حادة لمسار الاقتصاد، كما يتبنّى شعار "ثورة السوق الحرة في اقتصاد متعثر".

ووافق البرلمان في أبريل/نيسان 2024 على قانون الإصلاح الشامل للاقتصاد الذي قدّمه ميلي.

غير أن تقرير، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يرى أن ثورة الرئيس الاقتصادية، ومساعيه إلى جذب المستثمرين في قطاع النفط والغاز المسال بصفة خاصة قد تواجه بعض العراقيل.

إصلاح اقتصادي

قدّم قانون الإصلاح الاقتصادي الجديد في الأرجنتين الفرصة لإحداث تغيرات هائلة في قطاع النفط والغاز، إذ لم تعد الشركات ملتزمة بتوجيه إنتاجها لتلبية احتياجات السوق المحلية، وفق مدير شركة الاستشارات "باسبارتو" جوان جوز كارباجالس، حسبما ذكر تقرير لموقع "إنرجي إنتيليغنس"، أمس الجمعة 5 يوليو/تموز 2024.

بينما أشار محامو شركة "إي واي"، في مذكرة بحثية، إلى أن القانون يضمن حرية الصادرات والواردات، وتسهيلات أكبر للصادرات في المستقبل.

كما ستتخلى الحكومة عن دورها في تحديد الأسعار الذي لعبته مدة طويلة، وسيمهد هذا الطريق للتخلص التدريجي من دعم المنتجين الطويل أيضًا، الذي كانت تضطر الدولة إلى سداده رغم التعثر الاقتصادي الطويل.

وستلغي الدولة القيود والضرائب المفروضة على الصادرات، كما ستمنح إعفاءات على الواردات من خامات ومواد البنية التحتية، وتعفي المستثمرين من قيود تغيير العملة.

وقال الشريك في شركة "دي إل إيه" أغوستو مانسينلي: "مثل هذه السياسات عندما تنجح تكون النتائج مغيرة للأحوال"، وقد بدأت نتائج تلك الإجراءات تنعكس بسرعة على بعض المستثمرين المحليين لاغتنام الفرصة.

وعلى سبيل المثال، عرضت شركة "تي جي إس" TGS، استثمار 700 مليون دولار، لزيادة قدرة المرحلة الأولى من مشروع خط أنابيب نقل الغاز "نيستور كيرتشنر" Nestor Kirchner، من مشروع "فاكا مويرتا" إلى مدينة بوينس آيرس.

وتوقع مراقبون في السوق وجود مزيد من الخطط الاستثمارية التي تتجاوز مليارات الدولارات، متضمنة مشروعات ظلت طويلًا محفوظة على الأرفف، بسبب تدهور وضع الاقتصاد الكلي في البلاد.

كما سيكون تطوير مشروعات تصدير الغاز المسال مهما، خاصة خطة التصدير متعددة المراحل التي أعلنتها شركتان مملوكتان للدولة هما "واي بي إف" YPF و"بتروناس" Petronas، واللتان تنظران إلى أهمية الحوافز الاستثمارية، ما يدفعهما إلى اتخاذ قرار نهائي في 2025 بهذا الشأن.

ونجاح هذا الأمر يؤهل شركة النفط الحكومية إلى تصدير الغاز لدول المنطقة المتعطشة للغاز الطبيعي المسال، بما في ذلك البرازيل وكولومبيا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي يبحث عن مصادر بديلة للغاز، منذ بدء حرب روسيا وأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

خصخصة وتأميم

حقل فاكا مويرتا للغاز الصخري في الأرجنتين
حقل فاكا مويرتا للغاز الصخري في الأرجنتين - الصورة من دياريو ريو نغرو

تواجه خطة الرئيس الأرجنتيني الجديد لإصلاح بيئة الاستثمار في قطاع النفط والغاز شبح الماضي، بسبب سياسات الرؤساء السابقين، التي تثير مخاوف المستثمرين.

ففي الماضي القريب، وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي، جرت خصخصة شركة "واي بي إف"، ثم صادرت الحكومة اليسارية، التي جلست على مقعد السلطة، معظم أسهم الشركة لصالح الدولة "تأميم الشركة" في 2012، بعد وقت قليل من تحقيق اكتشافات حقل الغاز الصخري"فاكا مويرتا".

وحاول الرئيس السابق ماوريسيو ماكري، المنتمي إلى يمين الوسط في وقت لاحق، التحرك تدريجيًا نحو السوق الحرة، إلا أن جهوده ضاعت سدى مع انهيار أسعار المنتجات الزراعية العالمية، ما أدى إلى انزلاق الاقتصاد إلى حالة من الفوضى.

كما تواجه الخطط الاستثمارية للرئيس الحالي للأرجنتين خافيير ميلي، انتقادات شديدة من معسكر الاتجاه القومي، الذي يرى أن تلك التدابير سخية للغاية، وتقلل -دون داع- من نصيب الدولة.

غير أن العامل الأهم الآن، وفق آراء عديدة، هو كيفية تنفيذ الرئيس الحالي خطته، التي لا تزال تثير شكوك المستثمرين، إلى أن يستطيعوا رؤية تقدم في تفعيلها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق