مكافحة تغير المناخ في تكساس بعزل الكربون تثير الجدل (تقرير)
نوار صبح
- "عزل الكربون" يشكل ركيزة ناشئة لسياسة المناخ الأميركية
- عزل الكربون قد يفشل في تقليل غازات الدفيئة المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب
- العديد من البتروكيماويات مثل البلاستيك لا يمكن إنتاجها حاليًا دون الوقود الأحفوري
- آبار الحقن تُستعمل على نطاق واسع للتخلص من مياه الصرف الصحي للنفط والغاز
شهدت خطط السيطرة على مظاهر تغير المناخ في تكساس خطوة جديدة، بعدما خصّصت الولاية الأميركية مساحات شاسعة من مياهها الساحلية لآبار حقن ثاني أكسيد الكربون.
وهدفت هذه الخطوة إلى خفض غازات الدفيئة المؤدية إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، إذ أتاحت الولاية أكثر من مليون فدان (4 آلاف و46 كيلومترًا مربعًا) من المياه البحرية المملوكة لها لتلقي عروض الشركات.
وفتحت تكساس المياه لهذه الغاية في خليج لافاكا وخليج ماتاغوردا وأقصى جنوب لاغونا مادري، وقبالة شاطئ جزيرة جنوب بادري وجزيرة ماتاغوردا وفريبورت وشبه جزيرة بوليفار.
وكان طلب العروض الصادر في يونيو/حزيران الماضي عن مكتب الأراضي العام في تكساس هو الرابع منذ عام 2021 والأكبر على الإطلاق، واستهدف -آنذاك- حقن غازات الدفيئة تحت الأرض والتخلص منها بصورة دائمة، حسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
عزل الكربون
جاءت خطوة الضخ البحري للكربون بهدف مكافحة تغير المناخ في تكساس، إذ تمثّل عملية "عزل الكربون" ركيزة ناشئة لسياسة المناخ الأميركية، وتستعد للتوسع السريع بفضل التمويل الفيدرالي وبدعم من قطاع النفط والغاز.
وتشمل هذه التقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون من المنشآت الصناعية، ونقله عبر الأنابيب إلى رؤوس الآبار، وضخه تحت الأرض بدلًا من إطلاقه في الهواء، حسبما نشرته مؤسسة إنسايد كلايمت نيوز Inside Climate News، المعنية بأخبار الطاقة والبيئة.
وقال مساعد وزير الطاقة الأميركي السابق، مدير مركز إدارة الكربون في قطاع الطاقة بجامعة هيوستن، تشارلز ماكونيل: "نحن الآن على أعتاب الابتعاد عن البحوث المؤسسية والاتجاه أكثر نحو النشر التجاري على نطاق واسع".
ويشير المحللون إلى أن هذه الممارسة ما تزال باهظة الثمن وتمثّل تحديًا تقنيًا، وهناك عدد قليل من الأمثلة على النطاق التجاري قيد التشغيل على الرغم من عقود من الدعم لهذه التكنولوجيا.
وبعيدًا عن خطوات مكافحة تغير المناخ في تكساس، حذّر العديد من علماء البيئة من أن عزل الكربون قد يفشل في تقليل غازات الدفيئة التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب مع إطالة أمد الطلب على الوقود الأحفوري.
اتجاه جديد
في نطاق أوسع من مكافحة تغير المناخ في تكساس، توقع تشارلز ماكونيل نمو الطلب على المدى الطويل على الوقود الأحفوري مع -أو دون- احتجاز الكربون، مشيرًا إلى استمرار الطلب العالمي على الطاقة في النمو، في حين أن المصادر المتجددة تكمل في الغالب توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري بدلًا من استبداله.
وقال ماكونيل، إن العديد من البتروكيماويات مثل البلاستيك لا يمكن إنتاجها حاليًا دون الوقود الأحفوري.
ويتوقع هو وغيره من قادة الصناعة أن يصبح ساحل الخليج الأميركي مركزًا عالميًا للتخلص من الكربون، وذلك بفضل 3 عوامل: الجيولوجيا المواتية، والقرب من الانبعاثات الصناعية، وبساطة العمل على الأراضي المملوكة للولاية.
ولم يشهد حقن ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض تطورات جديدة، بعدما ركز منتجو النفط ذلك لعقود من الزمن على استخراج آخر قطرات من النفط من التكوينات الجيولوجية.
في المقابل، تُستعمل آبار الحقن على نطاق واسع للتخلص من مياه الصرف الصحي للنفط والغاز، ويرى المحللون أن حفر آبار جديدة للتخلص من ثاني أكسيد الكربون يظل ممارسة غير معهودة.
على هذا النحو، تجري إدارة ترخيص البرنامج من جانب الحكومة الفيدرالية عبر وكالة حماية البيئة الأميركية في جميع الولايات باستثناء 3 ولايات، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
جهود تكساس
لم تسمح وكالة حماية البيئة -بعد- بأولى هذه الآبار المسماة "الفئة السادسة" المستعملة ضمن خطة مكافحة تغير المناخ في تكساس، لكنها تظهر 13 طلب ترخيص قيد المراجعة بإجمالي 34 بئراً.
ومن بين هذه التطبيقات، توجد 11 تطبيقًا على الشاطئ، وواحد يشمل العزل البحري والآخر في الأراضي الرطبة الساحلية.
ويوجد مشروع آخر، "بايو بيند" Bayou Bend من شركتي شيفرون Chevron وتوتال إنرجي Total Energies، يُطلق عليه اسم "أول بئر طبقية بحرية لاحتجاز الكربون وتخزينه في مياه الولاية الأميركية".
من جهتها، طلبت هيئة تنظيم حقول النفط في تكساس من لجنة السكك الحديدية في الولاية إدارة برنامج تراخيص الفئة السادسة، وهي سلطة منحتها وكالة حماية البيئة إلى ولايات لويزيانا وداكوتا الشمالية ووايومنغ.
وقالت مديرة لجنة "شيفت" Shift، وهي مجموعة مراقبة تابعة للجنة السكك الحديدية، فيرجينيا بالاسيوس، إن منح لجنة السكك الحديدية سلطة على الآبار من الدرجة السادسة من شأنه أن يطلق العنان لتنمية تجارية سريعة واسعة النطاق لعزل الكربون ومواصلة مكافحة تغير المناخ في تكساس، وهو أمر الولاية غير مستعدة له.
وأشارت إلى التماس قدّمه ائتلاف من المجموعات البيئية لدعم مكافحة تغير المناخ في تكساس العام الجاري 2024، يزعم وجود "العديد من أوجه القصور التقنية" في ترخيص لجنة السكك الحديدية آبار حقن مياه الصرف الصحي للنفط والغاز، التي تسببت في انفجارات الآبار، وتعريض موارد المياه للخطر، وتسببت في الزلازل وخلقت المجاري.
وفي يونيو/حزيران الماضي، وافقت وكالة حماية البيئة على التحقيق في هذه الادعاءات، وخلال الشهر ذاته طلب 7 أعضاء ديمقراطيين من تكساس في الكونغرس من وكالة حماية البيئة عدم منح الولاية سلطة ترخيص آبار عزل الكربون.
موضوعات متعلقة..
- آبار الحقن في تكساس تخضع لمراجعة بعد اتهامها بإحداث زلازل وانفجارات
- تغير المناخ يزيد انقطاعات التيار الكهربائي في الولايات المتحدة (تقرير)
- مستقبل تقنية احتجاز الكربون من الهواء مرهون برقم 100 دولار للطن (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أوابك تفضح خدعة السيارات الكهربائية.. انبعاثات تيسلا تعادل 59 مليون برميل نفط
- حقل آمال.. اكتشاف نفطي احتياطياته 2.5 مليار برميل مسؤول عن ثلث إنتاج ليبيا
- 8 شركات بطاريات صينية تتجه إلى المغرب.. ضربة غير مباشرة لأميركا