تقارير منوعةالتقاريرتقارير دوريةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

المضخات الحرارية العاملة بالبروبان تكتسب زخمًا في القطاع السكني الأوروبي (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

تحظى المضخات الحرارية العاملة بالبروبان بزخم متزايد في السوق السكنية، من أجل خفض البصمة الكربونية لهذا القطاع الذي يشهد نموًا متزايدًا، خاصة في أوروبا.

وبصفتها غازات دفيئة قوية، بدأ بعض الدول في تقليص الاعتماد على مركبات الهيدروفلوروكربونات المستعملة على نطاق واسع بصفتها مبردات بالمضخات الحرارية، لصالح البروبان الذي ظهر بديلًا قابلًا للتطبيق.

وعلى وجه الخصوص، أخذت أوروبا زمام المبادرة في المضخات الحرارية العاملة بالبروبان، في حين تواجه السوق الأميركية تحديات بسبب قوانين ومعايير السلامة الحالية التي تحتاج إلى معالجة.

وتشير التقديرات إلى أن عدد مبيعات وحدات المضخات الحرارية التي تعمل بالبروبان في أوروبا وصل إلى 225 ألف وحدة عام 2022، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وأصبح اعتماد المضخات الحرارية أمرًا ضروريًا بشكل متزايد للحدّ من البصمة الكربونية للتدفئة والتبريد في الأماكن المغلقة.

استثمارات المضخات الحرارية

في عام 2023، بلغ الاستثمار العالمي بتقنيات المضخات الحرارية في جميع أنحاء العالم، 63 مليار دولار، وفق تقرير حديث صادر عن بلومبرغ نيو إنرجي فايننس (BloombergNEF).

ورغم ذلك، فإن المبردات المستعملة حاليًا في المضخات الحرارية للتبريد تُعدّ من الغازات الدفيئة القوية، إذ يُمثّل تسرُّب غازات المبردات 31% من انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بتبريد الأماكن، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

واستجابةً لهذه المخاوف، دعت اتفاقيات دولية مثل "تعديل كيغالي لبروتوكول مونتريال" للتقليل التدريجي من استعمال مركبات الهيدروفلوروكربون، والتخفيف من آثارها السلبية في البيئة.

وتهدف جميع البلدان الموقّعة على "تعديل كيغالي" تهدف إلى تقليل استهلاكها من مركبات الهيدروفلوروكربون بحلول 2047، بنسبة تتراوح بين 80% و85%، مع الأخذ في الحسبان التأثير المتفاوت لكل من هذه المركبات في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، وفقًا لتقرير بلومبرغ.

وأدت هذه الاتفاقية إلى أن تحظى المضخات الحرارية العاملة بالبروبان بحصّة أكبر في سوق التدفئة والتبريد السكني، بعد أن أصبحت خيارًا شائعًا.

البروبان مُبرد واعد

وسّعَ العديد من الشركات الرائدة في مجال التدفئة والتبريد مؤخرًا خطوط إنتاجها، لتشمل المضخات الحرارية العاملة بالبروبان.

وبرز البروبان مبردًا واعدًا في صناعة التدفئة والتبريد، إذ يقدّم أداءً يضاهي أداء أنظمة الهيدروفلوروكربون التقليدية؛ ما قد يوفر إمكان الاعتماد عليه من قبل الشركات المصنّعة بسبب تقديمه حلول التدفئة الفعالة والصديقة للبيئة.

وفي 2023، طرحت شركات باناسونيك (Panasonic) وفيزمان (Viessmann) وبوش (Bosch) وآيرا (Aira)، مجتمعةً، أكثر من 60 طرازًا من المضخات الحرارية العاملة بالبروبان، بينما بلغ عددها في العام الحالي -حتى الآن- 20 طرازًا، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

أوروبا تتوسع لصالح البروبان

خلال الأشهر الأخيرة، فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على أنواع وأحجام معينة من المضخات الحرارية التي تستعمل مركبات الهيدروفلوروكربون للتبريد.

ونتيجة لذلك، حوّلت الشركات الأوروبية المصنّعة لمضخات التدفئة وتبريد الهواء تركيزها بشكل استباقي نحو تطوير المضخات الحرارية العاملة بالبروبان.

مضخات حرارية
مضخات حرارية - الصورة من Superior Propane‏‏

وفي عام 2022، كانت نسبة 8% من مبيعات المضخات الحرارية في أوروبا تتألف من طرازات تستعمل البروبان في التبريد، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

في المقابل، لم تشهد سوق الولايات المتحدة توافر المضخات الحرارية العاملة بالبروبان على المستوى التجاري، ويرجع ذلك -إلى حدّ كبير- للحاجة إلى تحديث قوانين ومعايير السلامة الحالية، التي قد تستغرق سنوات؛ ما قد يؤخّر اعتماد البلاد على هذه الأنواع.

ويمكن أن تكون التكلفة الأولية المرتفعة المطلوبة للمضخات الحرارية عائقًا كبيرًا أمام اعتمادها، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وهناك نقاش بين خبراء الصناعة حول ما إذا كانت المضخات الحرارية العاملة بالبروبان أكثر أو أقل تكلفة من نظيرتها التي تستعمل مبردات الهيدروفلوروكربون، بحسب ما أشار إليه تقرير بلومبرغ.

ورغم ذلك، فقد يعتمد التوفير الفعلي في تكلفة التركيب على درجات الحرارة المرتفعة التي توفرها هذه المضخات الحرارية، والتي يمكن أن تعوّض بعض التكاليف الأولية المتعلقة بالعزل والتحديثات الأخرى الخاصة بالمباني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق