اكتملت أول عملية لنقل الأمونيا من سفينة إلى أخرى بنجاح، في سابقة من شأنها أن تسهم بشكل فاعل في إزالة الكربون من قطاع الشحن.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت شركة ترافيغورا (Trafigura) لتجارة السلع، نجاح أول عملية لنقل الأمونيا من سفينة إلى أخرى، الأسبوع الماضي، في المياه الدولية القريبة من ميناء سبتة في مضيق جبل طارق.
وتُعدّ شركة ترافيغورا واحدة من أكبر شركات تأجير السفن في العالم، وهي مسؤولة عن أكثر من 5 آلاف رحلة سنويًا مع نحو 400 سفينة تحت الإدارة حاليًا.
وتُستعمل عمليات النقل من سفينة إلى أخرى بشكل شائع للسلع الأخرى لتحميل البضائع على سفن أكثر ملاءمة لتسليمها إلى الوجهة، ولكن حتى وقت قريب لم تُعتمد على نطاق واسع من قبل صناعة الأمونيا.
نجاح أول عملية لنقل الأمونيا
نقلت شركة ترافيغورا بأمان ما يقرب من 6 آلاف طن متري من الأمونيا، التي قدّمتها شركة سي إف إندستريز (CF Industries) من مجمع التصنيع التابع لها في دونالدسونفيل بولاية لويزيانا، بين ناقلة الغاز متوسطة الحجم غرين باور، المملوكة لشركة بوروس (Purus)، وناقلة الغاز صغيرة الحجم غاز أجيان.
وستُستلم الشحنة من قبل شركة فيتيبيريا الإسبانية (Fertiberia) لإنتاج الأسمدة، وفق بيان صحفي اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة على تفاصيله.
وقال رئيس قسم الشحن في ترافيغورا، أندريا أوليفي: "إن أول عملية نقل آمنة وفاعلة للأمونيا من سفينة إلى أخرى تدعم نشاطنا التجاري المتنامي للأمونيا".
وأضاف: "الأهم من ذلك أنه يوضح جدوى تخزين الأمونيا في المستقبل مع تزايد الطلب على الوقود منخفض الكربون المعتمد على الهيدروجين، الذي سيمكّن صناعة الشحن من إزالة الكربون".
من جانبه، قال متحدث باسم شركة بوروس: "نحن فخورون بالشراكة مع ترافيغورا في عملية النقل من سفينة إلى أخرى، التاريخية هذه مع غرين باور، وهي إحدى ناقلات الغاز متوسطة الحجم الرئيسة الـ7 الحديثة لدينا لنقل الأمونيا".
وتابع: "توضح عملية النقل من سفينة إلى أخرى هذه قدرتنا على تقديم حلول خطوط الأنابيب العائمة الشاملة للعملاء، من أجل شحنات تحول الطاقة التي يمكن أن تقدّم مرونة أكبر وسرعة في الوصول إلى السوق مقارنةً بصهاريج التخزين البرية التقليدية، ما يسرّع من التحول إلى الطاقة النظيفة".
تزويد السفن بوقود الأمونيا
في مايو/أيار 2024، وقّعت شركة ترافيغورا عقدًا لـ4 ناقلات غاز متوسطة الحجم، ستكون قادرة على استعمال الأمونيا منخفضة الكربون بوصفها وقودًا للدفع عند تسليمها.
وستُبنى السفن في ساحة تابعة لشركة إتش دي هيونداي ميبو (HD Hyundai Mipo) في أولسان بكوريا الجنوبية، وستُحمل السفن غاز النفط المسال أو الأمونيا، على أن تُسلَّم أول سفينة في عام 2027.
وستُجَهَّز كل سفينة، عند تسليمها، بمحرك أمونيا مزدوج الوقود منخفض الكربون، ما يدعم التزام ترافيغورا بتقليل كثافة الكربون في أسطول الشحن الخاص بها بنسبة 25% بحلول عام 2030، وفق ما جاء في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتلتزم شركة ترافيغورا -أيضًا- بالمساعدة في تطوير الوقود منخفض الكربون والسفن اللازمة لإزالة الكربون من الشحن العالمي، ويمثّل إعلان بناء ناقلات الغاز خطوة تالية مهمة في هذه الجهود.
وقال رئيس قسم الشحن بشركة ترافيغورا، أندريا أوليفي: "نحن متحمسون للبدء مع إتش دي هيونداي ميبو في هذا المشروع الطموح الذي يدعم التزاماتنا بإزالة الكربون من الشحن، وسيساعدنا على تطوير البنية التحتية العالمية لتزويد السفن بالأمونيا منخفضة الكربون اللازمة، ليصبح الشحن الخالي من الكربون حقيقة واقعة".
خطة خفض الانبعاثات
التزمت شركة ترافيغورا بتقليل كثافة غازات الدفيئة لأسطول الشحن الخاص بها بنسبة 25% بحلول نهاية السنة المالية 2030، مقابل معيار المنظمة البحرية الدولية لعام 2019.
منذ عام 2020، قادت ترافيغورا الصناعة في الدعوة إلى فرض ضريبة كربون عالمية على الوقود البحري لتحفيز وتسريع اعتماد الوقود البحري منخفض الكربون.
ويُعدّ فريق الشحن في ترافيغورا أحد المشغّلين القلائل الذين اختبروا مجموعة كاملة من أنواع وقود الشحن البديلة، بما في ذلك الغاز المسال والميثانول وغاز النفط المسال والوقود الحيوي على متن السفن المملوكة لها والمستأجرة.
وشاركت في رعاية تطوير محرك ثنائي الشوط بوساطة شركة مان إنرجي سولوشنز (MAN Energy Solutions)، الذي يُمكن تشغيله باستعمال الأمونيا منخفضة الكربون، كما تستثمر في تكنولوجيا احتجاز الانبعاثات على متن السفن.
وتُعدّ شركة ترافيغورا عضوًا مؤسسًا في ميثاق الشحن البحري، وهو تحالف صناعي أُنشئ لجمع انبعاثات الشحن وتقييمها والإبلاغ عنها، كما أنها عضو رئيس في تحالف الوصول إلى الحياد الكربوني التابع للمنتدى البحري العالمي.
موضوعات متعلقة..
- بعد مصرع 5 أشخاص.. مخاطر نقل الأمونيا تثير الجدل في أميركا
- الأمونيا.. وقود المستقبل لإزالة الكربون من قطاع النقل (تقرير)
- الأمونيا الخضراء.. خيار الوقود النظيف للشحن والنقل لمسافات طويلة
اقرأ أيضًا..
- اكتشافات نفط وغاز في السعودية بـ7 حقول ومكامن جديدة
- توتال إنرجي تدرس الانسحاب من مشروع غاز مهم في أفريقيا
- هل يحد انتشار الذكاء الاصطناعي من دور الهيدروجين عالميًا؟ (تقرير)
- خلايا شمسية تحتوي على السيراميك قد تُحدث ثورة في إنتاج الكهرباء