تقارير منوعةالتقاريرتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

صناعة الألومنيوم تحتاج إلى تريليون دولار لتحقيق الحياد الكربوني (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج الألومنيوم التقليدي يستهلك الكثير من الكهرباء ويُسهم بـ2% من الانبعاثات العالمية
  • تحتاج صناعة الألومنيوم إلى التوسع في استعمال الكهرباء منخفضة الكربون
  • من الضروري تطوير تقنيات رائدة تعالج الانبعاثات المباشرة من عملية الإنتاج
  • الصناعة تستهدف بناء 70 منشأة إنتاج منخفضة الكربون بحلول عام 2030

تنتعش صناعة الألومنيوم يومًا بعد يوم، بسبب تعدد استعمالاته في الحياة العصرية، بدءًا من إنتاج علب المشروبات والهواتف الذكية إلى استعماله في قطاعي الطيران وتصنيع السيارات، كونه خفيف الوزن.

ومع ذلك، فإن إنتاج الألومنيوم التقليدي يستهلك الكثير من الكهرباء، ويُسهم بنحو 2% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية سنويًا، ما يجعله أحد أسباب تغير المناخ.

ولتحقيق أهدافها بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تستكشف صناعة الألومنيوم 3 مسارات رئيسة تتعلق بالتوسع في استعمال الكهرباء منخفضة الكربون في عملية الإنتاج، وتطوير تقنيات رائدة تعالج الانبعاثات المباشرة من الإنتاج، بالإضافة إلى زيادة استعمال الألومنيوم المعاد تدويره.

ويواجه قطاع إنتاج الألومنيوم تحديًا استثماريًا كبيرًا للوصول إلى الحياد الكربوني، الأمر الذي يتطلّب إنفاق ما يُقدر بنحو تريليون دولار، معظمها لتعزيز توليد الكهرباء منخفضة الكربون والبنية الأساسية للمصاهر، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ماذا تحتاج صناعة الألومنيوم لخفض الانبعاثات؟

تستعد صناعة الألومنيوم لتحول كبير، مع هدف يتمثّل في 70 منشأة إنتاج منخفضة الكربون بحلول عام 2030، ويتطلّب بناء أو تحديث 40 منشأة لإنتاج الألومنيوم خلال السنوات الـ6 المقبلة، بحسب تقرير صادر عن منتدى الاقتصاد العالمي.

وتقترب العديد من المشروعات من مرحلة التشغيل التجاري والقدرة على التوسع بحلول عام 2030، بعد أن حصلت على قرارات الاستثمار النهائية.

وشهد عام 2024 -حتى الآن- إعلان 13 مشروعًا لإنتاج الألومنيوم منخفض الكربون، بزيادة 3 مرات عن بداية عام 2023، كما تضاعف عدد المشروعات التي وصلت إلى قرار الاستثمار النهائي، من مشروعين في بداية العام الماضي إلى 5 مشروعات الآن.

وتحتاج صناعة الألومنيوم إلى تعزيز إعادة التدوير واعتماد نهج شامل، للحد من بصمتها الكربونية من خلال القضاء على الانبعاثات من جميع مراحل إنتاج الألومنيوم الأوّلي، بما في ذلك التعدين والتكرير والصهر، وكذلك الانبعاثات من النقل وإدارة النفايات وتوفير المواد الخام.

مصنع لصناعة الألومنيوم
مصنع لصناعة الألومنيوم - الصورة من alcircle‏‏

وفي الوقت الحالي، يسوّق منتجو الألومنيوم الأساسيون منتجات ذات بصمة كربونية منخفضة تصل إلى 4 أطنان من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الإنتاج.

ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كان جميع المنتجين يُبلّغون بدقة عن كمية الانبعاثات هذه على أساس مماثل، بما في ذلك جميع الانبعاثات خلال مراحل الإنتاج، على الرغم من توجيهات الصناعة حول كيفية معالجة هذه المسألة.

ولتقليل انبعاثات الكربون في إنتاج الألومنيوم الأوّلي عن طريق الصهر إلى الحد الأدنى، يمكن استعمال كهرباء مولدة من مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100%، مثل الطاقة الكهرومائية، أو بدائل منخفضة الكربون.

كما يتعيّن على أصحاب المصلحة في صناعة الألومنيوم والمستثمرين زيادة مستويات البحث والتطوير، لتجريب تقنيات جديدة بسرعة تعالج الانبعاثات بصورة مباشرة مثل الحلول المبتكرة لاحتجاز الكربون وتخزينه واستعماله.

التحول نحو كهرباء نظيفة

في عام 2022، ظهر اتجاه متباين في صناعة الألومنيوم، إذ لم ترتفع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي بالتزامن مع نمو الإنتاج، ويشير هذا الانفصال إلى التأثير الكبير للجهود المبذولة للحد من كثافة الانبعاثات.

وكان العامل الأكثر أهمية في دفع هذا الانخفاض هو التحول نحو الكهرباء منخفضة الكربون لصهر الألومنيوم، خاصة في انتقال الصين إلى الطاقة الكهرومائية وتبني مصادر الطاقة المتجددة الأخرى في أستراليا والشرق الأوسط.

وأسهم اعتماد الكهرباء منخفضة الكربون بأكثر من الثلث في انخفاض إجمالي انبعاثات قطاع صناعة الألومنيوم، إلى جانب دور مهم لعمليات إعادة التدوير، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وتتمتع أميركا الشمالية والدول الإسكندنافية بميزة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، وذلك بفضل البنية الأساسية القائمة، إذ إن 100% من مصاهرها مرتبطة بالطاقة الكهرومائية، أو المصادر المتجددة الأخرى، أو شبكات الكهرباء منخفضة الكربون، مع وجود اتفاقيات لشراء الكهرباء.

ورغم أن دولًا أخرى لا تتوافر لديها الموارد المحلية نفسها، فإن العديد منها تستكشف طرقًا بديلة للحد من بصمتها الكربونية في صناعة الألومنيوم.

وتتصل بعض الدول بشبكة الكهرباء للاستفادة من نمو الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، في دولة الإمارات، تستعمل شركة الإمارات العالمية للألومنيوم (EGA) الطاقة الشمسية من الشبكة لتصنيع نوع خاص من الألومنيوم يُسمى سيليستيال (CelestiAL) باستعمال الطاقة الشمسية.

مصهر ألومنيوم
مصهر ألومنيوم - الصورة من Ripik AI‏

وفي مثال آخر، نجح مصنع نافارا (Navarra) التابع لشركة هيدرو في إسبانيا بإنتاج الدفعة الأولى من الألومنيوم المعاد تدويره باستعمال الهيدروجين الأخضر.

تحديات صناعة الألومنيوم

بينما ستساعد العلاوات الخضراء للألومنيوم منخفض الكربون في تعويض بعض من تكلفة وصول الصناعة إلى الحياد الكربوني، إلا أن هناك العديد من العقبات التي قد تواجهها في المستقبل.

وهناك فجوة بين الطلب على المواد الصديقة للبيئة وعدم رغبة العملاء في تحمل التكاليف الأعلى المرتبطة بهذه الخيارات المستدامة.

كما أن التوصل إلى إجماع بشأن آليات تعديل حدود الكربون وتحسين دقة تتبع الانبعاثات الإنتاج منخفض الكربون، هو تحدٍّ آخر أمام صناعة الألومنيوم.

وفي السياق نفسه، فإن العلاوات الحالية لتصنيع الألومنيوم منخفضة للغاية لتشجيع الاستثمارات الكبيرة على خفض انبعاثات الكربون، ولكن بعض شركات صناعة الألومنيوم ما تزال تختار الاستثمار في الحلول منخفضة الكربون، لأنها تتوقع ارتفاع الطلب والأسعار في المستقبل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق